وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أهالي واد الحمص بين تكاليف رمضان وخسائر كورونا تضاف الى مأساة هدم منازلهم

نشر بتاريخ: 13/05/2020 ( آخر تحديث: 14/05/2020 الساعة: 10:02 )
أهالي واد الحمص بين تكاليف رمضان وخسائر كورونا تضاف الى مأساة هدم منازلهم

القدس- تقرير معا- مشهد تفجير البناية السكنية ذات الطوابق التسعة في منطقة واد الحمص بقرية صور باهر في مدينة القدس المحتلة لن ينسى...حين تناثرت حجارتها وتطايرت لعشرات الأمتار، كما هدمت معها عددا من منازل المواطنين بحجة قربها من السياج الفاصل.

لكن الأيام مرّت ونسيت قضية أهالي المنطقة، وتناثرت آمالهم بالتعويض والمساندة، وتطايرت في مهب ريح الملفات المتوالية ومنها كورونا، أحلامهم بالاستقرار والأمان.

صاحب البناية التي دمرتها عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة محمد إدريس أبو طير قال لـ معا إن رمضان هذا العام يأتي أشد صعوبة، ليس بسبب الكورونا والقيود التي نشهدها وحسب، إنما بسبب فقدانهم المأوى والعمل وما نتج عنه من مشاكل اجتماعية ونفسية.

وقد شهد العالم على تفجير إسكان كان يبنيه ويجهزه للعشرات من الأزواج الشابة، حيث كان يسعى لبناء شقق سكنية بأرباح بسيطة لمساعدة أهالي المدينة والذين يعانون من ضائقة مالية وارتفاع أسعار البناء وإيجارات المنازل، ولكن لم يكمل هدفه، كما لم يتحقق حلم الذين قاموا بالشراء في الإسكان بالاستقرار.

وقال محمد أبو طير :"ما جرى في حي وادي الحمص في تموز الماضي أخطر من وباء كورونا، فقد هدمت منازلنا وفقدنا أعمالنا، وكافة العائلات تعاني من أوضاع اقتصادية ونفسية صعبة للغاية".

وأضاف :"بعد عملية الهدم شعرنا بوجود دعم ومساندة من قبل كافة المسؤولين الفلسطينيين، والذين سارعوا بإعطائنا الوعود، خاصة وأن الأبنية مرخصة من وزارة الحكم المحلي في بيت لحم، واليوم وبعد مرور أكثر من 10 أشهر على نكبتنا نقف وحدنا لنواجه مصيرنا، فيما لم تنفذ أيّ من الوعود التي قطعت، بحجج مختلفة منها، نقص المستندات والأوراق، والأزمة المالية، واليوم جائحة كورونا".

وقال :"ما زاد الأمور صعوبة على الأهالي خلال الشهرين الأخيرين فقدان الكثير منهم أعمالهم ومصدر رزقهم بسبب انتشار فيروس كورونا".

وضع مأساوي لجميع العائلات..

ولا يختلف وضع المواطن إسماعيل عبيدية عن أبو طير، حيث أوضح أن الوضع مأساوي لجميع العائلات، وقال :"لا حياة دون منزل يأوي أفراد العائلة، ولا أجواء للشهر الفضيل، وسبق أن عشنا عيد الأضحى بعد هدم منازلنا وهاي هي الأيام والأشهر تمر ونحن على وضعنا، ومأساتنا تتضاعف وتزداد مع الأيام في ظل التقاعس عن تنفيذ الوعود التي أطلقت".

وأضاف عبيدية :"قمت ببيع منزلي الصغير وعملت جاهدا حتى استطعت إنشاء بناية لي ولأولادي، وبعد السكن فيها عدة أشهر، لاحقتنا سلطات الاحتلال بأوامر الهدم ثم نفذت قرارها، حيث انتقلنا للعيش في غرفتين صغيرتين تأكل جدرانهما وسقفهما الرطوبة والعفن، ولا تتسعان لأفراد العائلة البالغ عددهم 8 أفراد".

وأضاف :"تعب وشقى السنين قمت بوضعه في البناية السكنية، واليوم وبعد هدمها لا مأوى لنا ولا عمل، فنحن خسرنا كل شئ".

مناشدة للسيد الرئيس

وقد وجه أهالي حي وادي الحمص مؤخرا، مناشدة للسيد الرئيس محمود عباس جاء فيها :"نحن أبناءك أهالي وادي الحمص صور باهر المنكوبين الذين هدمت بيوتهم، وهي عبارة عن 72 شقة سكنية مرخصة من قبل وزارة الحكم المحلي في بيت لحم بشكل قانوني، وهذا في عرف الاحتلال الغاصب لم يشفع لنا عدم هدمها، حيث أقدم جيش الاحتلال على هدمها بتاريخ 22/7/2019، وعمليات الهدم تلك تراكمت علينا أعباء مالية كبيرة، تركت تأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية علينا بشكل كبير، ونصدقك القول سيادة الرئيس، بأن مشاكل اجتماعية حصلت جراء ذلك، هددت حياة أسر وزيجات وابعد من ذلك تهدد السلم الاهلي في المنطقة، وأنت يا سيادة الرئيس بصفتك الراعي لنا والاب الحاني علينا صرحتم بتعويضنا بجبر الضرر عنا مشكورا، ولقد مر 10 أشهر حتى الان ولسوء الاوضاع التي نمر بها، رغم تفهمنا ما تمر به البلاد من انتشار جائحة كورونا، الا ان سوء الوضع وقلة الحيلة وسوء أوضاعنا المالية تجبرنا على القيام بالمناشدة والتمني على سيادتكم التعجيل بموضوعنا.

وأضاف البيان :"فتعزيز صمودنا وبقائنا جزء من تعزيز صمود وبقاء أهل القدس، حتى نسطيع أن نبني بيوتا بديلة نسكنها ونأوي عائلاتنا المشرددة والمشتتة، وفي ظل انتشار جائحة كورونا، نحن في أمسّ الحاجة لمأوى ولبيت يقينا من هذه الجائحة، فنحن في شهر رمضان المبارك وعلى أبواب عيد الفطر ووضعنا يزداد سوءا، وللعلم هذه المصيبة وقعت علينا قبل وباء كورونا بفترة طوية وكنا نطمح أن ينتهي موضوعنا منذ فترة طويلة.

كلنا ثقة وأمل أن تنظر لقضيتنا بعين العطف وأن تكون أولوياتكم رغم كثرة مشاغلكم، لكي نتمكن من بناء بيوتنا المدمرة من جديد لتثبيت وجودنا على أرضنا ولا يمكن للعائلة الاستغناء عن البيت".

أهالي واد الحمص بين تكاليف رمضان وخسائر كورونا تضاف الى مأساة هدم منازلهم
أهالي واد الحمص بين تكاليف رمضان وخسائر كورونا تضاف الى مأساة هدم منازلهم
أهالي واد الحمص بين تكاليف رمضان وخسائر كورونا تضاف الى مأساة هدم منازلهم