وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التناقض في إستراتيجية حماس نحو الضفة الغربية

نشر بتاريخ: 04/07/2021 ( آخر تحديث: 04/07/2021 الساعة: 16:44 )
التناقض في إستراتيجية حماس نحو الضفة الغربية

شكلت الضفة الغربية المحرك الرئيس للمواجهة الأخيرة بين فصائل المقاومة في غزة بقيادة حركة حماس وجيش الإحتلال الإسرائيلي، وذلك على خلاف المواجهات الثلاث التي سبقت هذه المواجهة في سنوات 2008، 2012، 2014، والتي كانت جميعها لأسباب ومحركات تتعلق بغزة، لا سيما موضوع حصار غزة، الأمر الذي يبين أن حركة حماس قد تجاوزت مرحلة تمكين وتثبيت الذات في غزة، وبدأت مرحلة التمدد والإنتشار خارج حدود غزة، لا سيما في الضفة الغربية.

وكانت حركة حماس قد وجدت في الإنتخابات العامة التي كان من المفترض أن تجري في مايو/ايار الماضي وفقاً للمرسوم الصادر عن الرئيس عباس فرصة لتحقيق هذه الغاية دون مواجهة أو صدام مع جركة فتح أو سلطات الإحتلال الإسرائيلي، خاصة إذا ما جرى التوافق على خوض الإنتخابات بقائمة مشتركة مع حركة فتح، الأمر الذي كان مطروحاً على طاولة الحوار بين الحركتين، إلا أن تأجيل أو تعليق إجراء الإنتخابات نتيجة لفشل المجتمع الدولي في إجبار إسرائيل على تسهيل إجراء الإنتخابات بالقدس الشرقية قد عطل تحقيق هذه الغاية وفرض على حركة حماس البحث عن وسائل أخرى لتحقيقها.

ويبدو هنا أن المواجهة المحتدمة بين الفلسطينيين وحكومة الإحتلال وقطعان مستوطنيه في أحياء القدس وبواباتها وباحات المسجد الأقصى قد وفرت الفرصة الأفضل لحركة حماس لتطوير الوسيلة البديلة من خلال المبادرة لمعركة سيف القدس

تجدر الإشارة هنا أن حماس قد بنت إستراتيجيتها هذه على ركيزتين إثنتين وفقاً لقول السيد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في التسجيل الصوتي له الذي كان قد سرب في التاسع من أكتوبر العام 2020،

نجحت جمهورية مصر العربية في إقناع كل من المقاومة في غزة، وجيش الإحتلال الإسرائيلي إلى إعلان إلتزامهم بوقف إطلاق نار غير مشروط يُنهي جولة القتال التي إندلعت بينهما في العاشر من شهر مايو/ايار الماضي، على أن يجري التفاوض برعاية مصرية على شروط وقف إطلاق النار مباشرة بعد وقف القتال.

وفيما ربطت هذه الصيغة من الإتفاق مسألة تحديد الطرف المنتصر بمدى قدرته على فرض شروطه على طاولة المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين، فقد رفعت في نفس الوقت من إحتمالات إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار وتجدد القتال. من هو الأمر الذي فيما جعل من قدرة الطرفين على فرض شروطه لوقف النار هي المعيار الأساس لمعنى الإنتصار، ربط إحتمالات تجدد القتال بمدى توافق الطرفين على شروط تثبيت وقف إطلاق النار سمح للطرفين الإعلان من جانب إنتصاره في هذه الجولة من القتال والمواجهة.

إلا أن إسرائيل من خلال أوساط رسمية وغير رسمية تردد بشكل لافت أن تجديد الهجوم على غزة أمر وارد في القريب العاجل، فهل فعلاً ستجدد إسرائيل العدوان على غزة قريباً، لا سيما وأنه يقف على رأس الحكومة الإسرائيلية الآن شخص أكثر يمينية وعدوانية من رئيس الوزراء السابق نتنياهو؟ وإذا كان تجديد العدوان أمر غير وارد في القريب العاجل فلماذا تحافظ إسرائيل على هذا الخطاب؟

وكانت القناة (13) الإسرائيلية قد ذكرت يوم الأحد الموافق 20/6/2021 أن المجلس الوزاري المصغر سيجتمع للمرة الأولى برئاسة رئيس الوزراء نفتالي بينيت للتصديق على خطط جديدة لإستئناف الحرب على قطاع غزة.

وفي الشأن ذاته صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي يوم الأربعاء الموافق 25/6/2021 خلال إجتماع له في واشنطن مع رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان "هناك فرصة معقولة لمواجهة عسكرية أخرى في غزة في المستقبل القريب.

* المدير العام السابق لمعهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي