وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

انتخابات !!!

نشر بتاريخ: 09/04/2021 ( آخر تحديث: 09/04/2021 الساعة: 16:56 )
انتخابات !!!


عوني المشني
هل تتأجل الانتخابات ؟؟؟ الاجابات على هذا السؤال مختلفة ، باختلاف العناصر التي تعتمد عليها الاجابة ؟ بعضهم ينظر لاستطلاعات الرأي حول نتائج الانتخابات ويقرر ، وهناك من ينظر الى عدد ونوع القوائم المتنافسة ، بعضهم ينظر لموقف واشنطن ليقرر ، اخرون ينظرون الى مصادر تمويل السلطة ومواقفهم ليقرروا ، وهناك من ينتظر مواقف قوى اقليمية ليحدد موقفه تبعا لها ، هناك من يرى ان انتخابات التشريعي لا تشكل اكثر من مناورة بالذخيرة الحية كمقدمة لانتخابات الرئاسة ، وايا كان القرار والعناصر المستند اليها اصحابه فان القدس هي جوهر السبب ومبرره .
لا احد يفكر في تداعيات القرار ، لو اجلت الانتخابات الى متى ستؤجل ؟!!! وما الذي سيجري في فترة التاجيل ، واي نظام سيكون خلال فترة التاجيل ؟؟!!!! ماذا عن الانقسام والاقتسام والاتفاق والوفاق ؟!!! وماذا سيكون للديمقراطية الفلسطينية لو استمر مبرر التاجيل لعشر سنوات مثلا ؟؟!!!!!
لا انتخابات بدون القدس ، شعار جميل ، ولكنه قد يبدوا في نتائجه وكانه عقاب لشعبنا وليس للاحتلال ، فلماذا لا يقال : لا تنسيق امني بدون انتخابات في القدس مثلا ، او ان تذهب الانتخابات الى الجحيم ويبقى التنسيق الامني !!!!
وتداعيات الحديث في هذا الموضوع كثيرة ، فلماذا لم يؤخذ كل هذا الموقف في الحسبان قبل ان تصدر المراسيم مثلا ؟!!!! الم يعلم الذي اصدر المراسيم ان هكذا عقبة يجب ايجاد مخارج لها قبل استصدار مراسيم !!! ام ان التراجع عن المراسيم اصبحت تقليد سياسي فلسطيني بامتياز ؟؟؟
على كل الاحوال وحتى قبل ان تكتمل فقد عكست الانتخابات الكثير من النتائج ما هو مهم ومثير : كسرت ثنائية الحكم واصبح امام الشعب الفلسطيني خياراته المتنوعة والتي جزء كثير منها خارج الصندوق ، الانتخابات كسرت المحرمات فنزول ثلاثون قائمة مستقلة كانت الرسالة الابلغ والاهلى صوتا بان شعبنا لم يعد يحتمل هيمنة الفصائل على النظام السياسي الفلسطيني . الانتخابات قبل ان تحصل كسرت جدار الخوف ، هناك جرأة متميزة في رفض استمرار الهيمنة حتى لو كانت تلك الهيمنة مدعومة باجهزة الامن . الانتخابات الفلسطينية وفي مرحلتها الاولى قالت كلمتها العالية المدوية : التغيير . نعم التغيير هي كلمة السر لتلك الانتخابات وهي طاقة الامل التي تنظر منها جماهير شعبنا نحو المستقبل .
ربما الاستمرار في الانتخابات صعب لكثير من القوى لكن تاجيلها اصعب ، فهناك كثيرا كثيرا قد تغير خلال الشهرين الماضيين وعودة الامور لمًا قبل امسى متعذرا . ، والهروب من مواجهة الحقائق ليس بالضرورة هو طريق النجاة ، مواجهة تلك الحقائق بجرأة ومسئولية والاستعداد لتقبل الحقائق هو المدخل الاسلم والذي يشكل البداية لتصحيح المسار . انتخابات اليوم قد تكون مؤلمة للبعض لكن الغاء الانتخابات قد يشكل ما هو اكثر خطورة من استمرارها .