وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صناعة النَسْويّة وعولمة الجسد المجرد / بقلم :د. عادل سمارة

نشر بتاريخ: 08/03/2006 ( آخر تحديث: 08/03/2006 الساعة: 19:35 )

قبلنا أم لا بمزاعم صراع الثقافات والحضارات، فإن ثقافة الغرب الراسمالي تفرض علينا احياناً التعامل مع أمور لا تستقيم بالضرورة مع أولويات الثورة والثورة الثقافية في بلدان المحيط عامة وفي الشرق خاصة، ولا مع ملتَزَمِنا النظري سواء على صعيدي النوع أو الطبقة.

فقد إكتفت بيوم واحد للمرأة من بين 365 يوماً وربع اليوم مع أن حصتها هي النصف، وإلا لماذا لم تخصص للرجل يومه! وخصصت يوماً للطفل، ويوماً لمتسابقات "الجسد" الجمال، ويوماً للأمم المتحدة، وبضعة ايام لأمور أخرى. ولكن، لِمن بقية ايام السنة؟ هل هي لتحصيل الربح الأقصى عبر الاستهلاك اللامتناهي على أن ينتهي كل هذا في جيب قمة المؤسسة الذكورية؟

شئنا أم أبينا، لا تزال ثقافة الغرب الراسمالي قادرة على فرض رؤيتها فيما يخص المرأة، وحتى اليوم لم نستطع تفكيكها وتعريتها كما يجب، لتتخلص البشرية من إيديولوجيا النفاق المعولم، ما زالت هذه الثقافة، تماماً كرأس المال، في طور الهجوم. أصبح الحديث عن المرأة بطريقتهم، لازمة في اية كتابة، قرط يتزين به كل من يزعم الليبرالية والتقدمية والشيوعية...الخ. ولم يعد هذا يُضير أحداً، فما وزن القرط في جيد الغواني؟

تقبيل أيدي النساء حالة نموذجية على نفاق الرجال الذين يصرون على تقديمهن عند دخول بيت او قاعة أو اي مرفق آخر. نفاق متصاعد لا ينتهي عند عرضهن على شاشات الفضائيات بأقل ملابس ممكنة! فبين الاحتشام في الموقف الأول، وكشف أوسع مساحة ممكنة من الجسد في الثانية تناقض يقلّ عنه التناقض الطبقي. ولا يخفى أن هذا النفاق هو نفاق استثماري قبل كل شيء. أيُّ عجب، حُكّام يذبحون أمماً بأجمعها نساء ورجالا وشيبا وأطفالا وشباناً، ويا عفو الاله، يَرِقُّّون هكذا أمام المرأة. فأيهما شخصيتهم الحقيقية؟

لا تشذ عن هذا مختلف ألوان النفاق الأخرى سواء الحديث عن "حقوق المرأة، قمع المرأة، تشغيل المرأة، إضطهاد الشرقي للمرأة، إستضعاف المرأة، تشغيل المرأة في العمل المنزلي دون احتساب، وحصر المرأة في الإنجاب دونما تقدير...الخ".

المرأة ضحية المركز والمحيط:

ليس النفاق الراسمالي الغربي سوى الشق الأول من معادلة اضطهاد المرأة. شِقٌّ من معادلة مركّبة. إن الشق الثاني هو الشرق والمرأة. فكلما تمسّك الشرق بتخلفه حيال المرأة كلما ساهم، في إخراج وإعادة إنتاج نفاق راس المال تجاه المرأة كما لو كان هذا النفاق في موقع القداسة.

فاضطهاد المرأة في الشرق ينتهي إلى تبرير وتغطية إضطهاد الغرب الراسمالي للأمم بأكملها، بما فيها نساء الغرب والشرق او المحيط عامة. وبكلمة أخرى ينتهي إلى تبرير عولمة الاضطهاد. يعني هذا أنه كي نقتلع نفاق راس المال، لا بد من إقتلاع تخلف الشرق، اي متخلفي الشرق. لا بد من ثورة، بلا مواربة ولا مداراة أو دبلوماسية، ثورة تصل إلى الانتاج ومنه إلى الثقافة والوعي .

