وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كاتب اسرائيلي يهاجم السياسات الاسرائيلية ويتهمها بالعيش على حد السيف وخراب العالم

نشر بتاريخ: 21/02/2006 ( آخر تحديث: 21/02/2006 الساعة: 18:16 )
بيت لحم -معا - وجه الصحفي الاسرائيلي نحاميا شطرسلرخلال مقال في صحيفة هارتس اليوم انتقادات شديدة اللهجة للسياسة التي تتبعها الحكومة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين عقب فوز حماس بالانتخابات التشريعية وقال الكاتب الاسرائيلي: ان اسرائيل بسياساتها الحالية انما ترمي الى تحقيق هدفها بالعيش باستمرار على حد السيف وخراب العالم، ونظرا لاهمية المقال فاننا نقدمه لقراء معا باعتباره يقدم صورة طبقية للعقلية التي تصوغ فكر وسلوك قادة اسرائيل :

على مر السنين علمنا الساسة انه من غير المنطقي اجراء مفاوضات سياسية مع انظمة ديمقراطية كونها غير مستقر ولا يقف شعبها خلفها مما يهدد هذه المفاوضات وما يتنج عنها من اتفاقيات سياسية .

المفارقة هي ان الشعب الفلسطيني ورغم وجود الاحتلال البربري نجح بامتياز في اجراء انتخابات ديمقراطية هي الافضل من نوعها في العالم العربي لكن نتائجها لم تجد استحسانا في اعين الساسة الاسرائيليين لان اولمرت اراد" فتح" فحصل على "حماس " ماذا نفعل ؟ هذه حقيقة ، اذ علينا حسب ساستنا تحويل" حماس" كمسخ او شبح يحاول ابادة اسرائيل ونهدد الفلسطينيين بمصدر حياتهم ونقول لهم اعطونا" فتح" او واجهوا الجوع وكأن" فتح" تحولت بقدرة قادر الى محبة وصديقة صهيون .

سياسة اسرائيل تقوم حاليا على عدم مفاوضة حماس تماما كما اقسمنا قبل سنوات ان لانفاوض منظمة التحرير عدا عن رفض تحويل المستحقات المالية ومنع دخول العمال والتضييق على حياة الفلسطينيين حتى يتعلموا الدرس ويفهموا كيف يختاروا زعماءهم وليس ادل من على ذلك من تصريحات فيسغلاس امام اجتماع حزب كديما عندما قال على وقع ضحكات الحاضرين " سنجعل الفلسطينيين يهزلون وتضعف اجسادهم دون ان نتسبب بموتهم ".

طاقم حماس الذي شكله اهود اولمرت يرى في برلمان فلسطيني برئاسة حماس جنازة لاتفاقيات اوسلو وهذا ادعاء غريب من نوعه اذا ما تذكرنا ان اهود اولمرت نفسه من اوصى نتنياهو عام 1996 بان يفتح النفق تحت المسجد الاقصى الامر الذي ادى الى اشتعال المناطق الفلسطينية وهدم منظومة العلاقات الجيدة التي بنيت مع ياسر عرفات ودفن جميع الامال التي داعبتنا في تلك الفترة .

وبناء عليه استمرت الحكومة في بناء المستوطنات بشكل غير مسبوق وحين اندلعت الانتفاضة الثانية سارعت حكومة اسرائيل الى اعلان السلطة كراعية للارهاب وهدمتها هي ورئيسها ياسر عرفات وحتى محمود عباس الزعيم الافضل من ناحية اسرائيل والاكثر اعتدالا قضت عليه حكومة اسرائيل كزعيم فلسطيني ولم تعطه اي انجاز يذكر فلم تحسن شروط الحياة الصعبة التي يعانيها السكان الفلسطينون ولم تزل حاجزا واحدا او تطلق سراح الاسرى الفلسطينيين او تفكك بؤرة استيطانية واحدة رغم اعلانها عنها غير قانونية حتى الانفصال عن غزة قامت به من طرف واحد حتى لايسجل كأنجاز لمحمود عباس وحتى طلباته المتكررة للاجتماع مع شارون رفضت ومع كل هذا سارعت اسرائيل للاعلان عنه كزعيم ضعيف لا يقوى على شيء .

