وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إنذار دقيق من صحيفة تايمز في ظل تباين واضح

نشر بتاريخ: 10/05/2022 ( آخر تحديث: 10/05/2022 الساعة: 12:11 )
إنذار دقيق من صحيفة تايمز في ظل تباين واضح



تطورات سياسية دقيقة تعصف بحركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية الباسلة ، وهي التطورات التي باتت متجلية عقب الكلمة التي ألقاها رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل أخيرا ، حيث قال صراحة إن حركة حماس بحاجة إلى استراتيجية واضحة من أجل تحرير المسجد الأقصى بعيدا عن أي تحركات إقليمية أو داخلية أخرى ، مشيرا إلى أن القدس لن تتحرر إلا بسواعد أولادها.
صراحة أعتبر إن هذا البيان هو انتقاد ضمني آخر لاستراتيجية يحيى السنوار ، ولا يخفي على أحد إن الكثير من القيادات السياسية في حركة حماس توقفت كثيرا عن كلمة السنوار الأخيرة في غزة ، وهي الكلمة التي أنتقد بها أبو إبراهيم عدد من الدول ، بل وطالب بالرجوع إلى إيران معتبرا إن النموذج الإيراني هو الملهم لتحرير القدس.
تصريحات السنوار تأتي في ذروة اهتمام عالمي صحفي بتحركات المقاومة ، وبالأمس نقلت صحيفة تايمز البريطانية وفي تقرير لها تحذيرات نقلتها إسرائيل لبعض من الدول الأوروبية فيما يتعلق بتصاعد نشاط حركة حماس على أراضيها يمثل جرس إنذار قوي ، وهو الجرس الذي يعني رسالة واضحة وصريحة مفادها إن العالم يرحب بحركة حماس سياسيا ، بعيدا عن أي نشاط عسكري لها، وهو ما يجب على الجميع سواء في حركة المقاومة أو خارجها الانتباه إليه.
المهم الأن في هذا التقرير أنه يحذر من التغريدات والآراء التي يدلي بها ويكتبها الكثير من الفلسطينيين بالخارج ، بل ويعتبرها بمثابة تحريض سافر لا يمكن الوقوف أو الصمت عنه.
ومن هذا المنبر "معا" أقول دوما أن المقاومة الآن في أشد الحاجة للتوحد بدلا من التباين ، ولا يوجد أي داع لأي حديث أو خطاب يمكن أن يسبب تباينا الآن بين أي فصيل وبعضه البعض ، صحيح أن التباين موجود وظاهرة صحية ، غير أن التباين يجب ألا يتحول إلى خلاف ، خاصة وأن وضعنا في الاعتبار الهجمة الشرسة التي تعيشها بعض من الفصائل الفلسطينية في العالم.
ولا يخفي على أحد أن حركة حماس ، وهي حركة مقاومة ونضال، باتت مصنفة بريطانيا باعتبارها حركة إرهابية ، وهو ما بات واضحا من تقرير صحيفة تايمز البريطانية الذي أشار إلى ضرورة التصدي لنشاط مؤيدي الحركة ومناصريها في بريطانيا ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة.
لا زلت أتذكر حديث أستاذي ناصر اللحام الذي قال لي من قبل أنه دوما مع الاختلاف ، لأنه يثري ، ويؤدي التنوع لأنه يغني أي مجتمع ، بشرط احترام المؤسسات الدستورية بالدولة والاعتماد عليها بدلا من توجيه الانتقادات إليها.
وأيا كانت الأزمة وتداعياتها فإن التحديات التي تعيشها القضية الفلسطينية تتطلب منا دوما التكالب والاتحاد لمواجهة أي أزمة.
نصر الله فلسطين ونصر شعبها الأبي دوما