وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

آب اللهاب

نشر بتاريخ: 08/08/2022 ( آخر تحديث: 08/08/2022 الساعة: 17:43 )
آب اللهاب


الكاتب: ماجد حجاج

الصيف وقد أوغل في صيفه.. قميص البلاد مفتوح الأزرار، يطارد نسمة مقطوعة الأنفاس تقلّع شوكها بيدها في كوز صبر يلتهب في حمى " حم " البلاد التي تقشّر بلادها من الغزاة..
قيظ يوقظ عناقيد العنب من غفوة الدوالي حين تداعب نقطة عنقودها بين عنب الخليل وعنب الجليل حين تمارس "حلحول" شقاوتها مع مجد الكروم في حيرة العائد بين بوظة " ركب " في رام الله وبوظة " شفا عمرو " في الجليل..
آب.. البلاد التي تنهض في صباحك "لتفرفط" لك كوز رمّان في "الجش" وتمسح عرق حنينها في شوارع القدس القديمة، وتروي ظمأ العائد الى بلاده بعصير رمّان في القدس..
حيرة الندى يدمع حين يكوّر لك حبة تين كالتاء المربوطة ، مشقوقة الشفتين تبتسم لك بين جنين وسخنين ، وتسخر من وهم حل الدولتين حين يتصبب عرقا من الخيبات التي تداعب خيباتها في رام الله..
آب .. قيظ البلاد حين يوقظ الفصائل من أحلام يقظتها بدولة منزوعة الدولة وهي تنش الناموس عن " ثوابتها الوطنية " التي صارت على كرسي بعجلات ..
آب .. صيف البلاد الذي يضيق على نشرة جوية في تلفزيون فلسطين تتوقف درجات حرارتها بين جنين والعفولة في وهم أوسلو ..
آب اللهاب " نطة " فلسطيني من فوق سور عكا الى البحر ليشرح للغزاة الجدد خيبة نابليون وقبعته التي طارت الى تل في عكا ...
آب " حم " البلاد حين ينضج صبرها ويكوّر أكوازه من شوك وشوق لصباح يشرق ليشرح لك الفرق بين الدمع والندى .