![]() |
فلسطين: "لم يأت أحد إلى هنا لمدة عام. كان الوضع بالغ الصعوبة"
نشر بتاريخ: 06/01/2021 ( آخر تحديث: 06/01/2021 الساعة: 18:12 )
![]() الخليل- معا- تواجه بعض المجتمعات في المنطقة "C" في الخليل تحديات في الحصول على الرعاية الصحية الأساسية بسبب القيود الإدارية وعدم توفر المواصلات. وتتأثر النساء بشكل خاص من هذا الوضع. يُصنَّف أكثر من نصف الضفة الغربية ضمن المنطقة C ما يعني أنها تحت السيطرة المدنية والعسكرية الإسرائيلية المباشرة، ويتجلى ذلك من خلال الحواجز التي تعيق الوصول إلى الرعاية الصحية لنحو 300,000 فلسطيني يعيشون في مجتمعات صغيرة متناثرة، ويعتمد أكثر من ثلثهم على العيادات الجوالة للحصول على الخدمات الصحية الأساسية. يتطلب الوصول إلى أقرب عيادة تكاليف لا تستطيع الناس تحملها وقطع مسافات طويلة مع عدم توفر المواصلات العامة وسوء وضع الطرق التي تحول دون وصول سيارات الإسعاف إلى المجتمعات المحتاجة. وفي الحالات التي تحتاج القرب إلى الخدمات الصحية (مثل الحمل) يضطرون كذلك للبقاء بعيداً عن البيت لمدة طويلة. قبل بضعة أسابيع بدأت فرق أطباء بلا حدود زيارة هذه المجتمعات مجدداً لتقديم الرعاية الصحية الأساسية، مع طيف من الأنشطة يشمل استشارات العيادات الخارجية العامة (مع التركيز على الأطفال وذوي الأمراض المزمنة السارية)، والصحة الإنجابية والصحة النفسية والفحص التغذوي. كما يتم إجراء فحوصات أساسية في هذه العيادات وتُحال الحالات الشديدة التي تتطلب المزيد من الفحوص إلى أقرب مستشفى في بلدة يطا. ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني تزور أطباء بلا حدود بانتظام هذه المناطق: دكيكة، جينبا، وخربة الفخيت – وفي الأسبوع الأخير أضيفت منطقة رابعة هي أم قصة. وتضم فرقنا طبيباً وممرضاً وقابلة ومختص صحة نفسية ومثقِّف صحي. وقد تم إجراء نحو 300 استشارة منذ أن بدأت الأنشطة. تواجه النساء اللاتي يعشن في المنطقة تحديات في الحصول على الرعاية الصحية. يذهب الرجال بانتظام إلى البلدة الأقرب، يطا، لشراء وبيع المنتجات ويمكنهم طلب الخدمات الصحية إن احتاجوا. لكن النساء عادة يعملن على مدار الساعة في الحقول، ولعدم وجود من ينوب عنهن، غالباً ما يهملن صحتهن وينتظرن حتى يسوء حالهن قبل طلب الرعاية الطبية. وإضافة إلى ذلك لا توجد شبكة مواصلات عامة في مسافر يطا، وحتى إن كان لدى بعض الأسر سيارة فهي تعتبر "غير قانونية" لأنها غير مسجلة ويمكن أن تُصادَر في أي وقت. سافرت رشا[1] إلى العيادة الجوالة في خربة الفخيت على الحمار من قريتها المجاورة. وتشرح: "الأمور مختلفة تماماً الآن. لدينا على الأقل طبيب يزورنا أسبوعياً ونستطيع الحصول على العلاج. في السابق، إذا احتجت علاجاً أنا أو الأولاد، كنت أدور على إلى جميع منازل القرية لأرى إن كان لدى الجيران أي دواء". في الأسبوع السابق جلبت رشا طفليها للفحص. وعلاوة على جميع مشاكلها تقول "لا نملك مالاً الآن في هذا الوقت من العام إذ لا يوجد لدينا جبن أو زبدة لنبيعها". ومن المعوقات الأخرى أمام الرعاية الصحية في هذه المنطقة هي أنه لا يُسمح للسكان في المنطقة C أن يبنوا أي مبنى دائم أو شبه دائم بدون ترخيص من السلطات الإسرائيلية، ونادراً ما يمنح ذلك الترخيص. حتى المرافق المتواضعة التي تستخدمها أطباء بلا حدود للعيادات الجوالة، كالمرفق الذي في خربة الفخيت، هي معرضة على الدوام لخطر الهدم. ومنذ عام 2012 صدر بحق المدرسة والعيادة المجاورة لها أمر هدم ما يعني أنه قد يتم تجريفهما في أي يوم. وتقول كاثرينا لانج، منسقة مشروع أطباء بلا حدود في الخليل: "نأمل أن يصبح قريباً لدى المنظمات الوطنية أو وزارة الصحة الفلسطينية القدرة والتمويل على تقديم الخدمات من جديد للمجتمعات التي تعيش في مناطق مثل مسافر يطا".
[1] تم تغيير اسمها بناءً على طلبها للحفاظ على الخصوصية |