وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هذه ليست آخر الحروب .. الحروب الأخطر قادمة وأكثر دموية

نشر بتاريخ: 19/05/2021 ( آخر تحديث: 19/05/2021 الساعة: 12:16 )
هذه ليست آخر الحروب .. الحروب الأخطر قادمة وأكثر دموية


عادت الحركة الصهيونية لمرحلة التوحش الهمجي وبشكل فاجر. عادت إلى ما هو أسوأ من مرحلة الأربعينيات، واخطر على البشرية من مرحلة احتلال الأراضي العربية بشكل هوجائي. فهي الآن مسلحة بمئات الرؤوس النووية وبأسلحة الإبادة التي تعطيها أوروبا أو أمريكا المتوحشة. ولكن هذا لا يعني أنها سوف تنتصر. بل سوف تخسر الصهيونية كل شيء لأنها طمعت بكل شيء .

أوروبا قد تطهرت من خطيئة النازية. وأمريكا طهرت نفسها من خطيئة العنصرية وصار لديهم رئيسا من أصل إفريقي. أما الصهيونية فلم تستطع ولن تستطيع أن تتطهر من خطيئة الكراهية لغير اليهودي. وأوغلت في دم الفلسطينيين. بل إن قوانين الكنيست في السنوات العشر الأخيرة ضاعفت الكراهية والابارتهايد والعنصرية !!!.

لا مانع عندي أن يقول الإسرائيليون أنهم كسبوا هذه المعركة مع أهل غزة، وأنهم قصفوا المنازل والأبراج وقتلوا من الفلسطينيين. ولكن إسرائيل لم تعلم بعد أنها خسرت أجيالا كاملة من البشرية ، باتوا على قناعة أن الصهيونية وصمة عار على جبين البشرية، ولا بد آن تختفي عن الوجود . ولم تعلم إسرائيل بعد أن صور القصف على غزة ، وصور المستوطنين في القدس يسرقون منازل الأهالي في الشيخ جراح، وأن صور "زعران حرس الحدود" يقتحمون المسجد الأقصى في ليلة القدر ويعتدون على النساء والأطفال ويقتلون الصائمين ليست انتصارا لهم. وإنما خسارة إستراتيجية كبيرة ، تزرع بذور الانتقام عند جيل كامل من الفلسطينيين الذين لن يسامحوا ولن يغفروا ولن ينسوا .
ما حدث لا يغتفر. ولا تطويه جولة مفاوضات ، ولا يمحوه خطاب متسامح من الرئيس على منبر الأمم المتحدة. بل أن ما يفعله المستوطنون في القدس وفي الضفة الغربية أطلق رصاصة الرحمة على رأس التيار الليبرالي الذي رأي في الثلاثين سنة الماضية أنه (يمكن العيش المشترك ، ويمكن التعايش ، ويمكن السلام ، ويمكن نسيان الحروب ويمكن فتح دروب الأمل أمام الأجيال القادمة ) .
وما حدث في هذه المعركة مجرد جولة في سلسلة حروب طويلة. فالحروب الكثيرة قادمة. حروب سوف ترهق الأجيال وتثقل القلوب. ولكنها ليست اختيارية.
يمكن للعرب أن يتحملوا عشرين نكبة أخرى. ويمكن للفلسطينيين أن يتحملوا عشرين نكسة أخرى.
فهل تستطيع إسرائيل أن تتحمل هزيمة واحدة؟
هل تستطيع أن تتحمل نكبة واحدة؟
هل يمكن للجيل الإسرائيلي القادم أن يتحمل نكسة واحدة؟
حينها فقط، سيعرفون أن كهانا ، وتلاميذ كهانا ، وماري ريجيف ، وافي ديختر، ووزراء اليمين. وكل من شجع على الكراهية، إنما قد حفروا قبر إسرائيل .