وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في ظل كورونا ... تحديات كبيره تواجه المراهق وذويه

نشر بتاريخ: 06/09/2020 ( آخر تحديث: 06/09/2020 الساعة: 17:28 )
في ظل كورونا ...  تحديات كبيره تواجه المراهق وذويه

مع بدء العودة للحياة شبه الطبيعية وفك الاغلاقات وحرية التنقل بين المحافظات ، وعودة الموظفين لأعمالهم وفتح المحال التجارية ، وأخيرا القرار بالعودة للحياة التعليمية تدريجيا ، وفتح المدارس والتعايش مع كورونا مع أخذ كل وسائل الحماية والوقاية والتباعد الاجتماعي، وبعد أن عانى تلاميذنا من اختصار العام الدراسي السابق .

كما لا يمكن أن نغفل هنا العلاقة المعقدة ما بين المراهق ووالديه ، فكثيرا من تصرفاته لا تعجب الوالدين ويكثر النقد والتعليق وأحيانا يصحبها العصبية الزائده والتوبيخ ، فالمراهق يعيش ضغوطا متنوعه ، فهو ليس بطفل وليس بشاب أو رجل فيغضبه أحيانا التعامل معه كطفل واملاء الأوامر وفرض الرأي الاخر عليه كما ويغضبه التعامل معه كرجل وتأنبيه ان لعب أو تصرف كالأطفال ، وقد زادت هذه الضغوط نتيجة كورونا والجلوس بالبيت طوال اليوم ، ووجود جميع أفراد الأسرة تقريبا معا في نفس المكان ، وهنا لا بد للوالدين أن يعطوا اهتماما مضاعفا للمراهقين ، أن يفتحوا معهم حوارا باستمرار ، وأن يحاولوا أن يستوعبوهم ويستمعوا لهم ويناقشوهم ويلعبوا معهم بعض الألعاب المسلية للترفيه ولبناء علاقة متينة معهم ، وأن يستعينوا بأخصائيين نفسيين ليستشيروهم ان دعت الحاجة لذلك .

هديل ، مراهقة تبلغ من العمر 14 عاما ، تقول لنا أنها عانت كثيرا منذ انتشار جائحة كورونا وتضيف : منعت من الخروج من المنزل وقضاء بعض الوقت مع الصديقات خاصة بعد تعطل الدراسة وكل ذلك بسبب كورونا والخوف من العدوى والمرض ، ومنعت من الخروج للمشي والتسوق ، فكل شيء ممنوع ، فالملل اصابنا ولا نعرف كيف نقضي أوقات فراغنا ، مللنا من المنزل وتعبنا من مشاهدة التلفاز واللعب بالألعاب الألكترونية ومساعدة امي في المطبخ وبالتنظيف وبالعناية باخوتي ، الحمدالله أننا سنعود للمدارس .

والدة هديل تقول أن وجود مراهق أو مراهقة بالمنزل صعب جدا وبحاجة للكثير من ضبط النفس والمتابعة وتضيف : بالنسبة لهديل تغيرت حياتها ونحن بالمنزل نشعر معها ونعرف حساسية فترة المراهقة ولكننا أيضا نريد أن نوجهها ونراقب تصرفاتها فهي باستمرار مع صديقاتها على النت وهذا يقلقني ويقلق والدها ، فنحن نسمع العديد من القصص عن تأثير البيئة الخارجية من أصدقاء وانترنت على المراهقين وعندما نسألها أو نستفسر عن صديقاتها تغضب وتبدأ بالصراخ وأحيانا البكاء وتقول أنها تشعر أنها بالسجن ، انني أحاول أن أكون قريبة منها الا أنها تبتعد ولا تريد أن تشاركني قصصها وتفكيرها ، أحيانا أتفهم ذلك وأحيانا اخرى أغضب ويعلو صوتي ، فعلي أن أهتم بها وكذلك بأخوتها الصغار ،الحمدالله أن الحياة بدأت تعود تدريجيا لطبيعتها وهذا سيخفف الضغط علينا وعليهم وسنبدأ بترتيب نظام حياتنا من جديد لنخرج معهم ونقضي بعض الأوقات خارج المنزل .

أما بالنسبة لعمر فهو يبلغ من العمر 16 عاما ، ويعيش مع والدته واخته الصغيره وأخاه الأكبر منه سنا وهو يعشق كرة القدم ويلعب في النادي ويتدرب باستمرار ، الا أن كورونا حرمته وحرمت كل أصدقائه من التدريبات ، فيقول لنا : أنا أعشق الكره وكنت بعد المدرسة مباشرة أذهب للمنزل لتناول الغداء وانهي دروسي وأذهب للنادي كل يوم ، حياتي هي الكرة والتدريبات ، كورونا جاءت دمرتني وحشرتني بالمنزل مع امي واخوتي ، وامي دائمة الاعتراض على كل شيء ، على السهر في الليل وعلى النوم لساعات الظهر ، وأنا ممنوع من احضار أصدقائي للمنزل أو الذهاب لزيارتهم خوفا من العدوى ، الحمد الله فتحت المدرسة قبل أيام وسأرتاح من صراخ أمي وتعليقاتها وتعليقات أخي أيضا ، الدراسة والمدرسة أرحم .

ان الضغوطات التي يعيش بها المراهق قبل كورونا وخلال كورونا هي كبيره جدا ، فالمراهق تبنى شخصيته وكيانه وهويته خلال هذه المرحلة ، وهم بحاجة الى أن نقف بجانبهم ونشركهم بقراراتنا ونأخذ رأيهم باستمرار ، بحاجة أن نستمع لهم ولرأيهم ونحاول أن نناقشهم ولا نجادلهم ، نحاول أن نعطيهم المساحة ليعبروا عما يجول في خاطرهم ، علينا أن نحملهم المسؤولية ونعطيهم بعض المهام لنشعرهم بأهميتهم وبشراكتهم لنساعد في بناء شخصيتهم واستقلاليتهم ، فهذه المرحلة هي التي ستحدد قوة شخصيتهم وتطلعاتهم لمستقبلهم وتسهم في تعزيز ثقتهم بنفسهم ، فكونوا لهم سندا وعونا ومرشدا وكونوا لأبنائكم وبناتكم أصدقاء ورفقاء لا اباء وأمهات فقط .

الكاتبه : الاعلامية رولا سلامه هي مديرة التواصل الجماهيري والتثقيف في مؤسسة "جست فيجن " ومنتجة أفلام وثائقية ومعدة ومقدمة برنامج فلسطين الخير على فضائية معا . والمدير العام لمؤسسة فلسطين الخير ، المقال من سلسلة مقالات اسبوعية تتحدث عن فيروس كورونا والحياة في زمن كورونا وتأثيره على المجتمع الفلسطيني .