وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وبالذات العرب . لا يعرفون إذا يفوز ترامب مرة أخرى أم يسقط

نشر بتاريخ: 07/09/2020 ( آخر تحديث: 07/09/2020 الساعة: 13:56 )
وبالذات العرب . لا يعرفون إذا يفوز ترامب مرة أخرى أم يسقط

معظم سكان العالم العربي لا يعلمون الكثير عن المجتمع الأمريكي وطرائق تفكيره ، ودوافع سلوكه . وربما أن السبب في ذلك هو اعتماد الغالبية على الأفلام التي تنتجها شركات هوليوود وتبثها قنوات عربية عشوائيا . او على عناوين تختارها الأنظمة الحاكمة وأجهزة الأمن .
ورغم انفتاح المعرفة في العالم بواسطة الشبكة العنكبوتية ، فإن المواطن العربي لا يزال يعتمد على أفلام الأكشن وعناوين الصحافة المحلية في كل بلد ، رغم انها ليست سوى رغبات السلطان وأجهزة الأمن في هذا البلد أو ذاك . فإذا كان النظام صاحب هوى أمريكي يجري تعبئة المواطن العربي في ذلك البلد بكل ما يؤسس لهذا الموقف . وإذا كان موقف النظام معاد لأمريكا وسياستها ستجد أن مضامين الخبر في ذلك البلد .
مراكز الأبحاث العربية لا تزال بمعظمها تتنفس في حضانة الأنظمة والأجهزة الأمنية . ولذلك تعتمد قلة قليلة من المتحدثين باللغات الأخرى إلى مراكز أبحاث عالمية " في الغالب أوروبية " لاعتمادها كمصدر مهم يبني عليه مخططاته .
كما ان دوافع سلوك المواطن الأمريكي ، أمر تغفله الأحزاب العربية والحكومات العربية والباحثين العرب . والدافع الأول والأخير عند الأمريكان هو الكسب والخسارة وليس الأخلاق والمبادئ والقيم والدين ومناهضة العنصرية والاحتلال . بل إن مصلحة المواطن الأمريكي والعائلة الأمريكية في الكسب أو الخسارة هي التي تقرر مواقف الحكومة الأمريكية والتأثير متبادل بين الحكومات وبين الأفراد على مبدأ السلامة الفردية والكسب والربح الجشع مهما كان مصدر المال وطريقة الحصول عليه .
فلو قامت الحكومة الأمريكية بذبح قبائل كاملة في إفريقيا بالسيوف والسكاكين . لكان العنوان في الصحافة الأمريكية في اليوم التالي ( أمريكا تفوز وتحصل على عطاء استخراج النفط في تلك المنطقة ) ويسارع حينها معظم الأمريكيين لشراء أسهم في بورصة الشركة التي سجلت هذا المكسب . أما المذابح التي وقعت هناك فهذا أمر منفصل تماما ، ويمكن الكتابة عنه في ملاحق المجلات دون أن يؤثر في الصورة العامة لسعادة الأمريكان بمزيد من الربح .
والأمر لا يتعلق بخلل وراثي في المواطن الأمريكي . وإنما الكسب بأية طريقة والملكية الخاصة هو ما يتربون عليه مع حليب أمهاتهم .

آخر هموم الناخب الأمريكي اذا كان العرب يريدون ترامب أم لا ؟ وآخر هموم الأمريكيين ما تكتبه الصحافة الصينية والأوروبية والآسيوية والإفريقية عن مرشحيهم . فالناخب الأمريكي لا يرى باقي شعوب الأرض سوى من خلال محفظته .

وكان التأييد الذي يتمتع به ترامب وسياساته حول فيروس كورونا قد انخفض بنسبة 78 في المائة بحلول شهر تموز / يوليو . ولكن هذا لا يعني شيئا حتى الآن .
كما أعتقد أن وفاة ربع مليون أمريكي بفيروس كورونا لن يعني الناخب الأمريكي شيئا مهما لدرجة أن يغيّر موقفه الانتخابي . وما سيعنيه هو الكسب والمال والسياسة الضريبية .
ولسان حال الناخب الأمريكي يقول لكل شعوب العالم وحكوماته ومثقفيه : قولوا ما تشاءون, وأنا انتخب من أشاء .
أما الأنظمة العربية فتخاف أمريكا أكثر مما تخاف الله . وموقف أمريكا من انتخاباتنا هو الذي يحسم في النهاية من ننتخب ومن يفوز . وحتى لو أننا لا ننتخب مرشح أمريكا . فانه سوف يفوز أيضا وباكتساح .