![]() |
أعياد الميلاد في أراضي الـ48 وتأثير جائحة كورونا (صور)
نشر بتاريخ: 19/12/2021 ( آخر تحديث: 20/12/2021 الساعة: 09:48 )
![]()
احتفالات مدينة الناصرة باعياد الميلاد
الناصر- معا- تقرير حياة حمدان- أعياد الميلاد في أراضي عام 48، لها أجواء متميزة كطبيعة فلسطين الخلابة بداخلها كبحرها وشجرها وأنهرها ومينائها وجبالها، فعند الحديث عن شهر الميلاد أول ما يخطر لنا مدينة الناصرة. في هذا التقرير سنسلط الضوء على أجواء عيد الميلاد وتأثير جائحة كورونا على سير الاحتفالات في مدن شفا عمرو وحيفا والناصرة وقرية كفر ياسيف.
مدينة الناصرة تعتبر من أهم مدن فلسطين التاريخية وأهميتها بالنسبة للمسيحيين كأهمية مدينة الميلاد بيت لحم في الضفة الغربية، ففي الناصرة وحسب كتب الإنجيل بشر الملاك جبرائيل مريم العذراء بولادة المسيح عيسى عليه السلام واتخذت المدينة اسمها من تلك اللحظة، مدينة البشارة، التي فيها كنيسة البشارة مقصدا للحجيج من كل أنحاء العالم. يقدر عدد سكانها بـ100 ألف نسمة يشكل المسيحيون 30٪ منهم. سالم شرارة الناطق الإعلامي لبلدية الناصرة قال: "هذا العام وبسبب استمرار كورونا فقد تبنت الجمعيات الخيرية المسيحية ومجالس الطوائف تنظيم حفلات عيد الميلاد لأننا كبلدية ورسميا لا نستطيع تنظيم الاحتفالات التزاما بقرارات حكومية، لكن التنسيق والإشراف يكون مع البلدية". وتابع: "في الناصرة تم إضاءة شجرتي ميلاد الأولى للشرقيين في وسط المدينة بساحة كنيسة البشارة لشجرة طبيعية بطول ١٥ مترا ثم أضيئت شجرة الروم الأرثوذكس في كنيسة البشارة بطول ٣٠ مترا وكان هناك حضور بالآلاف". ولعل أبرز فعاليات الميلاد في الناصرة والتي لفتت سكان المدينة، كانت إضاءة جبل القفزة لأول مرة بمشروع خاص لأحد الجهات بإشراف البلدية التي خصصت لهم مساحة معينة من الجبل لتنفيذ هذه الفعالية التي يتم التجول فيها بالمركبات لمشاهدة تماثيل الميلاد المضاءة والممرات وكل أشكال الزينة الموجودة. يذكر أن مئات الاحتفالات الجانبية للمؤسسات في المدينة تنظم فعالياتها الخاصة بعيد الميلاد ولعل أبرزها سوق الميلاد.
وفي الحديث عن أجواء الميلاد في المدينة من وجهة نظر المواطنين قابلنا المواطنة نيفين شاهين التي قالت إن: "أجواء العيد لدينا في مدينة الناصرة مدينة البشارة مميزة ومهمة مثل أهمية مدينة الميلاد بيت لحم، وتبدأ أول شهر كانون الأول بالعادة، لدينا سوق الميلاد أيضا بفعالياته وأنشطته للأطفال والعائلات، وقد شاركت مع عائلتي في إضاءة شجرة الميلاد في المدينة وكانت الأجواء جميلة جدا وإقبال عالٍ وملحوظ من قبل السكان خاصة بعد حوالي عامين من الضغط والكبت بسبب كورونا فكنا مشتاقين جدا للمشاركة في أجواء العيد وعيش هذه اللحظات من جديد وبشكل وجاهي". وتابعت: "هذا العام ما زال لدينا تردد بإقامة الأنشطة بسبب استمرار جائحة كورونا وستقتصر أنشطتنا لهذا العام على فعالية واحدة ستكون خلال الأيام القادمة في بيت لحم وتحديدا في بيت سانتا الموجود في شارع النجمة التاريخي مستهدفين بذلك أشخاصا من ذوي الإعاقة بفعاليات ترفيهية وتوزيع هدايا الميلاد".
