وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"على جثتي بياخدوا القبر وأدفنوني جنبه".. سيدة مقدسية تحمي قبر نجلها الشباب

نشر بتاريخ: 25/10/2021 ( آخر تحديث: 25/10/2021 الساعة: 19:52 )
"على جثتي بياخدوا القبر وأدفنوني جنبه".. سيدة مقدسية تحمي قبر نجلها الشباب

القدس- تقرير معا

حضرت السيدة علا نوفل نبابتة مسرعة والدموع تملأ عينها وتردد "على جثتي بياخدوا القبر"، للاطمئنان على قبر نجلها الذي فقدته في ريعان شبابه، بعد سماعها الأخبار عن أعمال تجريف داخل "مقبرة اليوسفية /صرح الشهيد".

تمكنت السيدة علا من الدخول إلى المقبرة والوصول والجلوس بجانب القبر رغم الاعتداء عليها بالدفع، وقامت الأم المكلومة بتنظيف محيط القبر وقرأت القرآن لنجلها ووضعت الماء على القبر وقالت:" الروح عند ربها، بس ما راح أخليهم ياخدوا القبر ويخفوا معالمه، راح أدافع عنه وعن وجوده، كل يوم باجي إلى المقبرة".

وخلال جلوسها وقراءة القرآن جاءها أحد الضباط مطالبها بالخروج من المكان، وحضرت قوة أخرى في محاولة لإخراجها بالقوة منه فتمسكت بالقبر وقالت:" أدفنوني هنا بس ما راح اطلع".

حال السيدة علا نباتبة حال العديد من العائلات المقدسية التي حاولت الدخول إلى المقبرة لحماية قبور أهلها الذين دفنوا على مدار السنوات الماضية في المكان، إلا أن القوات منعتهم بالقوة وأخرجت بعضهم بعد الاعتداء عليه بالدفع، الفتى عمر الرشدة اعتقلته القوات من داخل المقبرة واحتجزته في مركبة الشرطة لرفضه الخروج من المكان وقال:" هنا قبر جدي وكنت جالسا عليه عند اعتقالي... علينا الدفاع عن قبور الأجداد".

بلدية الاحتلال و"سلطة الطبيعة"، قامت منذ ساعات الصباح بأعمال داخل أرض مقبرة اليوسيفية /صرح الشهيد، بوضع الألواح الحديدية والأتربة والأسوار، إضافة الى قص وخلع الأشجار من المقبرة، وذلك بعد أيام من رفض محكمة الصلح طلب لجنة رعاية المقابر في القدس لمنع من الاستمرار في أعمال الحفر والنبش في قبور في المكان.

وأوضح حمزة حجازي عضو لجنة المقابر أن "البلدية وسلطة الطبيعة" قامتا باستغلال الفترة التي أعطتها المحكمة المركزية للرد على الاستئناف الذي قدم على قرار محكمة الصلح، لاستكمال أعمال التجريف وطمس معالم المقبرة.

وخلال أعمال طواقم "البلدية والطبيعة" في المقبرة، قام بعض العمال بمصادرة ألواح حديدية من مقبرة اليوسفية، وتمكن الشبان من إيقافهم ومنعهم من مصادرتها.

وقامت جرافات الاحتلال، مطلع الشهر الجاري، بعملية تجريف ظهرت خلالها أجزاء من رفات وعظام موتى كانوا قد دُفنوا في المقبرة، وقام الأهالي بتجميعها وإعادة دفنها، وقامت الجرافات اليوم بإخفاء القبر الذي دفنت فيها، كما قامت الأشهر الماضية بوضع الأتربة والألواح الحديدية لتحويل الأرض لحديقة ومسار ومطلة على سفوح جبال الزيتون.

الاعتداء على مقبرة صرح الشهداء، ليس الاعتداء الأول على مقابر المسلمين، فقد سجلت عشرات الاعتداءات المماثلة، حيث تقوم سلطات الاحتلال بتحويل بعض المقابر الى مسارات وحدائق كما حصل في مقبرة مأمن الله في القدس الغربية وفي أجزاء من مقبرة باب الرحمة، وتقول السيدة علا نبابتة :" شابان آخران فقدتهما كذلك ودفنا في مقبرة باب الرحمة، وحاولت سلطات الاحتلال كذلك مصادرة أجزاء من الأرض بالقرب من قبر ابني بهاء قبل حوالي 6 سنوات، اعتقلت واستدعي زوجي لأننا كنا نحمي قبر بهاء .. واليوم هم يلاحقون قبر علاء ويقومون بأعمال في محيطه".

وأضافت السيدة علا :" في القدس لا رحمة للأحياء ولا للأموات... فحتى الأموات تلاحقهم سلطات الاحتلال بمشاريعها وقراراتها".