وإذا كان تخلف ومحافظة الشرق البطريركي تحول دون الثورة، فإن هذا يجب أن لا ينسينا أن الشرق البطريركي يقف ضد الثورة ليخدم سيده الغربي قبل نفسه، بمعنى أننا امام حليفين. نقول الثورة، لأنها وحدها التي تكنس نفاق راس المال مع مصالحه.

حين نقتنع بأن الطرفين متحالفان، يصبح الأمر أكثر تعقيداً. فالمحافظة الشرقية الآسنة، والتي تتظاهر بالتشكي من الغرب الراسمالي المعولم، هي حليفة وضيعة له، وإن كان من وراء حجاب! يشكلان معاً البنية التحتية للشقاء الانساني. ليسا عدوين قط، بل إن واحدهما شرط بقاء الآخر. لذا، لا يُخدعن الناس بمزاعم الغرب الرسمي واليساري المزيف عن استماتته في "تحرير" نساء الشرق من رجاله، ولا مزاعم حكام الشرق بانحلال الغرب وانحرافه. هما جزآن من النظام الراسمالي يتفاوتان في الدرجة وليس في المبدأ أو النوع.

فالغرب الراسمالي يريد المرأة سلعة ومتعة من جهة وماكينة استهلاك من جهة ثانية. والشرق البطريركي لا يختلف عن الغربي سوى في فظاظة تنفيذ الرؤية نفسها، (وامتلاك الجسد ربما بدل الوقوف عند التمتع المباح) إلى جانب أنه يقوم باستيراد ما ينتجه الغرب نفسه، فأين التناقض بينهما؟

يُقيم ويمول الغرب منظمات الأنجزة، كي يستقطب النخبة المتغربنة من نساء الشرق ليكن "طابورةً" خامسة له، تستدعي الاستعمار بغطاء حقوق الانسان، والعصرنة والحرية ومزاعم أخرى كثيرة. ويوظف، في أغلب الأحيان، كوادر من اليسار المتصهين للعلاقة مع هاتيك النسوة حيث لليسار أحياناً نكهة خاصة تجعل خدمة رأس المال أسهل.

أما حكام الشرق فيستدعون الاستعمار سواء عبر الفساد أو الاستنصار به على شعوبهم كلها بنسائها ورجالها وتراثها ومستقبلها. إلى جانب هذا يقدم رجال الشرق لهذا الغرب وللمتغربنات المحليات وقود ماكينات التبعية باستتباع المرأة، واضطهادها حقاً، والزواج منها في كثير من الأحيان دون رغبة او قناعة أو نضج...الخ.

وبسلوك الشرقي هذا، يقدم للمتغربنات مادة تلصقهن أكثر بالغرب، وتعطيهن مبررات هائلة للخروج حتى على ما هو جميل في الشرق، فيتحولن إلى طابورة خامسة ضد الوطن بأسره وهن معبآت بمزاعم أن الحرية هي فردية خالصة بمعزل عن المجتمع والتاريخ والمستقبل، والأهم بمعزل عن جشع راس المال وإيغاله في دماء الفقراء نساء ورجالاً.

وحين يقتنع الفرد أن لا علاقة له بحرية الوطن السياسية والاجتماعية والاقتصادية يكون قد قال: عليك السلام ولك المال يا سيدي راس المال!

وهكذا، تتناظر الذكورية من زنى الشرق المغطى بالقانون، إلى زنى الغرب المغطى بالحرية. وقد يكون ما فعله الرئيس الاميركي كلينتون بالسيدة لوينسكي نموذجاً على حرية الرجل في استخدام جسد المرأة حتى بالسيجار!

هناك العديد من المثقفات اللواتي يكتبن في مواقع إلكترونية، وصلن حد الغزل بالرئيس الاميركي جورج دبليو بوش مباركات احتلال العراق، هذا رغم ان النظام العراقي السابق لم يكن نظاماً اًصولياً تجاه المرأة. وكأن هاتيك النسوة يبحثن عن مدخل للمشاركة في مشروع إستعادة الاستعمار. فالحرية التي تنادي بها هاتيك النسوة لا تستقيم مع الانجيلية الجديدة المحافظة لجورج بوش، ومع هلوساته بأن : "الله طلب منه أن يحتل العراق، وأن يقيم دولة للفلسطينيين"، هذا على ذمة الوزير نبيل شعث. لكنه، كما نرى، أطاع الله في الأولى وعصاه في الثانية!

