وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عملية إعادة التوحيد الكامل للصين لا يمكن إيقافها

نشر بتاريخ: 12/08/2022 ( آخر تحديث: 12/08/2022 الساعة: 12:52 )
عملية إعادة التوحيد الكامل للصين لا يمكن إيقافها

يمثل حل قضية تايوان وتحقيق إعادة التوحيد الكامل للوطن رغبةً مشتركة لجميع أبناء الشعب الصيني، ومطلباً حتميا لإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية، ومهمةً تاريخية يلتزم به الحزب الشيوعي الصيني بعزيمته التي لا تتزعزع. ويبذل الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية والشعب الصيني جهودا حثيثة في هذا الصدد. في 10 آب الجاري، أصدر مكتب شؤون تايوان ومكتب الإعلام التابعان لمجلس الدولة الصيني كتابا أبيض تحت عنوان "مسألة تايوان وإعادة توحيد الصين في العصر الجديد"، لإعادة التأكيد على حقيقة أن تايوان جزء من الصين، ولإظهار قوة عزم وإرادة الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني على إعادة توحيد الوطن، ولاطلاع على موقف وسياسات الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية لتحقيق إعادة توحيد الوطن في العصر الجديد.

إن تايوان تنتمي إلى الصين منذ القدم، وهذا واقع تاريخي وقانوني واضح وضوح الشمس. وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758 وثيقة سياسية تلخص مبدأ الصين الواحدة، ولا تترك سلطتها القانونية مجالاً للشك، وتم الاعتراف بها في كل أنحاء العالم. ويعتبر مبدأ الصين الواحدة توافقا عاما لدى المجتمع الدولي ومن المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية. لا يوجد في العالم سوى الصين الواحدة وتايوان جزء من الصين، وهو واقع تاريخي وقانوني لا جدال فيه. ولم تكن تايوان دولة أبدًا ووضعها كجزء من الصين غير قابل للتغيير.

لا يسعى الحزب الشيوعي الصيني إلا وراء سعادة الشعب الصيني والنهضة الوطنية للأمة الصينية. وبتوجيه من الحزب الشيوعي الصيني، تم إحراز تقدم كبير في العلاقات عبر المضيق خلال العقود السبعة الماضية، خاصة منذ انتهاء القطيعة بين الجانبين. وقد ارتفع حجم التجارة عبر المضيق من 46 مليون دولار أمريكي لعام 1978 إلى 328.34 مليار دولار أمريكي لعام 2021، ما سجل زيادة بأكثر من 7000 ضعف. وظل البر الرئيسي أكبر سوق تصدير لتايوان على مدار الـ21 عاما الماضية، ما ولد فائضا تجاريا سنويا كبيرا لتايوان. وظل البر الرئيسي أكبر وجهة للاستثمار التايواني خارج الجزيرة، واستثمرت الشركات التايوانية في 123781 مشروعا في البر الرئيسي، بقيمة إجمالية قدرها 71.34 مليار دولار أمريكي بحلول نهاية عام 2021. وفي عام 1987، كان هناك أقل من 50 ألف تبادل للأفراد عبر المضيق، وارتفع هذا الرقم إلى حوالي 9 ملايين في عام 2019. وخلال السنوات الثلاث الماضية في ظل جائحة كورونا، أصبح الاتصال عبر الإنترنت الشكل الرئيسي للتواصل والتفاعل بين المواطنين عبر المضيق، ووصل عدد المشاركين إلى مستويات عالية جديدة.

لا يمكن توقف عملية إعادة توحيد الصين. وفي الآونة الراهنة، يواجه الوضع في مضيق تايوان جولة جديدة من التوتر والتحديات الخطيرة، ويرجع السبب الأساسي لذلك إلى استمرار سلطات تايوان والجانب الأمريكي في تغيير الوضع القائم، تتشبث سلطات تايوان بنهج "تحقيق استقلال تايوان بالاعتماد على الولايات المتحدة"، وترفض الاعتراف بـ"توافق عام 1992" وتمارس "إزالة الطابع الصيني"، وتدفع بـ"استقلال تايوان بالتدرج". أما الجانب الأمريكي فيحاول "احتواء الصين باستغلال تايوان"، ويقوم بتحريف وتشويه وتفريغ مبدأ الصين الواحدة باستمرار، ويعزز التواصل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان، ويؤازر ويدعم الأنشطة الانفصالية لـ"استقلال تايوان"، وإن هذه التصرفات خطيرة للغاية شأنها شأن اللعب بالنار، ومن يلعب بالنار سيحرق نفسه حتما.

أعلنت أكثر من 170 دولة والعديد من المنظمات الدولية دعمها للصواب في الآونة الأخيرة، وجددت تأكيد التزامها بمبدأ الصين الواحدة، وأعربت عن دعمها للصين في الدفاع عن سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها. وصرح كل من رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة بأن الأمم المتحدة ستستمر في الالتزام بقرار الجمعية العامة للمنظمة رقم 2758، الذي يتمثل محوره في مبدأ الصين الواحدة. وأكدت الرئاسة الفلسطينية، وقوف دولة فلسطين، إلى جانب جمهورية الصين الشعبية الصديقة ودعمها لسيادة الصين ووحدة أراضيها واحترامها الكامل لسياسة الصين الواحدة، وإن هذا الموقف ثابت لدى دولة فلسطين. وأكثر من 80٪ من سكان العالم وما يقرب من 90٪ من الدول يقفون إلى جانب الصين، يقفون إلى الجانب الصحيح من التاريخ وإلى جانب العدالة والإنصاف.

إعادة التوحيد السلمى عبر المضيق في ظل مبدأ "دولة واحدة ونظامان" لن تعود بالفائدة على الأمة الصينية فحسب، بل ستعود بالنفع على جميع الشعوب والمجتمع الدولى كله. ولن تضر إعادة توحيد الصين بالمصالح المشروعة لأي دولة أخرى، بما في ذلك أي مصالح اقتصادية قد تكون لها في تايوان، بل على العكس، ستوفر المزيد من فرص التنمية لكافة الدول، والمزيد من الطاقة الإيجابية للازدهار والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وبقية العالم، وستساهم بشكل أكبر في إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وتعزيز السلام والتنمية العالميين ودفع التقدم البشري.

*مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين