وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تأهب في واشنطن.. تحذير جديد من هجمات أثناء تنصيب بايدن

نشر بتاريخ: 16/01/2021 ( آخر تحديث: 17/01/2021 الساعة: 09:53 )
تأهب في واشنطن.. تحذير جديد من هجمات أثناء تنصيب بايدن

بيت لحم- معا- حذر مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "إف بي آي" (FBI) مجددا من احتمال وقوع هجمات أثناء تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن الأربعاء المقبل، وتتلقى قوات الحرس الوطني تدريبات للتعامل مع التفجيرات، فيما وعدت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بمتابعة محاكمة الرئيس دونالد ترامب برلمانيا.

وكشف مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر رايالجمعة عن رصد محادثات مثيرة للقلق عبر الإنترنت تتحدث عن احتجاجات مسلحة محتملة تزامنا مع التنصيب، وقال "نقوم بتقييم هذه التهديدات مع شركائنا ونوع الموارد التي يجب أن نرصدها لمواجهتها".

وأضاف راي أن من التحديات التي تواجههم تمييز التهديدات المحتملة عن غيرها، وأنهم قلقون من احتمال حصول عنف في عدد من التحركات في واشنطن وحول المباني الحكومية في عواصم الولايات.

بدوره، قال أندرو ماكيب النائب السابق لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" (CNN) إن "المجموعات الإرهابية المحلية" التي هاجمت الكونغرس أدركت أن مهاجمة العاصمة يوم التنصيب ستكون أمرا صعبا بسبب التأهب الأمني، لذا دعت مؤيديها إلى القيام بأعمال داخل مدنهم وولاياتهم.

وأضاف ماكيب أن نزع فتيل هذه التهديدات في جميع أرجاء البلاد سيكون صعبا، وأنه يجب العمل عليه لمدة طويلة، ولا يرتبط فقط بيوم التنصيب.

وفي تصريحات لاحقة، قال مكتب التحقيقات الفدرالي إنه يحقق تقدما كبيرا في التحقيقات وتحديد المتورطين في اقتحام الكونغرس، حيث تشمل التحقيقات ما جرى قبل 6 يناير/كانون الثاني وما حدث خلاله وبعده.

وكشف المكتب أن العمل جار على تحديد مدى تنظيم الأشخاص الذين هاجموا الكونغرس، وهل هناك قيادة لهم، وقال "لا نملك أدلة على أن المهاجمين كانوا يسعون لاختطاف مسؤولين منتخبين أو اغتيالهم".

وأضاف المكتب أن المواد المتفجرة التي عثر عليها في واشنطن يوم الهجوم لم تنفجر، ونقلت إلى مكان آمن.


كما نقلت شبكة "إيه بي سي" (ABC) عن مكتب التحقيقات الفدرالي تحذيره لأجهزة إنفاذ القانون من احتمال وجود عبوات ناسفة أثناء المظاهرات المرتبطة بتنصيب بايدن.

من جهته، قال مسؤول مكتب واشنطن في جهاز الخدمة السرية إنه لا يمكن السماح بتكرار أعمال العنف التي حدثت الأسبوع الماضي.

وقالت عمدة واشنطن موريل باوزر "أدعو الأميركيين إلى متابعة مراسم التنصيب من منازلهم، تم إقفال العديد من الطرق والخدمات بالعاصمة"، موضحة أنه يجب الاتصال بأرقام الطوارئ للإبلاغ عن أي جسم مشبوه أو نشاط مريب.

وأضافت أن الحكومة استجابت لطلبها بوضع خطة لحماية المباني والممتلكات الفدرالية في العاصمة، كما استبعدت استمرار انتشار عناصر الحرس الوطني لأسابيع بعد التنصيب.


وفي مؤتمر صحفي مساء الجمعة، قالت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي إن المسؤولين يقومون بالتحضير لمحاكمة ترامب التي ستنقل إلى مجلس الشيوخ، لكنها امتنعت عن تحديد موعد لنقل المحاكمة، وقالت إن ذلك سيعرف في الوقت المناسب.

كما اتهمت بيلوسي إدارة ترامب بأنها تصرفت في مسألة توزيع لقاحات كورونا بطريقة مخيبة للآمال.

وأضافت أن قوات الحرس الوطني أظهرت شجاعة كبيرة في حماية الديمقراطية، وأن هناك تعبئة غير مسبوقة للأمن في الكونغرس بعد الهجمات الأخيرة.

وأكدت بيلوسي أن النواب متحمسون للرد على اقتحام الكونغرس، وقالت إن هناك اهتماما قويا بإنشاء لجنة شبيهة بلجنة أحداث 11 سبتمبر/أيلول للتحقيق فيما حدث.

وأضافت رئيسة مجلس النواب أنه إذا ثبت تورط أعضاء بالكونغرس في الاقتحام فسيتم اتخاذ إجراءات ضدهم.

