وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صنع المستقبل الأكثر إشراقا لشينجيانغ

نشر بتاريخ: 19/11/2020 ( آخر تحديث: 19/11/2020 الساعة: 16:48 )
صنع المستقبل الأكثر إشراقا لشينجيانغ

السفير قوه وي مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين

تقع منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم شمال غرب الصين في وسط قارة أوراسيا وتحدها 8 دول من بينها روسيا، وهي ما يجعلها مفترق طرق لـ"طريق الحرير" القديم وملتقى الحضارات المتنوعة وتجمعا رئيسيا للمسلمين الصينيين.

ويقطن في شينجيانغ أكثر من 25 مليون نسمة تتكون من أكثر من 40 قومية مثل قوميات هان وويغور وكازاخستانية ومنغوليا الداخلية الذين يتعايشون مع بعضهم البعض، ومن ضمنهم 10 قوميات معظم أبنائها يؤمنون بالإسلام مثل قومية هوي وقومية ويغور، حيث يزداد عدد المسلمين باستمرار وهو يقارب 60% من إجمالي السكان. وقامت حكومة شينجيانغ بصياغة السياسة واللوائح المتميزة وفقا للدستور والقانون لحماية حرية الاعتقاد الديني لجميع أبناء القوميات المختلفة، ومواصلة تحسين مستوى الخدمة العامة في المساجد، وإنشاء المعهد الإسلامي مع 8 فروع، وترجمة الكتب الدينية مثل القرآن الكريمة ونشرها ب4 لغات مثل الصينية والويغورية والكازاخستانية والقرغيزية، وترتيب طائرات عارضة كل عام لضمان سفر المسلمين للحج إلى مكة المكرمة، وتم تنظيم أكثر من 50 ألف مسلم للحج حتى الآن.

حققت شينجيانغ تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية إنجازات غير مسبوقة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين معيشة الشعب، مما وفر ضمانات ملموسة لحقوق أبناء القومية المختلفة بما فيها المسلمون في الحياة والصحة والتنمية، محل الإقبال والتقدير من الجميع. في الفترة من 2014 إلى 2019، شهدت شينجيانغ زيادة الناتج الإجمالي المحلي من 919.59 مليار يوان صيني إلى1359.71 مليار يوان صيني بنسبة 7.2% لمعدل سنوي وبنسبة 9.1% فيما يخص الدخل المتاح للفرد. وتم إنشاء أكثر من 1.69 مليون وحدة سكنية ميسورة التكلفة في الأرياف و1.56 مليون وحدة سكنية ميسورة التكلفة في المدن والبلديات، حيث انتقل أكثر من 10 ملايين شخص إلى مساكنهم الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، تم تخلص أكثر من 2.9 مليون شخص و3107 قرية و22 بلدية من الفقر، بما يخفض معدل الفقر من 19.4% إلى 1.24%. ويسكن أكثر من 25 مليونا من أبناء مختلف المجموعات القومية في شينجيانغ الذين يتعايشون مع بعضهم البعض، ومن ضمنهم 10 قوميات معظم أبنائها يؤمنون بالإسلام مثل قومية هوي وقومية ويغور، حيث يزداد عدد المسلمين الذي يمثل حوالي 60% من إجمالي السكان. إن مثل هذا الوضع السليم حيث يعيش أبناء الشعب ويعملون في حالة من الرضا، أرسى أساسا صلبا للسلام والاستقرار في شينجيانغ على المدى الطويل.

رسم الرئيس الصيني شي جين بينغ مخططا عريضا جديدا لتعزيز الاستقرار والتنمية لمنطقة شينجيانغ، تحديدا 4 اتجاهات حيوية لتنميتها المستقبلية: أولا، إفساح المجال كاملاً للمزايا الجغرافية التي تتمتع بها شينجيانغ، ودفع بناء المنطقة الأساسية للحزام الاقتصادي لطريق الحرير، ودمج إستراتيجية الانفتاح الإقليمي الخاصة بشينجيانغ في المخطط العام لانفتاح البلاد من الجهة الغربية، وإثراء شركات الانفتاح، ورفع مستوى الانفتاح، وإنشاء محور الانفتاح في المناطق الداخلية والحدودية. ثانيا، بذل الجهود لدعم أساس القطاع الصناعي في شينجيانغ وزيادة كفاءته، ودفع التحول الصناعي والتحديث الصناعي، وتوسيع الصناعات ذات الخصائص المميزة في شينجيانغ، بما يساهم في زيادة الدخل وتحقيق الرخاء للسكان المحليين. ثالثا، التزام بالتخطيط والبناء بشكل علمي، وتحسين جودة التحضر بشكل شامل. رابعا، التمسك دائمًا بمفهوم متمثل في أن المياه الصافية والجبال الخضراء عبارة عن جبال ذهبية وفضية، والالتزام بحزم بالخط الأحمر للحماية البيئية، وتنسيق تطوير التحكم في الرمال والتحكم في المياه وحماية الغابات والأراضي العشبية لجعل السماء أكثر زرقة، والجبال أكثر خضرة، والمياه أكثر نقاء في شينجيانغ الجميلة.

يدعم الأصدقاء العرب بثبات سياسة الصين في شينجيانغ. في مناقشات اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال75 أكتوبر الماضي، ألقت 48 دولة من ضمنها الدول العربية خطابا مشتركا لقضية شينجيانغ، ذلك تقدير للجهود والإنجازات الصينية من أجل حماية حقوق الإنسان في شينجيانغ، ورفض قاطع لتسييس قضية حقوق الإنسان واتخاذ المعايير المزدوجة، ومعارضة للاتهامات والتدخل لا اساس لهما ضد الصين. وقام سفراء الدول العربية ومندوب جامعة العربية لدى الصين بزيارة شينجيانغ نهاية أكتوبر الماضي، اطلاعا على الجهود المبذولة من قبل شينجيانغ في المجالات بما فيها محاربة الإرهاب وإزالة التطرف وحماية حرية الاعتقاد الديني للمواطنين وتعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة الشعب، حيث أجمعوا على تثمين سياسة الصين في الشؤون القومية والدينية، وتقدير جهود الحكومة الصينية في تحقيق وحدة القوميات وتعايش الأديان والتنمية الاجتماعية.

لا يفوتني أن أذكر المساعدات الطبية لمكافحة جائحة كورونا التي قدمت حكومة شينجيانغ للجانب الفلسطيني سبتمبر الماضي، وهي تتكون من الأقنعة والملابس الواقية ومقاييس الحرارة، وهذه المرة الأولى التي قدمت فيها الحكومة الصينية المحلية مساعدات طبية لمكافحة الجائحة للجانب الفلسطيني، مما يعكس عمق الصداقة التقليدية بين البلدين على مستوى المحافظات المحلية

في الوقت الحاضر، تمر شينجيانغ بالفترة الأكثر ازدهارا وتطورا في التاريخ المتمثلة في التنمية الاقتصادية المطردة والوئام والاستقرار الاجتماعيين والتحسين المستمر لمعيشة الشعب والازدهار الثقافي غير المسبوق والانسجام الديني والوحدة الوثيقة لجميع المجموعات القومية. إن الصين سوف تحقق هدف إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وتبدأ مسيرة جديدة نحو بناء دولة اشتراكية حديثة بشكل كامل قريبا جدا، سيكون المستقبل أكثر إشراقا لشينجيانغ في العصر الجديد!