صناعة النسوية:

لعل المرأة هي أكبر الصناعات المدنية لراس المال، يستخدمها كل لحظة، ولكن بشروطه وثقافته وقوانينه. فالمرأة على شاشات الفضائيات سلعة لتسويق نفسها وتسويق السلع الأخرى. سلعة بحد ذاتها، كي يستهلكها الذكور، سواء في العروض نصف العارية، ثلاثة أرباع العارية أو العارية تماماً وفي اشكال عديدة من الجماع والسُحاق، وحتى مضاجعة الذات. ويسمون هذا تفوقاً، لا بل تطويراً خلاّقاً سبقوا البشرية إليه. وهل يحتاج الأمر كل هذا!. فقد اكتشف الإنسان الأول الجنس بدون فضائيات الإباحة. لا بل إن مختلف الكائنات الحية تفعل الجنس.

باستخدام المرأة في الدعاية والاعلام التجاريين يكون الغرب الراسمالي قد استغل المرأة بالمعدلات القصوى. فهي مستغلة للجنس والتسويق والإنجاب كمرأة، ومستغلة كالرجل في موقع العمل أي على الاساس الطبقي. لا بل إن المرأة مستغلة اقتصادياً على اساس النوع سواء من حيث عدم المساواة في إشغال مختلف المهن، أو عدم مساواة الأجور.

الصهيونية، اللبراليون والاسلام:

طالما هناك في الحكم في بلاد العرب والمسلمين عُتاة التخلف، وطالما يزعمون أنهم حُماة الإسلام، فإنهم يقدمون للصهيونية واليمين اللبرالي واليسار المتصهين في الغرب خدمات بالمجان عجزوا هم انفسهم عن تحصيلها بكل ما أوتوا من قوة وإمكانيات وطوابير خامسة.

بعبارة أخرى، يعيش هؤلاء أو يقتاتون على تخلفنا، وعلى إمساك متخلفين عندنا بزمام الأمور. من هنا، يجب على العرب والمسلمين أن لا يغفروا لمن يمارسون التخلف والقمع وخاصة للنساء باسم الدين أو بغير الدين، لأنهم في حقيقة الأمر يخدمون أعداء العرب والشرق والاسلام والمحيط باسره، ويزعمون حماية الأخلاق. وكأننا نقول، إن بداية المعركة هي مع التخلف المحلي، مع السلفية المفرطة، قبل أن تكون مع الغرب الرأسمالي، أو على الأقل إن هذه المعركة المحلية تفرض نفسها!

إن الغرب الرأسمالي الذي هدم دولة طالبان، هو الذي رفع طالبان إلى الحكم هناك، وهو الذي عامل بن لادن، ذات يوم، كما لو كان ناطقاً باسم مليار مسلم، وهو نفسه الذي يحمي الانظمة السيا- سلفية في الوطن العربي. إن هذا الغرب الذي يطالب بتحرير المرأة في الشرق هو الذي اقام ويدعم الانظمة الذكورية المتخلفة والتي تستخدم أفظع الطبعات الأصولية لقمع المرأة. أي ان هذا الغرب المنافق هو الذي يخلق شروط قمع المرأة في الشرق، ومع ذلك يزعم تحريرها.

لا يقف نفاق الغرب عند حدود الانظمة الحاكمة، بل ينتشر في أوساط من يسمون أنفسهم منظمات المجتمع المدني وبخاصة القوى السياسية ومنها الكثير ممن يزعمون اليسار.

فمن يقرأ البيان الذي وزعته تلك المنظمات يجده بمعظمه هجوما عنيفا على النظام الاسلامي في إيران، وهو هجوم تجري تغطيته بذكر جورج بوش لُماماً هنا أو هناك كي يبتلع البسطاء السموم الصهيونية التي تتدفق منه (أنظر القراءة المرفقة).

