وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ثورة ينقصها ثورة وسلطة ينقصها سلطة ومعارضة ينقصها معارضة

نشر بتاريخ: 02/05/2020 ( آخر تحديث: 02/05/2020 الساعة: 15:21 )
ثورة ينقصها ثورة وسلطة ينقصها سلطة ومعارضة ينقصها معارضة

انتقال منظمة التحرير من خارج فلسطين إلى داخل الأرض المحتلة عام 1995 ، عمل على تفريغ الزخم الثوري من الخارج وتكديسه في الداخل على شكل وظائف وغنائم . وهو ما أدى إلى وصولنا إلى هذه المرحلة . وبالمناسبة فقد كانت عملية انتقال قواعد الثورة من الخارج إلى الداخل ، أفضل خطوة قامت بها منظمة التحرير لان قيادة الجماهير لا يمكن أن تستمر من تونس ومن الجزائر ومن قبرص ومن اليمن عن طريق الفاكسيميليا .

الخلل وقع في كيفية تنفيذ الانتقال وليس في عملية الانتقال ذاتها . فقد كانت عشوائية وارتجالية ومليئة بالأخطاء ووضعت أسوأ قادة في أفضل المواقع .. وقد لاحظ الزعيم عرفات ذلك جيدا ، ولكنه كان مستعدا للمجازفة والانتظار حتى العام 2000 حيث تقوم الدولة فتقوم الثورة بإصلاح نفسها تلقائيا .

تنكّر الاحتلال للاتفاقيات وخانت إسرائيل الاتفاقيات وانقلبت عليها ، ووقعت الكارثة حيث أصبح المؤقت دائما . ما أدى إلى تعميق الخلل وأن يتحوّل إلى تشويه خلقي كبير في عمل الثورة ومفهوم مهماتها وصلاحية أدواتها . وما نجده اليوم هو منظمة تحرير مع وقف التنفيذ . منظمة التحرير تحت جهاز التنفس الاصطناعي .

السلطة قامت في البداية بصفتها عامل مساعد لمنظمة التحرير . ولكن ومع مرور الوقت وجدنا أن السلطة تأخذ مكان المنظمة ، وتمتص مواردها وتستخدم أدواتها . فتحولت السلطة إلى رب المنزل وتحوّلت المنظمة إلى ضيف خجول عليها .

من ناحية الشعب الفلسطيني ومن ناحية منظمة التحرير هي سلطة بكل معنى الكلمة . ولكن من ناحية إسرائيل فانها مجرد هيئة حكم محلي محدودة السقف والمهمات والأدوات وفي غالب الأحيان تتعامل معها اسرائيل حسب قانون الاتحادات غير المشروعة وتطبق عليها قانون الشركات . وكما وصفها الدكتور صائب عريقات أكثر من مرة فهي ( سلطة بلا سلطة ) .

المعارضة عاشت نفس الأدوار وانتقلت إليها العدوى تلقائيا ولكن بشكل صامت وأكثر ضررا . فقد انتقلت إلى الأرض المحتلة ، وقد تعطّلت محركاتها ، وأصبحت تارة تعمل في حقول منظمة يابسة وعجوز . وتارة على متن سفينة سلطة تتقاذفها الأمواج .

ولو عدنا إلى مدارس السياسة المختلفة . وحاولنا الاستفادة من تجارب حركات التحرر العالمي ومن قوانين النظام العالمي القائم . سنجد أننا أحوج ما نكون ألان إلى خطة والى خطة بديلة يعكف على إعدادها عليها كفاءات سياسية ثقيلة ومحترفة من الفلسطينيين ومن أصدقاء الشعب الفلسطيني وخبراء السياسة والقانون الدولي في العالم :

الخطة الأولى - أن تكون السلطة جزء من النظام العالمي الذي تحكمه أمريكا ، وبالتالي تستفيد من وجودها في هذا النظام . فليس من المنطقي أن السلطة تسير في الفلك الدولي الأمريكي ولا تستفيد منه أي شيء بل تدفع ثمن وجودها وتتحطم من أجل البقاء فيه دون أي فائدة .

الخطة البديلة - أن تخرج منظمة التحرير من هذا النظام الاستعماري وأن تبحث الثورة الفلسطينية عن فلك جديد تدور فيه مثل باقي الدول التي تستهدفها أمريكا .

مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت ألان محتلة بالكامل من الحركة الصهيونية . بل أن فلسطين أكثر تحررا من أمريكا . ولم يعد هناك حاجة لإثبات أن واشنطن عاصمة محتلة من الصهاينة مثل القدس تماما .