واعتبرت بيلوسي أنه يجب إجراء تدقيق أمني شامل مع اقتراب التنصيب، مضيفة "لذلك طلبت من الجنرال المتقاعد راسل هونوري أن يشرف على مراجعة فورية للبنية التحتية الأمنية والعمليات المشتركة بين الوكالات والتحكم والسيطرة"، ووصفته بأنه "قيادي محترم له خبرة في التعامل مع الأزمات".


يأتي ذلك بعد أن تلقى مايك بنس نائب الرئيس الخميس إحاطة من مسؤولين أمنيين بشأن الاستعدادات لتأمين حفل تنصيب بايدن، وتعهد بنس بضمان أمن مراسم حفل التنصيب.

وقال بنس "يمكن للأميركيين أن يثقوا بأننا سنضمن حفل تنصيب آمنا، وأن الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس سيؤديان القسم بصفتيهما الرئيس الجديد ونائبة الرئيس الجديد للولايات المتحدة، وبطريقة تتوافق مع تاريخنا وعاداتنا وتكرم الشعب الأميركي والولايات المتحدة".

من جهته، قال كريستوفر راي في الإفادة المقدمة إلى نائب الرئيس إن المكتب اعتقل ما يربو على 100 شخص فيما يتعلق باقتحام مبنى الكونغرس، وإنه يبحث الآن عن أفراد من المحتمل أن يهددوا تنصيب الرئيس المنتخب.

وتوجه بنس إلى محيط مبنى الكونغرس، حيث تفقد عناصر الحرس الوطني الموجودين منذ حادثة اقتحام أنصار الرئيس دونالد ترامب مبنى الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني الحالي.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) أن بنس اتصل بنائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس الخميس لتهنئتها بالفوز، وعرض تقديم مساعدته قبيل حفل التنصيب.

ووافقت وزارة الدفاع (البنتاغون) على نشر 25 ألف جندي في عموم الولايات المتحدة لتأمين حفل تنصيب بايدن.

ونشرت قيادة الحرس الوطني التابعة لوزارة الدفاع نحو 7 آلاف من عناصرها في واشنطن لدعم القوات الأمنية، وزودتهم بالأسلحة.

وكانت السلطات الأمنية توقعت أن يبلغ عدد قوات الحرس الوطني في واشنطن بحلول 20 الشهر الجاري نحو 20 ألفا، بهدف حماية حفل التنصيب والمرافق الحيوية.

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "بوليتيكو" (Politico) الأميركية أمس الخميس عن مصدرين مطلعين قولهما إن فريق بايدن أجّل تدريبا على مراسم تنصيبه من الأحد المقبل إلى اليوم الذي يليه، بسبب مخاوف أمنية.

وأضافت الصحيفة أن فريق بايدن ألغى أيضا رحلته بالقطار من مدينة ويلمنغتون إلى واشنطن، والتي كانت مقررة الاثنين بسبب المخاوف.

من جهته، قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي إن على الحزب الجمهوري اتخاذ إجراءات لضمان عدم العودة للخطاب التحريضي.

وأضاف ميرفي "أعتقد أن حفل تنصيب بايدن سيكون سلميا، والمسؤولون الأمنيون قدموا لنا إحاطة مشجعة".


من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة واشنطنبوست (The Washington Post) معلومات جديدة عن اقتحام الكونغرس، وقالت إن إجلاء بنس من مجلس الشيوخ تأخر 14 دقيقة بعد بلاغ شرطة الكونغرس عن محاولة لاقتحام المبنى، وتم إجلاؤه وعائلته بعد تدفق المحتجين على المبنى وقبل وصولهم بدقيقة إلى مكان وجوده.

وأعلن مكتب المفتش العام في وزارة العدل مايكل هورويتز فتح تحقيق بشأن جاهزية وتعامل كوادر الوزارة مع اقتحام مبنى الكونغرس.

وقال المفتش العام في بيان إن مكتبه سوف ينسق التحقيق مع تحقيقات أخرى تجريها مكاتب المفتش العام في وزارات الدفاع والداخلية والأمن الداخلي، كماسينظر في المعلومات التي كانت متاحة للوزارة وكوادرها قبل الاقتحام، ومدى مشاركة تلك المعلومات مع شرطة الكونغرس ووكالات أخرى فدرالية ومحلية، بالإضافة إلى دور موظفي وزارة العدل في التعامل مع الحادثة.

كما نقلت وكالة "رويترز" (Reuters) عن مدعين فدراليين أن عددا ممن هاجموا مبنى الكونغرس كانوا يعتزمون القبض على أعضاء بالكونغرس وقتلهم، حيث ترك أحدهم ملاحظة على مكتب بنس يقول فيها إن الأمر مجرد مسألة وقت، والعدالة قادمة.

وأعلنتوزارة العدل فتح 275 قضية جنائية تتعلق بأحداث الكونغرس، إذ نهب المقتحمون مكاتب وهاجموا الشرطة، كما خلف الاقتحام العديد من القتلى والجرحى في حدث غير مسبوق.