لم يذكر البيان الكيان الصهيوني بكلمة واحدة. ويعرف من كتبوه أن هناك مئات النساء من فلسطين في المعتقلات، وأكثر من عشرة منهن مفصولات عن أطفالهن. ويعرفون أن عشرة آلاف النسوة أُعتقلن من قبل جيش الاحتلال، وأن كل نساء الارض المحتلة لا ينمن في الليل إلا ويحلمن بغارات جنود الاحتلال الصهيوني، وأن كثيرا منهن وضعن مواليدهن على الحواجز، فمات البعض ومات بعض المواليد. فلماذا لا يذكر أبطال المسيرة الأوروبية والاميركية هذا؟

لا سبب إلا لأن هذا التجمع جرى تنظيمه والانفاق عليه من الحركة الصهيونية بأجنحتها اليمينية واليسارية. أليس الكثير من التروتسكيين هم صهاينة بامتياز. وقد زعم هؤلاء في بداية بيانهم بأنهم "ثوريون". أية ثورة هذه التي تعم أرجاء الارض وتتوقف عند باب الكنيست وغرفة نوم شارون!

لم ترد في البيان كلمة واحدة عن النظام الوهابي في السعودية، والذي ليس نظام إيران إلا طبعة ثورية وحتى يسارية مقارنة معه. ما الذي يمنع ذكر السعودية سوى أن هذا ما يريده نظام الحكم الاميركي. فاية مسيرة هذه التي تقودها الصهيونية والموساد وال سي.آي.إيه؟

باسم الحرية والتطور والمركزانية الأوروبية، يمارس هؤلاء تفكيرا متخلفاً ووقحا في الوقت نفسه، ويصلون إلى درجة العجز عن الرؤية. فهم يشدون على ايدي الطبقات الحاكمة في بلدانهم لرفع الحجاب عن المسلمات في الغرب وصولاً بهنّ إلى مرحلة رفع اللباس كلياً عن نساء العالم كي يعود الانسان حيواناً يفاخر بعُريه، وكي يجعلوا الإباحية سمة إنسان العصر. وعندها لا ثورة ولا يحزنون، لأنهم يضعون البشرية في ماخور "الثورة الشهوانية الدائمة". وينتهي الأمر براس المال في قمة ثورة الربح الأقصى.

ألا يلاحظ القارىء أن هذه الهجمة على إيران، التي لا ندعم نظامها كعرب وكاشتراكيين، تترافق مع الضغط على إيران لشطب برنامجها النووي. وأن الكيان الصهيوني هو الذي يحرك الهجمة عليها، فكيف لا نرى خيط العلاقة بين "ثوريي" فرانكفوت ونيويورك وباريس، وبين الموساد ؟ إذا كان هؤلاء ثوريون حقاً فلماذا يُصدّرون الثورة إلى إيران، فليثوروا في بلدانهم؟ أم ان عليهم التنظير وعلينا التنفيذ؟ ألا تكفي الأستذة التافهة التي مارسها هؤلاء ومن سبقوهم على محيط النظام الدموي الذي يسود العالم.

إذا كانوا يعتقدون حقاً أن المرأة قوة هائلة للثورة، كما ورد في بيانهم، فلماذا لم يسمحوا لها بتجسيد هذه الثورة في اوروبا واميركا؟ اين هي الثورة هناك! لماذا لا يتظاهرون ضد رأس المال الذي يدعو المرأة اليوم لتعود كاثوليكية جيدة تربي الأطفال. والهدف الحقيقي هو طردها من سوق العمل لأن هامش ربح راس المال قد تدنّى. ألا يؤكد هذا أن الدين المسيحي في الغرب هو تحت احتلال رأس المال؟ ثم ماذا عن الاغتصاب، والاعتداءات الجنسية على الأولاد؟ فلماذا لا توظف قوة المرأة الثورية ضد راس المال والكنيسة الخاضعة لاحتلاله؟

الهدف غزو ثقافي حتى مع اليسار:

تفرز هيمنة راس المال مستواها الثقافي ايضاً. وبما هو إمتداد لها، فيمكن ان ينسحب على اليسار كما هو على اليمين. أي ليس شرطاً أن يكون اليساري او الاشتراكي أو الشيوعي الغربي ثورياً حقيقياً. والأمر نفسه على يسار بلدان المحيط. ألم يؤيد الحزب الشيوعي الفرنسي استعمار الجزائر؟ ألم يشارك الحزب الاشتراكي الفرنسي في العدوان الثلاثي على مصر؟ ألم يرث ويواصل حزب العمال البريطاني إخضاع ونهب المستعمرات؟ من يدري شيئاً عن ملايين النساء اللواتي اغتصبتهن جيوش الاستعمار في عصر راس المال؟ ومن يدري كم من المتحذلقين اليوم ضد إيران، هم أنفسهم أحفاد من إغتصبوا النساء في الهند ومصر وفلسطين والصين وغيرها؟ أم أن قراءة وتحليل ونقد التاريخ مسلك سلفي؟

بخصوص المرأة والجنس، فإن الكثير من القوى اليسارية في الغرب الراسمالي لا تجد ما تتكىء عليه لتواصل هيمنتها وتأستذها على الشرق سوى أمور من طراز: حقوق المثليين، السحاقيات واللوطيين وزواجهم وتوريث بعضهم بعضاً. لذا، نجد هذه الأمور في مقدمة برامج هذا اليسار.

