وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الإضراب الكبير

نشر بتاريخ: 17/05/2021 ( آخر تحديث: 17/05/2021 الساعة: 17:02 )
الإضراب الكبير

ليس حدثاً عابرًا، ولا تضامنًا بشكله المعنوي فحسب، كما وأنه ليس احتجاجًا من موقف ضعف، ولا قلة حيلة على فعل المقاومة، بل هو التكامل الحقيقي بين فعل المقاومة على الأرض والرفض والعصيان المدني والشعبي العام، وهو المجابهة الحتمية في وحدة الهدف والموقف، وهو اليوم الفصل، والفلسطيني يجدد ثورته وعصيانه ورفضه الطمس وعمليات الإبادة والقتل والاغتيال، وهو حدث في المشهد الفلسطيني له دلالات كثيرة ويحمل معاني الوحدة والتكامل ويبرهن على أن فلسطين، كل فلسطين واحدة من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، في يوم مشهود لم يحدث منذ الإضراب الكبير عام ١٩٣٦، وما أشبه الحاضر بالأمس، وما أعظم هذا التكامل الذي لا انفصال فيه، وهذه الصورة النقية التقية المتوضئة بطهارة التراب تيمنًا وقد جبلت فيها ومعها دماء الشهداء.

الإضراب الكبير له دلالاته أيضاً في الوعي والوجدان الوطني والملحمي الفلسطيني، على المستوى الجمعي والفردي، خاصة وأن الدعوة إليه لم تأت من غزة التي تتعرض لاقذر وابشع عمليات الإبادة والقتل الجماعي، لكنها تقاوم بعزة وكبرياء وشموخ، ولم تأت الدعوة للإضراب من رام الله، بل خرجت من حيفا وسخنين واللد والرملة وأم الفحم وعرَّابة ويافا والنقب، فاستجابت لها غزة والقدس وبيت لحم والخليل ونابلس وجنين وكل قرية ومدينة على امتداد جغرافيا الوطن من الميّ للميّ.

غداً الثلاثاء الكبير، ليس يومًا عابرًا بل تجلي من تجليات الفلسطيني الناهض من ركام النكبة، القابض على الألم والوجع، المتسلح بالحق وقوة العزيمة، وعدًا في التوراة والإنجيل والقرآن.