عندما ادرك الفلسطينيون عدم جدوى استمرار الوضع القائم انتخبوا قيادة متطرفة فسارعت حكومتنا الى عقابهم ووقف تحويل مستحقاتهم المالية انطلاقا من نفس الرؤية المريضة والخاطئة والتي تفيد بانه كلما زاد وضع الفلسطينيين قسوة وارتفعت وتيرة معاناتهم كلما اقتربت ساعة استسلامهم وخضوعهم غير المشروط لنا واسقطوا حكومة حماس وتراقصوا امام الاحتلال الاسرائيلي .

لكن علينا ان نتعرف على قدرة الصمود الفلسطينية حتى نعرف خطأ سياستنا فرغم الفقر المدقع الذي يعيشه الفلسطينون حيث بينت الدراسات ان مانسبته 40% منهم يعيشون بدخل يصل الى دولاريين فقط وربع اطفالهم يعانون نقصا بالوزن وسوء تغذية ونصيب الفرد الفلسطيني من الدخل القومي يبلغ 1300 دولار في حين يصل دخل الفرد الاسرائيلي الى 14 ضعف الفرد الفلسطيني انتخبوا حماس فماذا تستطيع اسرائيل عمله اكثر من ذلك واين تريد ان يصل مستوى حياة الفلسطينيين اكثر من ذلك حتى يستسلموا ؟.

الرئيس الفلسطيني اعلن يوم امس ان السلطة الفلسطينية ستعاني من ازمة مالية جدية اذا لم تحول اسرائيل اموال الضرائب لكن الفلسطينين سيجدون الحلول البديلة للاموال الاسرائيلية رغم انها حق لهم عن طريق تجنيد الدعم العربي والاسلامي وايران مما سيعزز من النفوذ الايراني في المنطقة بشكل يتعارض مع المصلحة الاسرائيلية .

القائم باعمال رئيس الحكومة اهود اولمرت اعلن ان السلطة تحولت الى سلطة ارهابية رغم الحقائق الواضحة والتي تفيد بان حماس لم تنفذ خلال العام النصرم سوى عملية واحدة وباقي العمليات نفذت على يد الجهاد الاسلامي وحركة فتح .

ويظهر اليوم ان من يخرق اتفاق باريس الاقتصادي هي حكومة اسرائيل ومبالغة رئيس الشاباك عندما وصف حماس كخطر استراتيجي تقف مقابل ما تبديه قيادة حماس من حكمة وحسن تدبير فهم يعلنون بشكل او اخر عن نيتهم تحويل حماس الى حركة او حزب سياسي عدا عن اعلانهم احترام كافة الاتفاقيات الموقعة واستعدادهم لهدنة تمتد من 15 الى 20 عاما مقابل انسحاب اسرائيلي كامل من الاراضي المحتلة عام 1967 مما يشكل موقفا ابتدائيا يساعد على دخول الاطراف دائرة المفاوضات .

لكن يظهر ان حماس لم تكن متطرفة بما يكفي حكومة اولمرت ويخدم سياساتها بل على العكس اعطت املا في حل منطقي ما جعل حكومة اسرائيل ترتد الى السياسة التي تجيدها بامتياز وهي تحطيم القيادات الفلسطينية الموجودة حتى تظهر اخرى اكثر تطرفا فهي من حطم السلطة وياسر عرفات ومحمود عباس واوصل حماس الى دفة الحكم وهكذا تستمر سياسة اسرائيل في فرض العقوبات حتى يصل الفلسطينيون الى قناعة بان لا منظمة التحرير ولا حماس او الجهاد الاسلامي بمقدورها تحسين ظروفهم المعيشيه عندها يتحولون الى القاعدة الاكثر تطرفا وبهذا تحقق اسرائيل هدفها بالعيش باستمرار على حد السيف وخراب العالم .