وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المعركة الانتخابية وشراء الذمم والإعداد للمرحلة المُقبلة

نشر بتاريخ: 30/03/2021 ( آخر تحديث: 30/03/2021 الساعة: 12:30 )
المعركة الانتخابية وشراء الذمم والإعداد للمرحلة المُقبلة

مع بدء العد التنازلي ليوم الانتخاباتنرى أنالمعركة الانتخابيةبدأت مُبكراً، فبعد أن كانت المُنافسة بين الفصيلين الأكبر فتح وحماس ظهرت العديد من القوى على الساحة الفلسطينية تحت العديد من المُسميات ، ولكن الحديث الأهم الذي يجري هو بما يخص ترشح الأخ القائد الاسير مروان البرغوثي من عدمه وقضية التيار الدحلاني الذي يستعد أيضاً لخوض الانتخابات بقائمة خاص بتياره وما يدور حول محاولة الدكتور ناصر القدوة تشكيل قائمة خارجة عن الاجماع الفتحاوي وما نتج عنه من قرار للجنة المركزية لحركة فتح بفصله من الحركة.

ان حالة الحراك الشديدة التي تسود الشارع الفلسطيني نتيجة تعطش الغالبية العُظمى من أبناء شعبنا لممارسة حقهم الديمقراطي وانتخاب من يمثلهم في المجلس التشريعي الذي تعطل عمله منذ أكثر من خمسة عشر عاماً نتيجة ما قامت به حماس بشق الوطن الى قسمين وسيطرت على قطاعنا الحبيب بقوة السلاح رغم أن الحكومة وقت الانقلاب كان يترأسها رئيس مكتبها السياسي الحالي اسماعيل هنية.

إن ما يُميز هذه الانتخابات في حال حصولها في الوقت الذي حدده الرئيس محمود عباس في مرسومه ان نسبة كبيرة من أصحاب حق الاقتراع سيُشاركون في الانتخابات لأول مرهة في حياتهم وبالتالي صوتهم من أهم الاصوات وتحدد بشكل كبير من سيفوز بهذه الانتخابات.

أرى أن حركة حماس بدأت معركتها الانتخابية مُبكرا من خلال السماح لقادة التيار الدحلاني بالعودة الى القطاع، ومن المفارقات الغريبة" ان حماس كان مُبررانقلابها الدموي هو سبب دحلان ورجاله وممارساتهم التي كانوا يمارسوها وادعائهم ان دحلان لديه فرق الموت التي كانت مسؤولة عن تصفيات كثيرة طالت العديد من الشخوص أصحاب المواقع العليا في عدة تنظيمات ومنها فتح.

دحلان ورفاقه قيادة الصف الاول يعودون الى غزة تحت حكاية حماس ورجال أمنها ومازال العديد ممن هجروا قسراً من غزة بسبب مُلاحقة حماس ومحاولة تصفيتهم، وكيف للعناصر التي كانت تُنفذ تعليمات قادتها تبقى محرومة من العودة الى القطاع الى حيث يسكن اهلهم ومسقط رأسهم ، على العكس هناك الكثير ممن حكمت عليهم محاكم حماس غيابياً بالاعدام او المؤبدات وأحكام لسنوات عديدة.

هناك من يُحاول ان يصطاد في المياه العكرة في هذه الظروف الصعبة التي يُمر فيها شعبنا وقضيته مُستغلين موضوع الانتخابات لبث سمومهم وتمرير اشاعات تهدف لزعزعة الشارع وخلق حالة من عدم الاستقرار وخاصة ان الجميع الآن منشغل في الإعداد لهذه المرحلة وتشكيل القوائم الانتخابية.

ان ما يميز شعبنا على الرغم من وجود الكثير من التجاذبات هنا وهناك انه يعي كل ما يدور من حوله وهناك الكثير من أبناء شعبنا وإن كانوا جزءا - من وقبل المعلومة المغلوطه- إلا أنهم لحظة الحسم يقولوا كلمتهم الصادقة .

واهم من يعتقد ان شعبنا الفلسطيني من الممكن ان يشترى بالمال مهما كانت الظروف صعبة، فمن يُروج أن دحلان وغيره لديه الاموال الطائلة وسيستخدمها في الانتخابات لشراء الأصوات وأي جهة تُفكر بمثل هكذا تفكير سيكون مصيرها الفشل اولاً لأن شعبنا ليس سلعة يشترى ويباع، وثانياً من العار على أي جهة مهما كانت مكانتها أو قوتها أن تُحاول المساس بشعبنا الذي قدم التضحيات الجسام من أجل هدف واحد : الحرية والنصر والتحرير، فقد قدم خيرة ابنائه شهداء واسرى وجرحى وهذه التضحيات لا تقدر بأموال العالم.

شعبنا يمر بظروف اقتصادية ومعيشية صعبة نتيجة حالة الحصار التي يفرضها الاحتلال علينا وقلة الموارد وحالة الابتزاز التي مارستها امريكا للضغط على قيادتنا وعلى شعبنا لتمرير مخططات التصفية لقضيتنا وانهائها وإلغاء صفة الاحتلال عن دولة الكيان الصهيوني.

لكن صمود شعبنا الذي تعد كرامته ثروته التي لا تنضب والتفاهم حول قيادتهم أفشلت كل المحاولات وكان مصيرها مزابل التاريخ وبقي شعبنا وبقيت قضيتنا.

ان الذي يتعامل مع شعبنا على انه سلعة يمكن التجارة بها لا يستحق أن يكون جزءا من ادارة الحكم لان هذا الشعب الثائر يحتاج الى قيادة نقيه تحترم شعبها وتقدر تضحياته وتقوده الى بر الأمان الى تحقيق الاستقلال ومحو كل اثار هذا المحتل بعد زواله.