وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كامالا هاريس.. ”الملهمة” التي يبغضها ترامب

نشر بتاريخ: 15/08/2020 ( آخر تحديث: 15/08/2020 الساعة: 21:52 )
كامالا هاريس.. ”الملهمة” التي يبغضها ترامب

بيت لحم- معا- نساء كثيرات نجحن في حفر أسمائهن على جميع المستويات الاجتماعية، والسياسية، منهن كامالا هاريس، إحدى النساء التي حصلت على مناصب مهمة، فبعد أن حصلت على شهادة عليا في القانون بدأت حياتها المهنية كمدع عام لولاية ألاميدا، لتتولى بعدها منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، أكبر ولايات أمريكا كثافة، لتصبح بذلك أول امرأة سمراء تتولى هذا المنصب.

قصة حياة كامالا هاريس ونشأتها جعلتها مصدر إلهام لكثيرين، وهو ما سيعتمد عليه جون بايدن في حملته الانتخابية وسباقه للوصول إلى البيت الأبيض.

في السطور القادمة ستتعرفين على خطوط بارزة في رحلة كامالا هاريس، المعادية لترامب التي تقترب من البيت الأبيض كأول امرأة سمراء في منصب نائب للرئيس الأمريكي.

حياة كمالا هاريس.. "ابنة المهاجرين"

دعم الأسرة من الأمور التي قد تحول مصير أبننائها، وتخلق منهما رموز نافعة ومؤثرة، وهو ما فعلته والدة كامالا، السيدة الهندية، شيامالا غوبالان هاريس، فكمالا ابنة لأبوني مهاجرين، فوالدتها هندية وأبيها جامايكي، انتقلا إلى أمريكا وبعد انفصال الوالدين عاشت كامالا في كنف والدتها التي كانت تعمل باحثة في علاجات السرطان إلى جانب كونها ناشطة مدنية.

والدة كامالا على الرغم من ارتباطها الشديد بالثقافة الهندية، إلا أنها تبنت ثقافة السود في أوكلاند، وربت ابنتيها عليها، لتصبح مايا وكامالا، على وعي تام بما سيواجهانه وما يجب أن يصبحا عليه.

"الحقيقة هي أن والدتي أدركت جيداً أنها كانت تربي ابنتين سوداوين".. هكذا وثقت كامالا خطوط بسيطة عن نشأتها وتربيتها في كنف والدتها، مؤكدة في سيرتها الذاتية على أن والدتها كانت تعلم جيدًا كل ما سيواجه ابنتيها في الموطن الجديد الذي لجأت له بعد هجرتها مضيفة: ""كانت تعلم أن موطنها الجديد الذي قررت الانتماء إليه، سينظر إلي ومايا على أننا فتاتين سوداوين، لكنها كانت تصر على التأكد من أننا سنصبح امرأتين سوداوين واثقتين و وفخورتين بنفسيهما".

حصلت كامالا هاريس على شهادة عليا في دراسة القانون من ولاية كاليفورنيا، عملت بعدها في عدة مناصب بدأتها بالمدعي العام لمقاطعة ألاميد، لتجلس بعد ذلك في مناصب حيوية ومهمة، فكانت المسئول عن نفاذ القانون في إحدى مقاطعات الولايات المتحدة الأكثر كثافة وهي ولاية كاليفورنيا، حيث كانت أول امرأة سمراء يتتم انتخابها وتتولى منصب المدعي العام هناك. وهو المنصب اللذي سبقه عملها كمدعي عام لولاية فرانسيسكو.

بعد توليها لمناصب عدة ذاع صيت كامالا هاريس كونها صارمة في تطبيق القانون، وإلى جانب ما تحظى به من شعبية كونها أحد الوجوه الصاعدة للحزب الديمقراطي، نجحت هاريس في انتخابات مجلس الشيوخ، والتي كانت خطوة مهمة في حياتها المهنية أكسبتها قاعدة جماهيرية وقتها، خاصة بعد استجواباتها اللاذعة والصارمة لعدد من المرشحين، وهو ما أكسبها شعبية واسعة في أوساط التقدميين.

شعبية كامالا دفعتها للترشح في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأطلقت حملتها لتولي منصب رئيس الجمهورية مع مطلع العام الماضي. وبعد عدم توفيقها في استكمال سباق الترشح الرئاسي، أعلنت هاريس تأييدها للمرشح الرئاسي جون بايدن، والذي أعلن عن ترشيحها نائبًا له حال فوزه برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

كامالا هاريس البيت الأبيض

كامالا هاريس هي أول امرأة سمراء من أصول هندية يتم اختيارها لتولي منصب نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ورابع امرأة في تاريخ أمريكا يتم اختيارها للحصول على بطاقة رئاسية.

خلال خوضها لسباق الترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، كانت كامالا منتقدًا شديد لجون بايدن، ولكن بعد انتهاء حملتها الانتخباية، أعلنت تأييدها لبايدن، ولتشريع العدالة العرقية بعد مقتل جورج فلويد أواخر مايو.

كامالا هاريس وترامب وجون بايدن

كامالا هاريس من المعاديين لترامب، وهي ليست علاقة معاداة من طرف واحد، حيث يصفها الرئيس الأمريكي بـ"البغيضة"، كما أن علاقاتها ببايدن وقت ترشحهما لمنصب تنافسي لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، كان لا يعطي أي مؤشر بأن بايدن كان سسيختار هاريس نابة له.

"كانت هناك فتاة صغيرة في كاليفورنيا وقعت ضحية عملية الفصل العنصري في مدرستها الخاصة.. تلك الفتاة الصغيرة كانت أنا"... في إحدى المناظرات القوية والتي كانت تتميز بها هاريس للباقتها، وقدرتها على إيجاد الحجة والأسباب، فاجئت منافسها، وقتها جون بايدن بتعليق على موقفه العنصري تجاه الحافلات المختلطة بين السود والبيض، وذكرته بمعارضته لليمنيين في السبعينيات واعتراضه على الحافلات المختلطة كخطوة لدمج المدارس العامة.

رد بايدن وقتها، كان ضعيف مقارنة بقوة حجة هاريس، وهو ما جعله يتراجع بوضوح في استطلاعات الرأي بعدها لأيام طويلة.

لكامالا هاريس مواقفها تجاه عقوبة الإعدام الرافضة لها، ورفضها للسياسات العرقية المتبعة في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تكون هاريس الحصان الرابح لبايدن،وتمنحه أرضية وشعبية واسعة لدى السود في أمريكا، وهم القوة التي يعتمد عليها بايدن في خوضه لانتخابات الرئاسة الأمريكية، والتي كانت دافعًا أساسي وقوي له لاختيار كامالا هاريس نائبًا له.