مدينة حيفا من أكبر وأهم مدن فلسطين التاريخية تقع على الساحل الشرقي للبحر المتوسط في شمال فلسطين، يقدر عدد سكانها بحوالي 320 ألف نسمة، ويشكل الفلسطينيون نسبة 12٪ منهم بعد أن هُجر الكثير منهم في نكبة عام 48 لتبقى غالبية المدينة من اليهود. ويعيش المسلمون والمسيحيون بنسبة أعداد متساوية بين الفلسطينيين في حيفا، لذلك نرى التشارك بين أبناء الديانتين في الأفراح والأتراح بصورة كبيرة في هذه المدينة ولعل أيام الميلاد بفعالياتها تثبت ذلك. وتابع زعاترة: "في كل عام تنظم البلدية مهرجان عيد الأعياد لكن العام الماضي بسبب جائحة كورونا لم يُنظم المهرجان، أما هذا العام فنوعا ما عادت الأجواء للمدينة وأضيئت الشوارع والزينة في كل مكان ونظم مهرجان عيد الأعياد لكن ليس بفعاليات كبيرة وفقط في أماكن محدودة وليس بتنفيذ رسمي من البلدية بل من الكنائس نتيجة التقييدات الصحية والحكومية". وكان حفل إضاءة شجرة الميلاد بداية الشهر في كنيسة مار الياس للروم الكاثوليك بحضور رجال الدين ورئيس البلدية وكانت هذه الشجرة الرئيسة على مستوى الكنائس وحضر الحفل من كل الطوائف المسيحية وفي حدائق البهائيين وضعنا أيضا شجرة الميلاد إلى جانبها الهلال والشمعدان لإبراز التآخي الديني بالمدينة. واختتم: "رسالتنا أن موسم الأعياد هو فرصة لتأكيد وجودنا كفلسطينيين عرب في المدينة ولا أحد يستطيع اقتلاعنا أو تجاهل وجودنا ونتمنى عاما سعيدا بزوال جائحة كورونا". مدينة شفا عمرو من أكبر المدن الفلسطينية في الداخل المحتل، تقع وسط الجليل التحتي وشمال حيفا، يقدر عدد سكانها بـ٤٧ ألف نسمة ويشكل المسيحيون نسبة 18٪ من إجمالي عدد السكان، تعتبر مدينة سياحية ذات مواقع أثرية أبرزها قلعة ظاهر عمر الزيداني والمغر البيزنطية وفيها أيضا السور القديم وكانت مدينة مركزية للقرى المحيطة فيها بسوقها الكبير. وحسب رئيس مجلس البلدة عرسان ياسين فبسبب جائحة كورونا لم تنظم البلدية فعاليات الميلاد أو تدعو لها بشكل رسمي بسبب الالتزام بالإجراءات الصحية من قبل الحكومة، لذلك كانت الكنائس في البلدة هي التي تدعو للفعاليات وتنظمها لكن البلدية تكون على إشراف ومتابعة فمثلا خصصت البلدية ميزانية لإنارة الأحياء وتنفذها من قبل عمالها منذ بداية شهر الميلاد، علما أن نحو 80٪ من السكان حصلوا على الجرعتين من لقاح كورونا ما شجع على مشاركتهم في الفعاليات.
أما فيما يتعلق بغياب السياحة وعدم التمكن من السفر خارج البلاد تابعت ميري: "بلد الميلاد هي بيت لحم ودائما في فترة الميلاد نزور بيت لحم أنا وعائلتي، وبسبب كورونا وعدم مقدرتنا للسفر خارج البلد منحتنا فرصة للتعرف على بلادنا أكثر وأن نزور أماكن في الضفة الغربية لم نكن نفكر بزيارتها من قبل، فمثلا زرت هذا العام مدينة رام الله لأول مرة في حياتي وكانت الأجواء فيها لا تقل عن الأجواء الأوروبية واحببت الطبيعة فيها جدا".
قرية كفر ياسيف أجواء يستمتع بها الصغار والكبار تقع قرية كفر ياسيف في منطقة الجليل الغربي وشمال فلسطين ويقدر عدد سكانها بنحو 11 آلف نسمة، ونسبة المسيحيين فيها نحو 55٪ من عدد السكان. وفي الحديث عن أجواء عيد الميلاد فيها قابلنا المواطنة روزين جريس وهي مصورة ومعلمة في التصوير الفوتوغرافي التي شاركتنا رأيها في أجواء قريتهم، وقالت: "مع بداية شهر الميلاد ترى كل شيء في القرية مضاءً، البيوت مزينة بالإضاءة الحارات والمحال التجارية والبنايات والشوارع، مثلا قبل أيام كانت كنيسة السيدة العذراء للروم الأرثوذكس قد نظمت فعاليات ليالي طفل المغارة التي استمرت 3 ليالٍ باحتفالات وأنشطة توعوية وتثقيفية للأطفال تخص قصة الميلاد، إضافة للأنشطة الترفيهية، وأيضا شاركنا في إضاءة الشجرة داخل الكنيسة ونحن على موعد قريب من افتتاح سوق الميلاد في ساحة أول آيار بالقرية والذي سيتسمر لـ3 أيام تكون فيه أكشاك للتسوق تحضيرا للعيد كالزينة والحلويات والألعاب، ويسعدني أن أرى كل الطوائف تشارك في فعاليات الميلاد والكل يد واحدة".
وأشارت روزين إلى أن: "تأثير كورونا كان كبيرا على صعيد مهنتي وحياتي اليومية، أصبحت أخاف أكثر على عائلتي وعلى الصحة بشكل عام، ومن ناحية مهنية خسرت لقاء طلابي الذي اعتدت عليه قبل كورونا فقد كنت أذهب وإياهم في جولات للتصوير خاصة في فترة فعاليات الميلاد والآن أفتقد هذه اللحظات كما يفتقدها طلابي الذين صادفتهم مؤخرا في أحد فعاليات العيد وعبروا لي عن مدى اشتياقهم لتلك الأيام متمنين أن تعود قريبا".
![]() ![]() |