وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الإنتخابات القادمة وحق الكفاءات

نشر بتاريخ: 23/02/2021 ( آخر تحديث: 23/02/2021 الساعة: 11:52 )
الإنتخابات القادمة وحق الكفاءات

لا بد من إنجاز الانتخابات الفلسطينية التي هي إستحقاق وطني وأخلاقي للجمهور الفلسطيني الذي يرغب بالتغييروالخروج من أزماته الداخلية تحديداً ، طبعاً عدا عن المطالبات الدولية بهذه الإنتخابات والتي هي ممر إجباري للمصالحة الوطنية والتي هي ضرورة ملحة .

بتواضع وإحترام أود القول أن الشارع الفلسطيني بكل فئاته تعب من بعض المسؤولين في الحكومات والمؤسسات االفلسطينية وتعب لعدم وجود برلمان يمثل الشعب ويشكوا اليه همه ، ولذلك علينا أن نتذكر ونعي أن الديمقراطيّة هي ثقافة سياسيّة وأخلاقية تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلمياً وبصورة دورية وأن من أهم أسسها هو الإلتزام بالمسؤولية وإحترام النظام وترجيح كفة المعرفة والكفاءات على أي شيء آخر مثل القوة ، قوة التنظيم أو قوة العائلة أو قوة المال أو الجاه وأو غير ذلك .

لذلك وبما أن الديمقراطية أيضا تعني حرفياً"حكم الشعب"إذا لا بد ممارسة حق الانتخاب والترشح والمنافسة السليمة وأن تتنافس الديمقراطية من هواء التنوع والإختلاف ، بمعنى أنه من المنطقي والضروري جداً مشاركة كافة شرائح الشعب لنشهد في النهاية عملية تغيير وتجديد في المواقف والحاجات والأولوليات والطاقات ، خاصة أن الديمقراطية هي وسيلة وأداة لتحقيق التقدم والتطور.

ومن هنا ومن داخل البيت ، وكوني لست مرشحاً ولا أطمح بذلك ، نقول ، أنه من المنطق والضمير ومن الواجب الوطني ، يجب على كل من يهمه الأمر خاصة أصحاب القرار وبكافة مستوياتهم ومواقعهم، أحزاب ومؤسسات وغيره إيجاد كافة السبل للعناية والإهتمام بالكفاءات الفلسطينية المخلصة والأمينة الحريصة على الثوابت والمصالح العليا لشعبنا الصابر المكافح ، وإشراكهم وإفساح المجال أمامهم للإنخراط في العملية السياسية ، عملاً بقوله تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين} .

إن شعبنا الفلسطيني العظيم مليء بالكفاءات والطاقات الخلاقة القادرة على العطاء والبناء ، ويشهد على هذا العالم بأسره ، فالجميع يعرف الدور الذي لعبه الفلسطيني في بناء نهضة وتطور وتقدم الكثير من الدول والحديث يطول في هذا المجال .

الكفاءات هم المناضلون والمخلصون والصادقون الذين قدموا الغالي والنفيس ، والشباب المتعلمون أصحاب الخبرات الذين هم جزء من الوطن ومكوناته ، قادرون على المساهمة بالعملية الديمقراطية وحتى أن يكونوا محط إختيار الجماهير والفوز بالانتخابات أيضا أكثر من غيرهم في حال وجدوا العناية والاهتمام بهم .

للأسف ، على مدار سنوات طويلة ومنذ نشأت السلطة الوطنية الفلسطينية وحتى اليوم كانت المعايير والمقاييس في التعيينات وعضوية بعض المؤسسات مثل الوطني والثوري والتمثيل الخارجي و بعض المواقع القيادية بعيدة عن القانون والكفاءة والنظام العادل ،والذي كان ينسبها أحياناً شخصيات ليست حزبية وليست كفوء أصلا ومنهم من أصبح ربما وزيراً أو غيره.

إنه لمن المؤسف جداً أن يكون هدف البعض الدخول للانتخابات بقصد حب الجاه او لانه يملك المال والتجارة او من باب عشائري أو غيره

لم يعد يتحمل الوطن لهذا بل يجب علينا أن نقف جميع عند مسؤولياتنا .

نورد هنا كلمة كفاءات بمعناها الواسع والعريض ولا نقصد بها " التكنقراط" و لا نريد مجلس تشريعي أو مسؤولي مؤسسات أو حكومة تكنقراط ليس لديهم القدرة على الإدارة وتحمل العبىء .

وإذا نظرنا لما يدور الحديث عن ترشيحهم من فئات ، نجد :-
منهم من يعتبر الانتحابات وَجاهة بين الناس ويَرغب بأن يكون وجيهاً لامعاً .

ومنهم من يعتبرها حرفة أو مهنة يَتَكسب من وراءها الكثير من المكاسب .

ومنهم من يجد نفسه أفضل من غيره ، بحكم علاقاته مع ذوي النفوذ .
لكن هناك عينه ، من أفاد بأن خير من إستأجرت القوي الأمين وأن يكون له علاقات قوية مع قاعدته الإنتخابية مبنية على الثقة والصدق والإحترام المُتبادل وأن يكون لديه إلمام بالقانون والتشريع والرقابة والية عمل المؤسسات العامة، ويتمتع بأخلاق عاليه ، قادر على قول الحق وليه القدرة على التحاور والنقاش والإنتقاد البناء، لديه من الخبرات العملية والعلمية والسيرة التاريخية التي تَشهدُ له بالنجاح في حياته و يتمتع بمهارات فن التعامل مع الجمهور ومع زملاءه النواب والوزراء وغيرهم ، ولاءُه وإنتماءه للوطن لا يخاف في قول الحق لومةَ لائم ، وغيرها من الصفات الحميدة.

اخيراً إن تمت الانتخابات ، علينا حسن الإختيار والتمعن بشكل جيد وإلا فسنذهب للمجهول .