![]() |
رأي مُختلف عن رامز جلال
نشر بتاريخ: 29/04/2020 ( آخر تحديث: 29/04/2020 الساعة: 19:06 )
![]()
في كل عام في شهر رمضان الفضيل "تثور زوبعة" من الجهات الأربع ضد رامز جلال وضد برامج مقالبه. وبغض النظر عن ماهيّة وصدقيّة هذه الزوابع، يُثيرها بالدرجة الاولى محامون معنيّون مهتمّون متابعون غيورون مُتفذلكون مُغتاظون "مفروسون" من نجاح الرجل وإستمراريّة برامجه، برامج المقالب "الجامدة"، عاما بعد عام. لم أكن اريد الخوض في هذا المحيط متلاطم وعالي الأمواج، ولم اكن أفكّر في الكتابة عن موضوع يُثير جدلا سنويا، لكن شخصا عزيزا عليّ جدّا، "حمّوده" قال لي لماذا لا تكتب عن رامز جلال؟ فأجبته من أجلك سأكتب عنه. وهكذا كان. كان رامز جلال في برامجه السابقة يفتعل المقلب على الضيف من وراء حجاب، من خلف الصورة، ثمّ يظهر في آخر المقلب ويكشف عن وجهه وعن هويّته، "يتعارك" الضيف معه ثمّ يتصالح معه ثمّ يتعانق معه في كثير من نهايات المقالب "السعيدة"، يُغادر الضيف وهو "راض" موافق على بث الحلقة، بكل ودّ وسرور، ودون شك بمغلّف "مدبوز" بالدولارات أو بالجنيهات أو بالدراهم، "ويا دار ما دخلك شرّ". لكن في هذه السنة، في هذا الموسم الرمضاني المبارك، تعدّى رامز جلال في برنامجه "رامز مجنون رسمي" كل الحدود والسدود، جميع "الخطوط الحمر" والزرق والخُضر والصفر. إستأسد وشرب من حليب السباع وكشف عن وجهه القناع، وعن هويّته و"شمّر" عن ساعديه وكشّر عن "أنيابه" "لمنازلة" الضيف و"مرمرته ومرمطته" مباشرة من موقف القوّة المكشوفة "الغاشمة"، "عينك عينك"، و"على عينك يا تاجر" و"إلي ما يشتري يتفرّج". و"ضحايا" رامز جلال كالعادة وكما في كل عام "أناس" مشهورون، "عالم" من لحم ودم، محسوسون مرئيّون، واضحي المعالم، معروفي العناوين. فنّانون وممثّلون ورياضيّون وصحفيّون وإعلاميّون ومن مختلف المشارب والمنابت، عربا وعجما وفرنجة، ومن بلاد الهند والسند، فراعنة وفنيقيّون وسلاجقة وقوقازيّون، رجالا ونساء، بيضا وسمرا وشقرا، بشعرهم الطويل والقصير والمالس والسابل والمجدّل والمقطقط والعادي الاصلي والمصبوغ والملوّن والمدعّم بخصلات "باروكة" مصنوعة بفنّ واقتدار. وتخرج "الضحايا"، في نهاية المطاف، من المقلب، باسمة ضاحكة راضية مغتبطة، موقّعة على فرامانين: الأول صك مكتوب وممهور بتوقيع "الضحية" بأنها تبرّؤ رامز من اي تبعات إنسانية أو قانونيّة أو وجدانية او عاطفية أو سياسية او إقتصادية، وتمنحه براءة ذمّة وتفويضا عاما وترخيصا وسماح لبث الحلقة على الهواء بكل ما تحوي وما جرى وكان. والفرمان الثاني والاهم توقيع "الضحية " صكّا يُدلل على تأكيد إستلامها في يدها من يد رامز جلال مباشرة ودون قفّازات لمغلّف متخم و"مدبوز" بآلاف الجنيهات أو الدولارات أو اليوروات أو الينّات أو اليوانات أو الدراهم او الدنانير أو سبائك الذهب وملابس من حرير. "واطعم الفم تستحي العين". وهكذا فإن "الكلاب تعوي والقافلة تسير"، يقودها ربّان ماهر "أزعر" "ملعون" "ابن حرام مصفّى" "مدرّدح" نابغة وعبقري. يقطع الجبال والسهول والأودية والبوادي والقفار، وجوّقات المُحتجّين والمتذمّرين والمُحامين والحاسدين ومُرتضى منصور"تلهث" وراء القافلة، قافلة رامز، "المُصفّحة والمُدرّعة"، لا تتأثّر بسهام ونبال رماة هواة. لست ضدّ كل الذين "يُطبّلون ويُزمّرون" وراء رامز جلال، ممن ينتقدونه وينتقدون برامجه و"فجاجتها" وقساوتها و"قلّة حيائها" وقلّة ذوقها. وأتّفق مع من يقول أن برامجه وخاصة هذا الاخير "رامز مجنون رسمي" يحتوي كمّا من الشتائم والكلمات الهائمة "الخادشة للحياء"، والتعليقات المنفلتة من عقالها واحيانا "من تحت الزنّار"، لكن علينا ان نعترف ايضا، ولو من باب "مكرها اخاك لا بطل"، بان هذا الرجل داهية من دواهي الزمان، "فلتة عصره وزمانه"، يسير بين الاخاديد والحفر، "يُنطّنط" في حقول من الألغام، ويصل دائما الى بر السلامة والأمان، ويفوز بالإبل رغم ان الآخرين يُشبعونه سبّا وشتما. ويضع تحت إبطه شوال "ابو حز أحمر"، "مدبوز" حتى عنقه بملايين الدولارات والدراهم، من كدّ يديه وعرق جبينه. برنامجه يحوز على اعلى مشاهدة، اكثر من 30 مليون مشاهدة، على كافة القنوات وبين كل البرامج والحفلات والسهرات والمسلسلات. ينتظر برنامجه عاما بعد عام الصغير قبل الكبير. وحتّى المحامون و"العزّال" والمُغتاظون المناهضون لبرامجه يقفون في طابور الإنتظار السنوي، ويهرعون ويهرّولون الى المحاكم، يقدّمون ضدّه دعاوى وشكاوى "طنّانة رنُانة"، لكن جميعها بالنهاية خسرانة. |