وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عندما تنزعج الكلاب...وتُغتال الطفولة

نشر بتاريخ: 09/06/2021 ( آخر تحديث: 09/06/2021 الساعة: 13:45 )
عندما تنزعج الكلاب...وتُغتال الطفولة



تأثرنا كثيرا في حديث الاسترالية المتصهينة عندما تحدثت في برنامج تلفزيوني عن معاناة إبنها الاسرائيلي عندما قصفت المستوطنات الاسرائيلية في معركة سيف القدس الأخيرة. أخبرتنا السيدة بأن إبنها أرسل لها رسائل نصية عندما كان يختبئ هو وزوجته في غرفة ضيفة أثناء القصف الصاروخي، وأن كلبه بدأ ينزعج!. في المقابل، لم تأبه هذه السيدة ولا آخرون بإستشهاد نحو 58 طفل في غزة بسبب القصف الاسرائيلي وهدم العديد من المدارس والأبراج السكنية، ولم تشعر هذه السيدة بأي أسف على أرواحهم، ربما لأن عائلاتهم لم تكن تمتلك كلابا منزلية، فالفلسطينيين لاسيما في قطاع غزة لا يمتلكون قوت أبنائهم ولهذا لا يتبنوون كلابا في بيوتهم. وعلى هذا، لم تسجل المصادر الرسمية أي حالة وفاة للكلاب أو انزعاج لهم في معارك غزة والشيخ جراح والضفة الغربية.
ومع أننا كشعب فلسطيني نعترف بحقوق الحيوانات الأليفة، ونقدر مدى الانزعاج الذي قد يصيبهم أثناء العدوانات الاسرائيلية المتكررة على أراضينا، الا أننا نعتقد أنه يجب أن تقوم المؤسسات الاسرائيلية عاجلاً استعداد لاي عدوان بالطلب من الحكومة اليمينية هناك العمل على إيجاد مأوى خاص للحيوانات الأليفة في كل منطقة ومستوطنة قد تكون مستهدفة. ويمكن أيضا لأهالي العائلات التي تتبنى هذا الحيوانات الطلب من الأمم المتحدة وصناديق التعويض الدولية تعويضات مناسبة في حال إنزعاج أي من هذه الحيوانات. كما يمكنهم رفع قضايا في المحاكم الاسرائيلية بهذا الشأن وخصمها من أموال المقاصة تماماً كما فعلت هذه الحكومة بخصم أموال التعويضات للعملاء الذين تم التحقيق معهم مسبقا في سجون السلطة الوطنية الفلسطينية!.
وبالرغم من حبي الكبير للحيوانات الاليفة، الا أنني أكاد أجزم بأن الخوف في عيون الاطفال الفلسطينيين حينما تقصف منازلهم أو يعتقل أبائهم، او يستشهد أحد اقاربهم، هو أكبر بكثير من ذلك الانزعاج الذي قد يصيب الصهاينة وكلابهم في حال تم وضعهم في غرفة ضيقة لمدة ساعة أوساعتين على حد تعبير هذه السيدة المتصهينة. في بلادنا فلسطين، ومنذ أكثر من 72 عاما، البيت يبكي، والأم تبكي، والطفل يشرد ويستشهد ويعتقل. ليس هذا فحسب، فقد إغتال الاحتلال حياة الطفولة، وشرد مئات الالاف من الفلسطينيين، وقصف بيوتهم في مخيم الشاطئ، وجباليا والرمال، وطردهم من أحيائهم في الشيخ جراح وسلوان، ومع هذا فالفلسطيني صامد في أرضه، وعازم على مقارعة الاحتلال وأطفالنا كبار في إرادتهم وعزيمتهم. صحيح؛ قد يخافون، وقد يبكون، ولكن دموعهم تحمل عبق الوطن وصراخهم يطلق في الأفق ثورة ونوراً.