وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الغضنفر ومعركة الأمعاء الخاوية

نشر بتاريخ: 08/07/2021 ( آخر تحديث: 08/07/2021 الساعة: 16:56 )
الغضنفر ومعركة الأمعاء الخاوية

يواصل الأسير المضرب عن الطعام الغضنفر إضرابه عن الطعام وفي الأيام القليلة الماضية أضرب عن شرب الماء في خطوة أخيرة يعلم خطورتها على حياته، لكنه يمسك بها ليكسر سطوة الجلاد والسجان الذي يواصل اعتقاله دون تقديم لائحة إتهام، ودون محاكمة وفق ما يعرف بالاعتقال الإداري الذي يتجدد وفق توصيات جهاز مخابرات الاحتلال، وهذا ما دفع الغضنفر لإعلان إضرابه عن الطعام حتى إطلاق سراحه من سجون الاحتلال أو يستشهد دون ذلك، وهو في تحدي كامل ومواجهة بطولية بامعائه الخاوية مع سياسات الاحتلال وسطوة قرارته التي لا تزال ترفض الإفراج عنه، رغم حالته الصحية التي دخلت مرحلة الخطر الشديد، ومع كل ساعة تزداد الخطورة على حياته.

سياسة الاعتقال الإداري التي يتبعها الاحتلال بحق عدد كبير من الأسرى لا تستند إلى أي قانون، وهي ليست موجودة إلا في كيان الاحتلال الذي يتخذها كأحد أساليب وأدوات العقاب والبطش والإرهاب، ضد كل من ينادي بحرية فلسطين واستقلالها، وعبر سنوات الاحتلال الطويلة فإن الإضراب عن الطعام هو أحد أدوات النضال وأشكال المقاومة التي استخدمها وبستخدمها المعتقلين في سجون الاحتلال، وقد ارتفع عدد من الشهداء وهم يخوضون هذه المعارك المشرفة، ومنهم من نجا وحقق انتصارا بأن انتزع حريته رغمًا عن إرادة السجان وكسر قرارات الاعتقال ونال الحرية بعد صمود واستبسال في مواجهة كل وسائل وأدوات القمع والظلم وكل قوانين الاعتقال التي يتخذها الاحتلال ويرتكز عليها لكسر روح العمل النضالي والوطني وكسر الروح الوطنية التي لا تلين ولا تنكسر، بل يعلو صوتها ضد الاحتلال.

خطوة الإضراب عن الطعام ليست بالخطوة السهلة، غير أن الأسير يتخذها عندما تغلق الأبواب في وجهه، فبين حقه في الحرية والعيش الكريم، وبين قرارات الاحتلال باستمرار تنفيذ الاعتقال الإداري الظالم والذي لا يستند إلى أي مسوغات قانونية، ولا حتى تهم واضحة وبينات أكيدة، بل يتجدد وفق رغبة الاحتلال وضباط الأمن، وأمام تنكر الاحتلال لكل القوانين الدولية، تكون خطوة الإضراب عن الطعام هي الخطوة الأخيرة التي يقدم عليها الأسير، وتكون المواجهة بأمعاء الأسير الخاوية ضد كيان يمتلك ترسانة حرب ضخمة، هي المواجهة الحتمية، فإما أن ينتصر على جلاده وإما أن ينضم لقوافل الشهداء على طريق الحرية والخلاص من الاحتلال.

شاهدت مقطع الفيديو للأسير الغضنفر، وهو يصارع الموت عندما زارته شقيقته التي سألته، هل خطوتك بالإضراب عن الطعام هي من أجل الموت، فرد بأنها خطوة من أجل الحياة، ولكن الحياة بحرية وكرامة والعيش بلا احتلال وبلا قهر وبلا اعتقال، وتذكرت حينها قول الشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى.

لك الحرية والحياة بكرامة وعزة أيها الغضنفر البطل، وعلى الأعداء اللعنة حتى الأبد.