وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في يوم المرأة.. 35 أسيرة في سجون الاحتلال

نشر بتاريخ: 07/03/2021 ( آخر تحديث: 07/03/2021 الساعة: 12:15 )
في يوم المرأة.. 35 أسيرة في سجون الاحتلال

رام الله- معا- قال نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأحد، إن الاحتلال الإسرائيلي يعتقل في سجونه (35) فلسطينية، بينهنّ (26) أسيرة صدرت بحقّهن أحكاماً لفترات متفاوتة، واعتقال إداري، أعلاها لمدة (16) عاماً، بحقّ الأسيرتين شروق دويات من القدس، وشاتيلا أبو عياد من الأراضي المحتلة عام 1948.

وأضاف نادي الأسير ، في بيان صدر عنه بمناسبة يوم المرأة العالمي، والذي يصادف يوم غدٍ الموافق الثامن من آذار/ مارس، أن من بين الأسيرات (3) رّهن الاعتقال الإداري وهنّ: ختام السعافين، وبشرى الطويل، وشروق البدن.

ويبلغ عدد الأسيرات الجريحات (8) غالبيتهنّ أُصبن بعد عام 2015، وأقدمهنّ الأسيرة أمل طقاطقة من بيت لحم، والمعتقلة منذ كانون الأول/ ديسمبر 2014 ، ومحكومة بالسّجن لمدة (7) سنوات.

ومن بين الأسيرات (11) أمًّا، وهنّ: إسراء جعابيص، فدوى حمادة، أماني الحشيم، حلوة حمامرة، نسرين حسن، إيناس عصافرة، خالدة جرار، آية الخطيب، إيمان الأعور، وختام السعافين، وشروق البدن.

وأكّد نادي الأسير بأن الأسيرات الفلسطينيات تتعرّض لكافة أنواع التّنكيل والتعذيب التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحقّ الأسرى الفلسطينيين، بدءاً من عمليات الاعتقال من المنازل، وحتّى النقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، ولاحقاً احتجازهنّ في السجون.

وشهد عام 2019 على وجه الخصوص، تصعّيد في عمليات التعذيب الممنهج بحقّ الأسيرات، مقارنة مع السنوات القليلة التي سبقتها، حيث أعاد الاحتلال سياسة التعذيب بحقّ النّساء على الواجهة.

وتبدأ عمليات التعذيب والتّنكيل التي تُمارسها أجهزة الاحتلال بحقّ الأسيرات منذ لحظة الاعتقال، وذلك بإطلاق الرصاص عليهنّ أثناء عمليات الاعتقال، وتفتيشهنّ تفتيشاً عارياً، واحتجازهنّ داخل زنازين لا تصلح للعيش، وإخضاعهنّ للتحقيق ولمدد طويلة يرافقه أساليب التعذيب الجسدي والنفسي منها: الشبح بوضعياته المختلفة، وتقييدهنّ طوال فترة التحقيق، والحرمان من النوم لفترات طويلة، والتحقيق المتواصل، والعزل والابتزاز والتهديد، ومنع المحامين من زيارتهنّ خلال فترة التحقيق، وإخضاعهنّ لجهاز كشف الكذب، والضرب المبرح كالصفع المتواصل، عدا عن أوامر منع النشر التي أصدرتها محاكم الاحتلال، كما وتعرضت عائلاتهن للتّنكيل والاعتقال، والاستدعاء كجزء من سياسة العقاب الجماعي.

وبعد نقلهنّ إلى السجون، تُنفذ إدارة سجون الاحتلال بحقّهن سلسلة من السياسات والإجراءات التنكيلية منها: الإهمال الطبي، والحرمان من الزيارة، وحرمان الأسيرات الأمهات من الزيارات المفتوحة ومن احتضان أبنائهنَّ، علاوة على سياسة العزل الإنفرادي التي صعّدت من استخدامها خلال العام الماضي والجاري، وكانت أبرز عمليات العزل التي استهدفت الأسيرات، عزل الأسيرة فدوى حمادة لعدة شهور، والذي انتهى مؤخرًا، إضافة إلى عزل الأسيرة نوال فتيحة.

وتواجه الأسيرات ككافة الأسرى، منذ بداية انتشار الوباء، عزلًا مضاعفًا، جرّاء عدم انتظام زيارات عائلاتهنّ، ورغم المطالبات المتكررة، على مدار العام الماضي، من السماح لهنّ من إجراء مكالمات هاتفية للتواصل مع عائلاتهنّ، إلا أن إدارة سجون الاحتلال ترفض الاستجابة لهنّ.

وأكّد نادي الأسير أن الأسيرات يُعانين ظروفاً حياتية صعبة في سجن "الدامون"، منها: وجود كاميرات في ساحة الفورة، وارتفاع نسبة الرطوبة في الغرف خلال فترة الشتاء، كما وتضطرّ الأسيرات استخدام الأغطية لإغلاق الحمّامات، عدا عن "البوسطة" التي تُشكّل رحلة عذاب إضافية لهنّ، خاصة اللواتي يُعانينّ من أمراض، والأهم سياسة المماطلة في تقديم العلاج اللازم لهنّ، وتحديداً الجريحات، اللواتي يعانين من آثار الإصابات التي تعرضنّ لها، وأكثر الحالات صعوبة وخطورة من بين الأسيرات، الأسيرة إسراء جعابيص.

وتُعاني الأسيرة الجعابيص من تشوهات حادة في جسدها، جرّاء تعرضها لحروق خطيرة، أصابت 60% من جسدها، وذلك جرّاء إطلاق جنود الاحتلال النار علي مركبتها عام 2015، والذي تسبب بإنفجار اسطوانة غاز في مركبتها، وتحتاج الأسيرة جعابيص إلى سلسلة من العمليات الجراحية في اليدين والأذنين والوجه، حيث تُعاني على مدار الوقت من آلام، وسخونة دائمة في جلدها، مما يجعلها غير قادرة على ارتداء الأقمشة والأغطية، وهي بحاجة ماسة لبدلة خاصة بعلاج الحروق، حيث ترفض إدارة السجون توفيرها، بل ولا تكترث لتوفير أدنى الشروط الصحية اللازمة لها، علمًأ أنها فقدت (8) أصابع من يديها. يُشار إلى أنها محكومة بالسّجن (11) عامًا، وهي أمّ لطفل.

مقابل ذلك، تمكّنت الأسيرات، من إبتكار أدواتهنّ الخاصة، في مواجهة سياسات إدارة السجون، التي تحاول عزلهنّ عن العالم، وأبرز تلك الأدوات، التعليم، وتنظيم دورات خاصّة في مجالات معرفية مختلفة، حيث أنّ جزءًا منهنّ تمكنّ من استكمال الثانوية العامة داخل الأسر، رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجهنّ.

يُشار إلى أن أول أسيرة في تاريخ الثورة الفلسطينية، هي الأسيرة فاطمة برناوي من القدس اُعتقلت عام 1967، وحكم عليها الاحتلال بالسّجن المؤبد، وأفرج عنها عام 1977، أي بعد عشر سنوات على اعتقالها، وقد بلغ عدد حالات الاعتقال للنساء منذ عام 1967، إلى أكثر من (16) ألف.

وشهدت انتفاضتي عام 1987 وعام 2000 النسبة الأعلى من حيث اعتقال النساء، وفي عام 2015 ارتفعت عمليات اعتقال النساء ومنهن القاصرات مع اندلاع (الهبة الشعبية)، ومنذ عام 2015 حتى نهاية كانون الثاني/ يناير 2021، وصل عدد حالات الاعتقال بين النّساء أكثر من (900).