وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

شلل سياسي

نشر بتاريخ: 27/04/2022 ( آخر تحديث: 27/04/2022 الساعة: 14:28 )
شلل سياسي



مع اقتراب الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة، يبدو أن الشلل السياسي أصاب جميع القيادات الفلسطينية التي رهنت وجودها بحسن نوايا غير موجودة في العالم الحقيقي.
دمّر الاحتلال مشروع إقامة دولة فلسطينية يدعمها العالم والمجتمع الدولي على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 . ورغم ان الاحتلال ابتلع عبر اتفاقيات أوسلو على مساحة 78 بالمائة من ارض فلسطين الا انه يلاحق ما تبقى من أراضي الضفة ويستولي عليها بقوة السلاح ويحوّلها الى مستوطنات يهودية عنصرية، ويسرق مساحات هائلة بحجة عمل ارتداد عنها وطرق التفافية عنصرية.

وعزل الاحتلال القدس عزلا تاما وكاملا غير مسبوق في التاريخ . وحوّلها الى ثكنة عسكرية لصالح التهويد.. وحاضر غزة حصارا جعلها أكبر سجن في العالم .
قيادة منظمة التحرير في مأزق كبير وخطير.. فهي تتمسك بحل الدولتين وهذا الحل غير موجود أصلا على الأرض، حتى لو جاءت حكومة إسرائيلية توافق على تنفيذه فهو غير متوفر في الوضع القائم .
ليس هذا وحسب . بل إن السلطة تقترب من الإفلاس المالي وهي بالكاد تبقى على ذاتها، فيما الدول العربية هربت من مسؤولياتها نحو صكوك الذل والتطبيع المهين ، والدول المانحة الغربية صار لديها شروط " صهيونية " لمواصلة فتات الدعم مثل تغيير المنهاج التعليمي والاستلام السياسي الكامل وتغيير خارطة فلسطين وقائمة من مطالب الاحتلال العنصرية .
فصائل المقاومة ليست بأفضل حال من السلطة ، فهي تتعرض لهجوم عربي ودولي وادارتها للحكم هو تكرار لجميع الأخطاء التي وقعت بها الأنظمة العربية. وتجربة غزة دليل على قسوة هذا العالم وتوحشه ضد الفلسطينيين .
نعيش اليوم في شلل سياسي كامل وشامل ومدمر. لا يوجد حل دولي قابل للتنفيذ تتبناه الأمم المتحدة . لا يوجد حل أمريكي وعلى العكس فقد انقلبت الإدارة الامريكية على ذاتها لتصبح هي مهماز الظلم في جميع المراحل . لا يوجد حل عربي فقد ذل العرب وخنعوا وخضعوا حتى وصلوا الى اسفل درجة ، وتحول الزعماء العرب الى سفهاء في شوارع تل ابيب .
جميع الدراسات تؤكد ان المجتمع الإسرائيلي صار يمينيا راديكاليا دمويا ومتوحشا . يعيش على دماء الفلسطينيين ويميل نحو العنف والعنصرية الكاملة . ولا يراهن على الجمهور الاسرائيلي في الثلاثين سنة القادمة أن ينتج يسارا نافذا او يمينا توسطي .

في منتصف التسعينيات ، خيّروا الشعب الفلسطيني بين الوطن او الدولة ، فاختار الشعب المظلوم الدولة .
فهدمت إسرائيل الدولة الفلسطينية ، وحطمت السلطة ، وسرقت الوطن والحياة والامل والمستقبل ... وبعد ذلك وقع الانقسام فخسرنا البرلمان والتشريعي والتواصل الجغرافي وتحوّلنا الى كانتونات رديئة تثير السخرية .
والان بدأت بعض الأصوات العربية تقترح على الفلسطينيين كونفدرالية مع إسرائيل !! ومعناها الواضح هو الذل المؤبد لأجيال فلسطينية عديدة قادمة !!!
لا بد من خطاب سياسي جديد .. لا بد من صحوة سياسية شاملة
تعيد المواطنة للمواطن وتعيد الوطن المسلوب .