وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لا أعتذر

نشر بتاريخ: 12/01/2021 ( آخر تحديث: 12/01/2021 الساعة: 10:58 )
لا أعتذر





ليست دولة ولا جيشاً ولا أسطولاً، انه الطفل الفلسطيني القاصر أحمد علي صافي 17 سنة، سكان رام الله، رفض طلب قضاة لجنة الافراجات الاسرائيلية في سجن مجدو الأعتذار امامها مقابل منحه تخفيضا على حكمه ل 30 يوماً، وهو معتقل منذ تاريخ 26/6/2020 وحكم عليه بالسجن لمدة 8 شهور.





الطفل أحمد قال للقضاة: هذي يدي ضربت دولتكم المحتلة حجراً أو حجرين وربما أكثر، يدي لا تعتذر.
هذي روحي الصغيرة استطاعت ان تقفز من فوق جدرانكم واسلاككم الشائكة وحواجزكم البغيضة لتصل في يوم جمعة الى القدس، على الروح ان تجد الروح في روحها، روحي لا تعتذر.


هذا جسدي الذي أثخنتموه ضرباً وتنكيلا ودعساً بأرجلكم وبساطيركم وهراواتكم منذ ليلة اعتقالي في منتصف الليل، نزف الدم من وجهي وانفي وكل اعضاء جسمي، جسدي لا يعتذر.




هذا صوتي الطفولي الذي خنقتموه في ساحة المدرسة، وحرمتموه النشيد الصباحي والأغنية، حشرتموه في زنزانة ضيقة، وكتمتم انفاسي في ليالي الشبح والعتمة، صوتي لا يعتذر.



هذا قلبي الذي خبأته امي في صدرها،أمي لا تنام، سرقوا ولدها الحبيب من حضنها وتركوا قلبها يرفرف كالطائر الذبيح، قلبي لا يعتذر.


هذا علمي الفلسطيني أرفعه في ساحة المدرسة، ارسمه على الدفتر واوزع الوانه على اسماء الشهداء وأضواء النجوم، علمي لا يعتذر.


لي حرية الحياة الى أقصى مدى، فوق أرضي هنا وتحت سمائي، لي شرعية الحلم، وهؤلاء القضاة يلاحقون شرعية الحالمين، أحلم بالحرية والدولة، حلمي لا يعتذر.


لي حجر وكف وأغنية لا يفهمها القضاة العسكريون ولا المترجمون، حجر يشبه رغيف الخبز وحبة السفرجل والوشم في اللغة، حجري لا يعتذر.


هذه المحكمة قصفت اعمار الآلاف من ابناء شعبي الرازحين في السجون، لا زالوا معتقلين فوق اعمدة الحديد، عمري لا يعتذر.


انا لم اصادر ارضاً ولم اهدم بيتاً، انا لم أحرق بستاناً وألاحق طيراً، انا غيمة اعادت ترتيب الأفق على ما تتسع يداي، غيمتي لا تعتذر.


ولدت تحت القصف، في الخوف، بين الرصاص والموت، لي امنيات خطفتها الطائرات، لي عيد ميلاد لم يأت، اصدقاء وهدايا وشجر، ميلادي لا يعتذر.


كبرت بين الصرخة والصرخة، وكان علي تعلم الكلام كي اكسر القاعدة، لائحة اتهام ام مشنقة؟ صرختي لا تعتذر.


انا هنا لست في محكمة، انها غرفة عمليات عسكرية، قضاة لا يميزون بين الطفل والقنبلة.


قضاة يمارسون التمييز العنصري، ينظرون الى الطفل الفلسطيني انه مشروع هتلر، يكرهون ابتسامتي وملامحي الجامحة.


لا اعتذر، لي ذكريات وذاكرة، لي احباء واصدقاء في السجن، لي أم وأب ومقاعد صف فارغة، السجن ارحم من الذل وارادة الأحرار من تفتح النافذة.