وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

شارون خطط للهروب من الضفة قبل الهروب من غزة.. ولكن الانتفاضة توقفت

نشر بتاريخ: 18/05/2020 ( آخر تحديث: 18/05/2020 الساعة: 14:07 )
شارون خطط للهروب من الضفة قبل الهروب من غزة.. ولكن الانتفاضة توقفت


خطط حزب الليكود بزعامة أرئيل شارون عام 2003 للهروب والانسحاب أحادي الجانب من الضفة الغربية قبل أن يفكر بالانسحاب من قطاع غزة . وعلى العكس كان ينادي ببقاء مستوطنات غزة وهو صاحب العبارة الشهيرة ( نتساريم مثل تل ابيب ) .









في العام 2004 قام قطيع من متطرفي الليكود بقطع المايكروفون خلال خطاب شارون على منصة الانتخابات الداخلية . وعلى أثرها خرج شارون من الليكود وأسس حزب كاديما الذي اكتسح إسرائيل ب42 مقعدا بعد أن انضم إليه رموز الحركة الصهيونية مثل شمعون بيريس وتسفي ليفني وعشرات مثلهم . وانهار حزب الليكود كما انهار حزب العمل .
شارون أعلن خطته لانسحاب أحادي الجانب . وبدأ العمل على ذلك من الضفة الغربية حيث أقام جدارا بارتفاع 15 مترا من الاسمنت المسلح . وفي تلك الفترة وصف عرفات الجدار بأنه ( سور برلين ) .
أراد شارون عمل اتفاق دائم في قطاع غزة ينشأ من خلال تفاهمات على محور فيلادلفيا ( شريط رفح الحدودي ) . ولكن شدة العمليات والتفجيرات والهجوم على حافلات المستوطنين . تسببت في إعادة ترتيب أولويات شارون . وبسبب الانتفاضة في غزة ووقوع عمليات يوميا أرسل شارون الجيش لإخلاء المستوطنات بالقوة . وقام بسحب المستوطنين من مستوطنات غزة ، وطويت تلك الصفحة .
بعد الانسحاب من غزة وفي أول خطاب لشارون أعلن انه سينفذ خطة الانسحاب أحادي الجانب من الضفة الغربية لأنه لا يوجد شريك فلسطيني. وبالفعل تم إخلاء مستوطنات أريحا ، وتلك التي لم يتم إخلاءها تم تفريغها من سكانها وبقيت فارغة من دون سكان . وجرى إخلاء جميع مستوطنات الضفة الغربية وعلى رأسها مستوطنة صانور . وجرى إخلاء عدد من مستوطنات بيت لحم والعيزرية .

موت شارون واستلام أيهود اولمرت للحكم في إسرائيل ، ونزوله إلى فندق انتركونيننتال في أريحا للقاء الرئيس عباس واستعداده لاستكمال التفاوض أوقف الانتفاضة ، ولكنه أوقف الانسحاب الإسرائيلي أيضا . واستمر هذا الوضع حتى 2008 .
في 2008 كانت الانتفاضة قد سكتت ، وكان الدكتور سلام فياض في رئاسة الحكومة الفلسطينية ورفع شعار كل شيء جاهز لإعلان دولة فلسطين عام 2012 .
فجأة . فشلت تسفي ليفني في تشكيل الحكومة الإسرائيلية . وتولّى نتانياهو الحكم وانقلب على كل الاتفاقيات . وألغى فكرة الانسحاب من الضفة الغربية .
جميع الأحزاب الصهيونية لا تريد البقاء في المناطق الفلسطينية التي يسكنها العرب لأنهم تربوا على العيش في كتل استيطانية يهودية بعيدة عن العرب .
جميع الأحزاب الصهيونية الموجودة الآن في الساحة لا تفكر لأنها لا تستخدم عقلها أصلا , وإنما تستخدم يدها للتصويت لصالح نتانياهو من دون رشد .
كما انسحبت إسرائيل من سيناء ومن غور الأردن ومن العريش ، وكما انسحبت من غزة وانسحبت من لبنان. سوف تنسحب إسرائيل من الضفة الغربية ومن القدس ، ومن المثلث ، ولسوف تنسحب من فلسطين كلها . لأنها لن تعرف كيف تعيش مع الآخرين .
ربما يليق بالأحزاب الصهيونية أن تبني دولة لليهود في المريخ .. هناك لا يوجد عرب .