وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"النضال المشترك".. كتاب يروي قصص "أسرى" فلسطينيين وإيرلنديين

نشر بتاريخ: 07/09/2021 ( آخر تحديث: 07/09/2021 الساعة: 19:46 )
"النضال المشترك".. كتاب يروي قصص "أسرى" فلسطينيين وإيرلنديين

بيت لحم- معا- أصدر عدد من النشطاء، من جنسيات مختلفة، كتابا يروي قصصاً عن أسرى فلسطينيين وإيرلنديين، أضربوا عن الطعام، في نضالهم ضد الاحتلال (الإسرائيلي) والاستعمار (البريطاني).



وحمل الكتاب، الذي صدر باللغة الإنجليزية، ونشرته دار النشر الإيرلندية (An Fhuiseog) مؤخرا، اسم "النضال المشترك.. قصص فلسطينيين وإيرلنديين أضربوا عن الطعام".
وقال يوسف الجمل، أحد المشاركين في إعداد كتاب "النضال المشترك"، لوكالة الأناضول "المشاركون في الكتاب يحملون جنسيات فلسطينية وإيرلندية وماليزية وبريطانية".
ومن أبرز هؤلاء المساهمون، بحسب الجمل، "نورما هاشم، وأسعد أبو شرخ، ومعاذ العامودي، وفيحاء شلش، وداني موريسون، ولاو سيون شاي، وريتشارد فوك، وآخرين".
وبيّن أن الكتاب يُسلط الضوء على نحو 31 قصة لأسرى أضربوا عن الطعام، بينهم 24 قصة من فلسطين، ونحو 7 قصص من إيرلندا.
كما يحتوي الكتاب على مجموعة من القصائد للأسير الفلسطيني خليل أبو عرام، ولأيقونة الإضراب عن الطعام في إيرلندا بوبي ساندز.
ويأتي هذا الكتاب، وفق الجمل، ضمن "سلسلة أصدرها برفقة هاشم، حول الأسرى الفلسطينيين، لتسليط الضوء على النضال المشترك للفلسطينيين والإيرلنديين تحت الاستعمار الاستيطاني".
وأوضح الجمل أن فكرة ربط النضال المشترك بين الفلسطينيين والإيرلنديين، جاءت لعدة أسباب أولها "أن الاستعمار الاستيطاني في فلسطين وإيرلندا متشابه جداً، فالمستوطنين البريطانيين البروتستانت يميلون لدعم إسرائيل".
وذكر أن "سياسة الاعتقال الإداري هي قانون بريطاني في الأساس، تستخدمه إسرائيل في الوقت الحالي بحق الأسرى الفلسطينيين، بينما استعملته بريطانيا أيضا شمال إيرلندا".
واستكمل قائلا "فعلت بريطانيا في شمال إيرلندا ما فعلته إسرائيل في فلسطين، من زرع مستوطنين لتغيير التركيبة السكانية".
وأوضح أن بريطانيا أيضا "اعتقلت الإيرلنديين ونكّلت بهم، وعرّضتهم لتعذيب شديد وعنف كبير"، كما يحدث مع الأسرى الفلسطينيين.
وأشار الجمل إلى وجود حركة "تضامن مع فلسطين، سواء من خلال مقاطعة البضائع الإسرائيلية، فيما تضع الكثير من البلديات والمجالس المحلية في إيرلندا العلم الفلسطيني، فضلا عن التاريخ الطويل بين منظمة التحرير الفلسطينية والجيش الجمهوري الإيرلندي، الذي شمل تقديم الدعم المتبادل".
**قصص من الكتاب
سلّط الكتاب الضوء على مجموعة من الأسرى الذين أضربوا عن الطعام رفضا للإجراءات التعسفية والانتهاكات التي يتعرضون لها داخل السجون سواء الإسرائيلية أو البريطانية في شمال إيرلندا.
ومن بين هذه القصص، نقل الكتاب قصة الأسيرة الفلسطينية روضة حبيب، التي اعتقلها الجيش الإسرائيلي عام 2007 وحكم عليها بالسجن لمدة 8 سنوات، والتي قررت الإضراب عن الطعام بعد رفض الاحتلال الإسرائيلي طلب نقلها إلى سجن الأسيرات، رغم انتهاء فترة التحقيق معها.
حبيب، أنجبت طفلها داخل السجون الإسرائيلية، بينما تم الإفراج عنها ضمن (المرحلة الأولى) من صفقة وفاء الأحرار، عام 2009 (تضمنت عرض شريط لمدة 60 ثانية يظهر فيه الجندي جلعاد شاليط، الذي كان بيد المقاومة الفلسطينية لإثبات أنه كان على قيد الحياة، مقابل الإفراج عن عدد من الأسيرات الفلسطينيات).
ولاحقا، أبرمت حركة "حماس"، في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، صفقة لتبادل المعتقلين، مع إسرائيل بوساطة مصرية، تم بموجبها إطلاق سراح 1027 معتقلا فلسطينيا، مقابل إطلاق حماس سراح شاليط.
من جانب آخر، رصد الكتاب معاناة الأسير الإيرلندي "بوبي ساندز"، الذي فقد حياته وهو مضرب عن الطعام لمدة 66 يوما، والذي اشتهر بمقولته "انتقامنا هو ضحكة أطفالنا".
كما وثّق الكتاب قصة الأسير الإيرلندي لورانس ماكيوون الذي اعتقل لمدة 16 عاما (من عام 1976 -1992)، وأضرب عن الطعام عام ١٩٨١، من أجل تحسين شروط حياته داخل السجن مثل الحصول على غطاء إضافي.
وذكر ماكيوون في الكتاب أنه واصل إضرابه عن الطعام لمدة 69 يوما، رغم معرفته بأنه قد يواجه ظروفا صحية صعبة قد تصل إلى الموت.
ونقل الكتاب أن السجانين كانوا "يضعون وجبات الإفطار والغداء والعشاء على الطاولة أمام ماكيوون يوميا، من أجل دفعه لإنهاء إضرابه"، فيما تستخدم إسرائيل هذه الوسيلة في الوقت الحالي مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام.
ويقبع 4 آلاف و850 أسيرا وأسيرة فلسطينية داخل 23 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف إسرائيلي، ويعانون من انتهاكات عديدة، وفق مؤسسات فلسطينية معنية بالأسرى.