وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نبيل عمرو يخص معا بمقال: من الذي خذل الآخر...القادة أم الجنود؟؟

نشر بتاريخ: 24/03/2021 ( آخر تحديث: 24/03/2021 الساعة: 13:13 )
نبيل عمرو يخص معا بمقال: من الذي خذل الآخر...القادة أم الجنود؟؟

للهزائم ادبيات تبريرية برع فيها العرب أكثر من غيرهم، لأن الهزائم صارت رفيقا مخلصا في كل مراحل حروبهم وأعني الحديثة منها. ولأن اول شرط لتجاوز الهزيمة هو الاعتراف بها فإن هذا الشرط لم يتحقق بل حل محله التبرير او ادعاء الانتصار.

هزيمة 1967 الماحقة إخترع لها تبرير بأن العرب كانوا على أبواب النصر، ولكنهم تعرضوا لتدخل أمريكي قلب النتائج، مع أن النتائج تحققت قبل ان يستفيق الامريكيون من نومهم وقبل أن يستيقظ الجنرال من سكرته.

هذا نموذج ليس أكثر ومثله وربما أفدح منه تراه جليا بعد كل هزيمة لُفَّت بأوراق تمويه برّاقة كي تسوق للناس كانتصار.

الناس الذين فُرضت عليهم هذه البضاعة المغشوشة سلموا بحقيقة انهم مغلوبون على امرهم وعلى وعيهم، فَرَضَو من الخديعة بالتجاهل وانصرفوا الى شؤونهم الخاصة مع انهم لم يترددوا في دفع ضريبة الهزيمة واعتناق الامل المبتعد بدافع من الانتماء العميق للوطن وللحق الذي يؤمنون به فكانوا أكثر شعوب الأرض عطاءً لقضيتهم كواجب لا يصح النكوص عنه حتى انتجوا معادلة هي الاغرب ... عطاء لا حدود له وقلة ثقة بالقادة لا حدود لها كذلك.

استذكر هذا ونحن امام هزيمة طازجة للقوائم العربية في انتخابات الكنيست، والامر هنا لا يعني مجرد هزيمة لقوائم انتخابية بل هو نصرة لأشرس الخصوم، كان بيد العرب في إسرائيل ان يتحكموا باللعبة بمجرد توحيد صفوفهم والذهاب الى المكان الوحيد الذي يجعلهم اكثر تأثيرا في الحياة حيث يعيشون أي صندوق الاقتراع، الا انهم لم يفعلوا، فقد تحققت بشأنهم قولة الشاعر احمد شوقي هتفوا لمن شرب الطلا في تاجهم... وقول اخر لنفس الشاعر ان الرمية تحتفي بالرامي.

والان يدور سؤال يشبه احجية من يسبق البيضة ام الدجاجة، وفي السياسة يقال من خذل الاخر الناس الذين لم يذهبوا الى صناديق الاقتراع لدعم ممثليهم وتجديد الثقة بهم ام قادتهم الذين انقسموا وتخاصموا وطلبوا من الناس ان يصوتوا لهم بعد كل ما فعلوه بهم وبأنفسهم.

بصراحة انه خذلان متبادل غير ان من يتحمل المسؤولية اكثر هم القادة وليس الجنود.