وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تحقيقات إسرائيلية سابقة في مقتل صحفيّين وسط سجل "سيء"

نشر بتاريخ: 24/05/2022 ( آخر تحديث: 24/05/2022 الساعة: 23:33 )
تحقيقات إسرائيلية سابقة في مقتل صحفيّين وسط سجل "سيء"

رام الله- معا- بعد استشهاد الصحفية الفلسطينية ومراسلة قناة "الجزيرة" القطرية شيرين أبو عاقلة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في أثناء تغطيتها لعملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، تلقي وكالة فرانس برس الضوء على تحقيقات سابقة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في حوادث مماثلة طالت صحفيين.

ويتهم الفلسطينيون وقناة "الجزيرة"، إسرائيل، بقتل أبو عاقلة (51 عاما) التي تحمل أيضا الجنسية الأميركية، "عمدا" برصاصة في الرأس في 11 أيار/مايو.

ويؤكد الفلسطينيون أن مصدر الرصاصة جنود إسرائيليون، في حين يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه لا يزال يحقّق فيما إذا كانت الرصاصة صادرة عن أحد جنوده. وقال الاثنين إنه إذا تبين أن مصدرها جندي، فالتحقيق الأولي يشير حتى الآن، إلى عدم وجود نية أو نشاط جنائي في العملية.

وطالبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتحقيق "شفاف" في ظروف استشهاد أبو عاقلة. لكن منظمات حقوقية بارزة في إسرائيل ترى أن سجل محاسبة جيش الاحتلال الإسرائيلي في قضايا سابقة شبيهة "سيء".

ويقول روي يلين من منظمة "بيتسيلم" الإسرائيلية اليسارية، "وفق تحليلنا، فإن التحقيقات هذه منظمة ولا تهدف إلى إظهار الحقيقة أو المساءلة، على العكس تهدف إلى الحؤول دون ذلك".

ووصف جيش الاحتلال الإسرائيلي تحقيقاته الداخلية بأنها "صلبة".

مراسلون بلا حدود

وفقا لمنظمة "مراسلون بلا حدود" التي تتخذ من باريس مقرا، استشهد ما لا يقل عن 30 صحفيا بنيران إسرائيلية منذ عام 2000، في حوادث منفصلة وقعت في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقتل معظمهم خلال عملهم الصحفي.

ولم تسجل المنظمة حالات مشابهة داخل إسرائيل خلال الفترة نفسها.

وتقول إن جميع الحالات كان ضحاياها من الصحفيين الفلسطينيين باستثناء أربعة صحفيين من كل من بريطانيا وإيطاليا وتركيا.

وشاركت فرانس برس قائمة "مراسلون بلا حدود" مع جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يجب على سؤال عمّا إذا كان أي جندي واجه اتهاما بعد مقتل صحفي أو صحفية.

وقال متحدث عسكري لفرانس برس إن الجيش يشرع في إجراء تحقيق "في الحالات التي يتم فيها الادعاء باستخدامه القوة المفرطة ضد أي فرد وضد الصحفيين على وجه الخصوص... ويتضمن ذلك تحقيقا جنائيا أيضا".

وأشار الجيش إلى أن "محاكمة جنائية لمسؤولين" تجري في بعض الحالات "أو تتخذ في حقهم إجراءات من مسؤوليهم".

كيف تجري التحقيقات الإسرائيلية؟

بحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي، يُفتح تحقيق أولي في الحالات التي يبدو فيها أن مدنيا قُتل بنيران جندي في الضفة الغربية المحتلة، ويحدّد هذا التحقيق ما إذا كانت هناك حاجة للتقدم أكثر وتكليف قسم التحقيق الجنائي في الشرطة العسكرية بإجراء تحقيق إضافي.

وقال الجيش إن التحقيق الأولي أشار إلى أن "لا وجود لشبهة فورية بارتكاب نشاط جنائي" في حادثة استشهاد مراسلة الجزيرة.

وقالت المدعية العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي يفعات تومر يروشالمي في بيان، "بالنظر إلى مقتل السيدة شيرين أبو عاقلة في وسط منطقة قتال نشط، لا يمكن أن تكون هناك شبهة فورية بوجود نشاط جنائي في غياب مزيد من الأدلة".

وأضافت "لن يتم اتخاذ القرار النهائي بشأن فتح تحقيق جنائي أم لا، إلا بعد توفّر وقائع أخرى من التحقيق العملياتي للجيش ... الإسرائيلي ومصادر أخرى".

وتقول شيرين الخطيب من المركز الفلسطيني للتنمية وحرية الإعلام "مدى"، إن إسرائيل ومنذ عام 2000، لم تحمّل أي جندي مسؤولية قتل صحفي.

حالات سابقة مماثلة

في السادس من نيسان/أبريل 2018، استشهد المصور الصحفي الفلسطيني ياسر مرتجى برصاص قناص إسرائيلي في أثناء تغطيته احتجاجات على طول الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة.

كان مرتجى يعمل مع مؤسسة "عين ميديا" للإنتاج والتي كانت تقدم خدمات لقناة الجزيرة.

وكان مرتجى يرتدي بزّة الصحافة بعد إصابته بالرصاص الإسرائيلي وفق ما أظهرت صور لوكالة فرانس برس.

لاحقا، اتهمت إسرائيل مرتجى بأنه عضو في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهو ما نفته عائلته وزملاؤه.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن مرتجى "خضع للفحص الأمني قبل حصوله على منحة أميركية" في مجال الإعلام.

وبحسب الجيش، خلص التحقيق الأولي حينها إلى "عدم وجود شبهة... تبرّر فتح تحقيق جنائي".

وأضاف أنه "دعا المدنيين منذ بدء أعمال الشغب العنيف إلى تجنب الاقتراب من منطقة القتال وأعمال الشغب العنيفة التي تقودها حماس".

بعد 3 أسابيع على وفاة مرتجى، أُعلن عن استشهاد الصحفي أحمد أبو حسين (25 عاما) الذي كان أصيب برصاصة من الجيش الإسرائيلي في الأمعاء خلال تغطيته احتجاجات، ونقل إلى مستشفى في رام الله ثم إلى مستشفى إسرائيلي حيث توفي.

عمل الصحفي أبو حسين مصورا لوكالة أنباء محلية، إضافة إلى عمله في إذاعة صوت الشعب التي تقول عبر موقعها الإلكتروني إن مؤسسيها هم شخصيات وطنية مستقلة، تقدمية، ومجموعة من الأكاديميين والمثقفين، وينظر إليها بأنها مقربة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وقال الجيش إنه "لم يعثر على شبهة تبرر فتح تحقيق جنائي" في القضية.

في 16 نيسان/أبريل 2008، استشهد في غزة أيضا المصوّر الفلسطيني فضل شناعة (24 عاما) في أثناء تصويره مدرعة إسرائيلية كانت على بعد 1.5 كيلومتر منه.

واستشهد مع شناعة الذي كان يعمل لصالح وكالة "رويترز" البريطانية 8 مدنيين آخرين.

وأكد تحقيق لوكالة رويترز وشهود عيان أن بزّة شناعة الزرقاء ومركبته كانتا موسومتين بوضوح بإشارات الصحافة، وأن أيا من القتلى أو الجرحى لم يكونوا مسلحين.

وبرّأ تحقيق عسكري القوات الإسرائيلية من سوء التصرف ووصف قرار إطلاق النار عليهم بأنه "منطقي".

أ ف ب