وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عقارب .. وعقارب اسرائيلية !

نشر بتاريخ: 21/09/2020 ( آخر تحديث: 21/09/2020 الساعة: 10:02 )
عقارب .. وعقارب اسرائيلية !

الكاتب: محمد وداعة

أوضحت القائم بأعمال سفارة السودان بواشنطن أميرة عقارب، أن حضورها حفل توقيع سلام إسرائيل والإمارات والبحرين كان بروتوكولياً فقط مثل بقية الدول، وأضافت أميرة في تصريح لـ(السوداني) بتاريخ ( شاركت في حفل توقيع حفل سلام إسرائيل والإمارات والبحرين بعد أن تلقّينا دعوة أُرسلت إلى جميع سفراء الدول المعتمدة لدى أمريكا وحضره كُل السفراء، مُشيرةً إلى أنهُ كان من المُفترض أن يحضر الحفل السفير د. نور الدين ساتي ولكنهُ لم يُقدّم أوراق اعتماده بعد، وأردفت، كان حُضورنا بروتوكولياً فقط مثل بقية كل الدول )، وهذا حديث عار عن الصحة لان تقاليد وزارة الحارجية السودانية تحظر التواجد فى اى محفل يتواجد فيه اسرائيلى ، و كان البيت الأبيض شهد الثلاثاء 15 سبتمبر، مراسم توقيع إسرائيل معاهدة السلام مع الإمارات، وإعلان السلام مع البحرين برعاية أمريكية، وهو المحفل الذى حضرته القائم بالاعمال عقارب ، أميرة عقارب، عينت القائم بالأعمال في مارس الماضي، وفي مايو الماضي، عينت الخرطوم نور الدين ساتي سفيراً لها في واشنطن في خطوة لتبادل السفراء مع واشنطن هى الأولى من نوعها منذ ٢٣ عاماً.

موضوع العلاقات مع اسرائيل ظل اهم المسائل الخلافية فى اروقة السلطة الانتقالية و بين قوى الحرية و التغيير ، منذ لقاء الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتيناهو في يوغندا .. ولغط كبير حول حدود علم رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك بالزيارة .. وتلي ذلك بيان الناطق الرسمي باسم وزراة الخارجية السودانية وازدادت الامور التباساً ، بينما اعلنت غالب قوىالحرية و التغيير الحاضنة السياسية للحكومة رفضها لاقامة اي مستوى من العلاقات مع اسرائيل، فجاءت زيارة وزير الخارجية الامريكي لتكشف عن تباين محدود في العلن بين الحكومة ومجلس السيادة وربما اتفاق خفي وتفاهمات بدليل عدم الاكتراث الحكومي عن بيانين اصدرتهما وزارة الخارجية الامريكية عن زيارة بومبيو للخرطوم … اولهما عقب لقاء حمدوك والآخر عقب لقاء البرهان …

ليست خافياً علي احد الابتزاز والضغوط التي تتعرض لهما السلطة الانتقالية بشقيها … كما انه معلوم ما تروج له بعض الجهات من ان التطبيع هو السبب الأهم لتجاوز الأزمة الاقتصادية وهذا تضليل متعمد وانكسار وخنوع للضغوط الأجنبية لا سيما ضغوط الاشقاء فى دولة الامارات والتي يرى الكثيرون انها تتعامل مع السودان بنهج ( جوع كلبك يتبعك ) وهو أمر مؤسف تجلى باكراً في حجب الدعم الذي وعدت به الامارات والسعودية البالغ (3) مليار دولار … فلم يصل منه الا مبلغ ضئيل لا يتجاوز (500) مليون دولار .. وبلادنا ترزح تحت وطأة الاوضاع الاقتصادية المتردية، فبلغ الدولار (270) جنيهاً وكان في بداية الثورة لا يتجاوز (90) جنيهاً …

نقول واستناداً علي حقائق الاقتصاد السوداني ان التطبيع لن يحل المشكلة وربما تزداد المشكلة سوءاً علي اساس ان السلطة الانتقالية ستتصادم انطلاقاً من موقف الحرية والتغيير الرافض للتطبيع ولا شك ان السلطة الانتقالية بشقيها ستستعدى آخرين ، وعليه فإن الخراب السياسي سيحرم السلطة الانتقالية بشقيها من جني فتات التطبيع ، خاصة اذا لم يتم التجديد للرئيس الامريكى فى نوفمبر القادم ، ثم ماذا جنت دول شقيقة مثل الاردن و مصر من التطبيع مع اسرائيل ،