وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الصين تدعو لإقامة إطار أمني جديد في الشرق الأوسط

نشر بتاريخ: 22/09/2022 ( آخر تحديث: 22/09/2022 الساعة: 01:04 )
الصين تدعو لإقامة إطار أمني جديد في الشرق الأوسط

بكين -معا - قال مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إن جمهورية الصين الشعبية حريصة على تعزيز التنسيق والتواصل مع جميع الدول في الشرق الأوسط والمجتمع الدولي للعمل سويا على تقديم المقترحات والتوصيات حول تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ودفع إقامة إطار أمني جديد فيها. بحسب وكالة الانباء الاردنية.
جاء ذلك، خلال كلمة لوزير الخارجية الصيني الأربعاء، في بكين، عبر تقنية الاتصال المرئي في الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية لمنتدى أمن الشرق الأوسط بعنوان "بناء إطار جديد للأمن في الشرق الأوسط وتحقيق الأمن المشترك في المنطقة" والتي شارك فيها رئيس الوزراء الأردني الأسبق الدكتور عدنان بدران ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق رامي الحمدالله بحضور شخصيات ومراكز بحثية من الصين وعدد من دول المنطقة.
وأشار وانغ يي، في المنتدى بدورته الثانية والتي نظمها معهد الصين للدراسات الدولية التابع لوزارة الخارجية الصينية، إلى أن الدعوة لإقامة إطار أمني جديد في الشرق الأوسط، تأتي في سياق ما طرحه الرئيس الصيني شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية للدورة الثامنة من منتدى التعاون الصيني العربي 2018 من إقامة إطار أمني مشترك ومتكامل وتعاوني مستدام في الشرق الأوسط، في سبيل تجاوز المأزق الأمني في المنطقة، كما تأتي أيضا، في سياق تنفيذ مبادرة الأمن العالمي التي طرحها الرئيس شي جين بينغ في شهر نيسان الماضي.
وطرح وانغ يي، خلال كلمته عددا من الملاحظات في إطار الدعوة لإقامة إطار أمني جديد في الشرق الأوسط، وهي: ينبغي الالتزام بالمفهوم الجديد للأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام خلال إقامة إطار أمني جديد في الشرق الأوسط، داعيا إلى التمسك بمفهوم الأمن المشترك والاهتمام بالهموم الأمنية المعقولة لكافة الدول بدلا من السعي وراء الأمن المطلق الأحادي الجانب.
والملاحظة الثانية، وفقا لوزير الخارجية الصيني، أنه ينبغي التأكيد على المكانة القيادية لدول الشرق الأوسط خلال إقامة مثل هذا الإطار الأمني الجديد؛ فلا يوجد ما يُسمّى "فراغ السلطة" في المنطقة، بل يكون أبناء شعوب الشرق الأوسط سادة لمصير المنطقة ومستقبلها، مؤكدا أن الصين تدعم مساعي دول الشرق الأوسط لإقامة إطار أمني يتناسب مع الظروق الواقعية للمنطقة ويراعي مصالح جميع الأطراف وبشكل مستقل.
والملاحظة الثالثة، تتمثل في الالتزام بالمقاصد والمبادىء لميثاق الأمم المتحدة خلال إقامة إطار أمني جديد في الشرق الأوسط، حيث يجب تنفيذ كافة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بشأن حل القضايا الساخنة في المنطقة، خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
أمّا الملاحظة الرابعة، وفقا للوزير وانغ يي، فتتمثل بضرورة تعزيز الحوار الأمني الإقليمي خلال إقامة هذا الإطار الأمني الجديد، حيث تدعو الصين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف مفاوضات السلام على أساس "حل الدوليتن" في أسرع وقت ممكن، وتناشد بعقد مؤتمر سلام دولي على نطاق واسع وبمصداقية أكثر تأثيرا؛ بغية الدفع بعملية حل القضية الفلسطينية بخطوات ملموسة.
وأكّد الوزير الصيني، دعم بلاده لتعزيز الحوار بين دول منطقة الخليج العربي بهدف تخفيف النزاعات، والدعوة إلى إنشاء منصة للحوار الأمني في الخليج، في سبيل بناء الثقة المتبادلة عبر الحوار للوصول إلى الأمن المشترك.
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الأردني الأسبق، الدكتور عدنان بدران، في كلمة له، إن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي والمسألة الإيرانية والأزمات في المنطقة والتغير المُناخي، والبطالة بين الشباب، وتداعيات ما يُسمى بالربيع العربي الذي وصفه "بالخريف العربي" والفوضى التي خلّفها وغيرها من القضايا، تمثل تهديدات حقيقة لأمن واستقرار الشرق الأوسط، داعيا إلى تبني نهج الدبلوماسية الحوار لحل مشاكل المنطقة.
ودعا بدران إلى دور صيني أكبر في المنطقة من خلال دعوتها لمفهوم السلام التنموي والذي عبرت عنه في مبادراتها التي طرحتها على الصعيد العالمي، كمبادرة الحزام والطريق ورؤيتها لنزاعات الشرق الأوسط التي عبرت عنها في ورقة الصين بشأن سياستها تجاه الدول العربية والتي طرحها الرئيس الصيني العام 2016 خلال زيارته لجامعة الدول العربية.
بدوره، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني السابق رامي الحمد الله، الصين إلى استخدام الإجراءات الدبلوماسية والقانونية الدولية للدفع باتجاه إطاعة إسرائيل للقانون الدولي وإيقاف بناء المستوطنات، وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والسير في حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
يُذكر أن معهد الصين للدراسات الدولية التابع لوزارة الخارجية الصينية، كان نظّم الدورة الأولى لمنتدى أمن الشرق الأوسط في 2019 في العاصمة الصينية بكين، وقد شارك في المنتدى آنذاك عدد من الشخصيات السياسية العربية .
وحضر حفل الافتتاح صحفيون وصحفيات عرب يشاركون حاليا في الدورة التدريبية التي تنظمها الجمعية الصينية للدبلوماسية العامة بالتعاون مع المركز الصيني الدولي للتواصل الإعلامي.