وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

درب الآلام للثائر الأول بالعاصمة المحتلة

نشر بتاريخ: 29/04/2021 ( آخر تحديث: 29/04/2021 الساعة: 13:25 )
درب الآلام للثائر الأول بالعاصمة المحتلة



القدس هذه الأيام من الشهر الفضيل تنتفض بشبابها الابطال في باب العامود والشيخ جراح دفاعا عن كرامة شعبنا ومكانة القدس ، وشبابها يدخلون أبواب المدينة منتصرين لها ولتراثها وتاريخها ومستقبلها رافعين أعلامنا واحلامنا بالكرامة والحرية والاستقلال ومن أجل خلاص شعبها وكل ارضنا من دنس المحتلين اللصوص .

ندخل هذه الأيام بأسبوع الآلام ، بعد أن احتفل شعبنا الايام الماضية بأحد الشعانين ، يوم دخول السيد المسيح الى القدس واستقبال أهلها له بسعف النخيل والزيتون ، بما مثل دخول المنتصر من أجل خلاص شعبها من اضطهاد واستعباد كهنة المعبد اليهود والرومان معاً بحق ابناء القدس.

ويوم غد الجمعة يمثل ذلك اليوم وفق روايات الأناجيل الذي علق فيه المسيح على خشبة الصليب في جبل الجلجلة بالقدس من هؤلاء المغتصبين والسارقين ، ومن ثم انزاله من اتباعه ووضعه في قبر ، ليقوم بعدها في يوم السبت من بين الأموات ، وكأنه لا صلب ولا قتل ، قام وقام معه الحق وانتشرت الرسالة ، بعد أن كان قد عُذب وهو حامل الصليب في محطات درب الآلام بشوارع القدس وازقتها ، الرسالة هي رسالة اي ثائر يعذب ويقتل ويقوم لاحقا ليحمل وينشر رسالة الفداء والحرية والخلاص من الظلم والاضطهاد ، يحملها في جسد ثائر آخر يسير في طريق الكفاح من أجل الحق والعدل والحرية ، فنحملها نحن اليوم في دروب الاَمنا حتى ينتصر حقنا .

المسيح كان الثائر الفلسطيني الأول الذي ثار على الظلم والاستعباد وظلم البشر وقتل الأحرار ، وهكذا أرسى لثوار فلسطين الأسس وباح لهم بأسرار الطريق فاستمروا في طريق الحرية حتى اليوم .

نحتفل بالثائر الأول وبقيامته بطرق وقناعات مختلفة ، لكن يبقى هو نموذج الثائر الذي لم يساوم على مبادئه ورسالته المتمثلة بالعدالة والحرية والحق والسلام .
سيستمر كفاح اهل القدس وشعبنا ضد الاحتلال والاستيطان والعنصرية وضد والظلم والظالمين وستقام راية اعلامنا خفاقة فوق كنائس القدس وماَذن القدس واسوار القدس عاصمة دولتنا .

واليوم تلاميذ هؤلاء المستبدين والعنصريين من غلاة المستوطنين اليهود المتطرفين وجيش الاحتلال البشع وحكومتهم ، لصوص الأرض والتاريخ عادوا بسلاح ونياب يمارسون الاعتداء بحق شعبنا صاحب الأرض ومقدساته الاسلامية والمسيحية بالقدس الشريف .
ويرتكبون الجرائم فيها ضد الإنسانيّة باتباعهم سياسة الفصل العنصري والاضطهاد بحق ابناء شعبنا صاحب الأرض في البلاد بسياسة شاملة تهدف للإبقاء على هيمنة الإسرائيليين اليهود على الفلسطينيين والانتهاكات الجسيمة التي ترتكب ضد الفلسطينيّين اصحاب الأرض الذين يعيشون فيها و بعاصمتهم المحتلة.

ان المعركة المشتدة أليوم تدور و تتلخص حول سيادتنا على القدس العاصمة ومكانتها ، على الوجود والهوية الوطنية ورفع العَلم في درة التاج .

فعلَمُنا هو رمز هويتتا وفخرنا ، والقدس كانت وستبقى عاصمة دولتنا الفلسطينية العتيدة شاء من شاء وأبى من ابى .

لنرفع اعلامنا الفلسطينية خفاقة وفي مقدمة الطوابير الكشفية المنتمية الى جمعية الكشاف والمرشدات الفلسطينية المشاركة في ما يُرمَز له هذا اليوم من قيامة الثائر الفلسطيني الأول وما يعني لشعبنا ليس كمناسبة دينية فقط وانما كيوم وطني بكل ما يحمله من معاني إنسانية ، ولترتفع اعلامنا في ايدي كل ابناء شعبنا المشاركين باحتفالات ظهور النور "سبت النور " والتي تنطلق من أبواب القدس ، من باب العامود وباب الخليل والشيخ جراح الى كنيسة القيامة في قلب القدس والى جوار مسجد عُمر في اكناف المسجد الأقصى ، لأنها قُدسنا ولأنها عاصمة دولة فلسطين ، ولأن قيامته من بين الأموات تمثل الانتصار على الظلم والاضطهاد .
وأعيد هنا بتصرف كلمات شاعرنا الراحل توفيق زياد حين قال ؛
هنا بالقدس .. لنا ماض ، وحاضر ، ومستقبل
كأننا عشرون مستحيل
كما في اللد والرملة والجليل
يا جذرنا الحي تشبث
واضربي في القاع يا أصول
أفضل أن يراجع المُضطهِد المُحتَل الحساب
من قبل أن ينفتل الدولاب
فلكل فعل : ... إقرأوا
ما جاء في الكتاب ...

سلام للقدس ولكم ايها الشباب الرجال المرابطين فيها ، وكل عام انتم وشعبنا بخير .