![]() |
أمريكا بين هاريس وبينس: رسائل 'التلطيخ السياسي' ما بين الأسلوب والمضمون
نشر بتاريخ: 08/10/2020 ( آخر تحديث: 08/10/2020 الساعة: 20:39 )
![]()
أ. د. مكرم خُوري – مَخُّول كانت تلك مدرسة جديدة طرحت أساليب مبتكرة لاستراتيجيات قديمة في حملات التسويق السياسي الشنيعة. فبعد ان وصلت مناظرة ترامب وبايدن الأولى الحضيض في الأسلوب والمضمون حبس عشرات الملايين من الأمريكيين والمتابعين في العالم لحملة الانتخابات الامريكية انفاسهم متوقعين جولة شتائمية ثانية بامتياز في مسلسل مناظرات الانتخابات الامريكية. ![]() ![]() الاجابة السريعة تشير الى انه كون المناظرة خالية من القذع والتشهير الذاتي المتبادل ما بين المرشحين يأتي كأسلوب تضليلي لما تخللته هذه المناظرة من أساليب & ![]() ![]() ![]() ![]() تبنت المرشحة كمالا هاريس (والتي اختارت ارتداء البدلة الرسمية السوداء المحتشمة وذلك لتعبر عن فداحة الوضع الأمريكي ولكي يظهر وجهها بوضوح أفضل تحت الاضاءة) أسلوبا يحول خصمها (بينس) الى دمية على خشبه مسرح المناظرات وفقط ليكون هدفا يشار اليه جسديا ولا يتم التداول معه من حيث المضمون على الاطلاق بشكل شخصي، وانما لغرض استعماله كمنصة انطلاق لتوجيه سهامها نحو المستدف الأول والوحيد الا وهو دونالد ترامب. فقد قررت إدارة حملة كمالا هاريس تبني استراتيجية & ![]() وقد ركزت كمالا هاريس على عاملي الاخفاء والكذب والضرر اللاحقة بالمواطن كنتيجة لتزاوج هذين العاملين في شخصية ترامب. وتناولت هاريس الضرر المدمج الذي لحق بالشعب الأمريكي إذ صورته من حيث & ![]() ![]() ![]() ![]() رد بينس جاء لكي ينقل & ![]() ![]() من تركيزها على عامل & ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() عبر ظهور كمالا هاريس في هذه المناظرة كخصم امام مايك بينس قررت حملة الديمقراطيين الكشف عن طبقة أخرى في شخصية ترامب وهي انعدام الإحساس والاحترام والشعور التضامني مع الآخرين، مختارين واحدا من اهم المواضيع المتعلقة بالاستهتار بحياة الجنود وعدم تقديره للخدمة العسكرية (والبطولية) طارحة تجريح ترامب برئيس الحزب الجمهوري (حزب ترامب) السابق المتوفي والجندي السابق جون ماكين كمثال سلبي للغاية لدرجة ان ارمله جون ماكين أعربت عن تأييدها للمرشح الخصم (الديمقراطي) جو بايدن ضد ترامب، من خلف زوجها في رئاسة الحزب في خطوة تشير الى امتعاض قطاعات في الحزب الجمهوري تجاه ترامب. هنا اضافت كمالا هاريس & ![]() ومن هذا الطرح اضافت هاريس تقزيم صورة وسمعة امريكا إذ شددت على أن الولايات المتحدة الامريكية أصبحت أقل أمنا بسبب موقف ترامب من الاتفاق النووي مع إيران قائلة: “انه نتيجة لذلك، أصبحنا (أمريكا) أقل أمنا، لأنهم (الإيرانيون) يبنون الآن ما يمكن أن يكون ترسانة نووية كبيرة. كنا طرفا في هذا الاتفاق، وبسبب تصرفات ترامب أحادية الجانب، أصبحنا معزولين". البناء السلبي لا بل التشخيص الذي كان يراد منه اغتيال شخصية ترامب من قبل كمالا هاريس تضمن تلميحات عريضة بالنسبة ل & ![]() ردود بينس بالنسبة للسياسة الخارجية كانت اوتوماتيكية تقليدية باردة وهي عبارة عن جمل مكررة ذكر فيها ان انسحاب الإدارة الحالية من الاتفاق النووي جاء بعد ان حولت إدارة أوباما (الديمقراطيين) إيران الى "راع عالمي للإرهاب". وكيف يمكن لفلسطين ان تغيب عن مناظرة كهذه؟ موجها رسائل الى الشرائح الصهيونية-التلمودية في جمهور الناخبين الأمريكي اقحم مايك بينس قصة دونالد ترامب الشخصية انه & ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الا ان هاريس عاودت لنخر صفات وتصرفات ترامب لتصفها بالسلبية والمقلقة والتي لا تدعو لزرع الثقة في نفس المواطن الأمريكي. إذ استغلت هاريس (معتمدة على تحقيق لصحيفة & ![]() ![]() سجلت المناظرة بين كمالا هاريس مع مايك بينس دقيقة حاسمة عندما طرحت هاريس موضوع انعدام العدالة الاجتماعية والتمييز العرقي في المجتمع الأمريكي مكررة وبشكل دراماتيكي، كادت تذرف نتيجته الدموع، حادثة مقتل الأمريكي-الافريقي جورج فلويد تحت ركبة شرطي ابيض (منتقدة ترامب لإحجامه عن التنديد بالمنادين بتفوق العرق الأبيض في مناظرة الأسبوع الماضي مع بايدن ) وذلك لإظهاره وادارته بالعنصرية الاستعلائية وتبني الكراهية تجاه كل ما هو ليس ابيض. رد بينس جاء متلعثما ووفقا لاستراتيجية حملة الاعلام للثنائي & ![]() كان هدف الادعاءات التي أوردتها كمالا هاريس ضد ترامب نزع أي شرعية عن ترامب وزرع الإيحاءات في الادراك الحسي للمشاهد لشخصية ترامب السلبية التي قد تنتقص من سعادة المواطنين ونجاحهم في حياتهم ملمحه الى عدم وجود فائض من التوجه السوي في شخصيته الامر الذي سيعود بالضرر على & ![]() ورغم ان أسلوب مايك بينس كان هادئا الا انه لم يجب على عدة أسئلة لا بل تكلم عن نقاط أراد ان يقدمها بدون الاكتراث بالسؤال... كما ان لغته الجسدية كانت خشبية وجافة وباردة مقارنة بلغة جسد كاميلا هاريس التي عبرت عن دفئ وحميمية وودية بواسطة تعددية أنواع ابتساماتها (احترام، رفض، فرح، فخر واستهزاء). وجه بينس الذي انعدمت منه الابتسامة ظهر شاحبا مقرونا بلون شعره الفضي-الأبيض (المصفوف بعناية حديدية) والذي & ![]() |