ولكي يؤكد كثير من اليسار في المحيط أنهم "يساريون" يتورطون في مجاملة الغربيين في هذه الأمور. ولا يجدون الجرأة للقول، إن هذه أموراً شخصية وخاصة وداخلية من جهة، كما أنها لا تنسجم مع ثقافة وتراث ودين المجتمعات الشرقية من جهة ثانية، والأهم، أن أولوياتنا هي طردكم كاستعمار متعدد التجليات بما فيه استعمار اليسار المتصهين تحت جلود الكثيرين منكم. ومشكلة البغاء واللواط وغيرها موجودة في البشرية منذ آدم، ولم تحلها حتى مرحلة الأنبياء فهل تحلها مرحلة أنبياء رأس المال؟ ليست هذه مشكلة مستعصية في الشرق، يمارسها أهلها في الخفاء، ولا يمكن لنظام مهما كان أُصولياً أن يدخل في كل بيت ليراقب هؤلاء، كما لا يمكن للبشرية أن تجعل قمة أجندتها توريث مثلي لمثلي آخر! فليوص له كما يريد؟ والمهم، إذا كانت هذه الأمور مستعصية عندكم، فليس هذا ما نحتاجه منكم.

وباختصار، إذا كانت هذه الأمور هي التي ستخلق تعاوناً أممياً، فلا ضرورة لهذا التعاون. لأن هذا المستوى من التعاون هو في جوهره، إخصاع اليسار في الشرق والغرب للراسمالية الغربية التي تمتطي الجنس لتعميق الاستعمار. إن الدخول في متاهات من هذا الطراز، يبعد المناضلين عن المعركة الحقيقية التي هي قومية عالمياً وطبقية داخلياً.

بيت القصيد، أن هناك معارك شتى علينا ان نخوضها في هذا العصر. فلكي نتمكن من دفع الغزو الثقافي كمقدمة للغزو العسكري والاقتصادي، علينا أن نتعامل مع تحديات يفرضها الآخر، وحتى العدو. علينا ان نكون مثالا لحقوق المرأة وليس تقليداً لما يفعلون أو ابواقاً لما يزعقون. إن من يغتصب أوطان وثروات الأمم، ليس حريصاً على حرية نساء المستعمرات، ولا نساء وطنه.

ملاحظة أخيرة:

وزعت إحدى منظمات المجتمع المدني في الارض المحتلة 1967، وهي طاقم شؤون المرأة، وهي منظمة غير حكومية تكونت على ما نعرف، والله أعلم، مع الطواقم الفنية وزعت بياناً تدعو فيه المجلس التشريعي الجديد بأن يحافظ على "المكتسبات- التشديد من الكاتب" التي حققتها المرأة في عهد المجلس التشريعي السابق!

ومع وقوفنا في خدمة سيدتنا المرأة هنا وفي الوطن الكبير والعالم، إلا أننا نعتقد بأن هذا البيان هو بوحي بيان الغربيين المرفق، إن لم يكن بأمر منه، وهو بيان استفزازي لحماس أكثر مما هو متآخي، كما أنه يمجد مرحلة لا تستحق الاحترام. كما يستند البيان إلى وثيقة "الاستقلال"، اي استقلال يا بنات الحلال؟

إن المطالبة بحقوق المرأة، يجب أن لا ترتكز على الأسس التي أرساها الغرب الرأسمالي ، اي نسبة هنا ونسبة هناك. بحق الاله، أخرجن عن هذه التبعية للغرب. فلماذا لا يكن للمرأة بنسبتها العددية في المجتمع النصف بأقل واحد أو أكثر واحد؟ فإما مطلب ثوري، وإما لا داعي للثرثرة.

Link
http://www.kanaanonline.org/articles/00803.pdf :