وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كميل: تطبيق "عمود السحاب" سردية توراتية لسياحة المستوطنين بالضفة

نشر بتاريخ: 22/09/2022 ( آخر تحديث: 22/09/2022 الساعة: 11:15 )
كميل: تطبيق "عمود السحاب" سردية توراتية لسياحة المستوطنين بالضفة

سلفيت- معا- قال محافظ سلفيت اللواء د.عبد الله كميل ان جغرافيا الضفة الغربية ومواقعها التاريخية يتم استخدامها في تطبيق الخرائط المسمى "عامود عنان"، وهو أحد أهم التطبيقات المستخدمة من قبل المستوطنين في الضفة الغربية والذي يجير التكنولوجيا في إعادة صياغة كتابة تاريخ المكان وفق سردية صهيونية توراتية.

وأضاف: وانشئ التطبيق عام 2004، وتم عرضه للاستخدام العام في 2007، ومنذ العام 2014، يتوفر التطبيق على أجهزة اندرويد وفي آذار 2022، تم تحديث الخرائط من خلال إضافة طبقة ثلاثية الأبعاد تتيح للمستوطنين المستخدمين للتطبيق الاطلاع على التنوع الجغرافي لتضاريس الضفة الغربية وتزويدهم بالروايات التوارتية المتعلقة بالمواقع التاريخية ، ويعد هذا التطبيق من أكثر التطبيقات استخداما، من قبل سائقي الدراجات الهوائية والنارية، وطلاب الاثار والسياحة والبيئة، ومجموعات المسارات والسيروالمخيمات الشبابية التابعة للشبيبة الاستيطانية.
واضاف المحافظ ان "التطبيق" يسعى الى تزوير الحقائق من خلال صبغ العديد من المواقع التاريخية بروايات توراتية ويعزز فكرة ما يسمى باسرائيل الكبرى لانه يتعامل مع المنطقة من البحر الى النهر كوحدة واحدة ويظهر ذلك من خلال ما قاله المستوطن يوآف روفا اثناء تسويقه للتطبيق كونه من عمل على تطويره، ان التطبيق سيوجد علاقة بين الشباب الذين يتجولون في أرض إسرائيل والجغرافيا نفسها، "فعادة لا يدرك المتجولون الصهيونيون أين هم في أرض إسرائيل، وما هي المواقع التي تمتد على طول المسار الذي يسلكونه". في المقابل، يوفر التطبيق ليس مجرد خرائط صماء، وإنما يتيح شرحاً توراتياً لكل المسار بحيث يدرك المتجول موقعه من كامل الرواية التوراتية التي لطالما نظرت إلى أرض إسرائيل كمكان عجّ في السابق بالأحداث العبرية، والمعارك، والاستيطان اليهودي، ومحاولات لبناء البلدات ومن ثم اعتداءات من الأغيار لتخريبها، وعيون المياه التي خدمت العبريين القدماء وغيرها.
وبين كميل ان التطبيق يتيح للمتصفحين المستوطنين الاطلاع على خرائط البلدات والقرى الفلسطينية والمواقع المهمة فيها من محطات بنزين ومساجد ومدارس وويظهر مخططات وخرائط المستوطنات المقامة على اراضي الضفة الغربية ويعرض صور جوية توضح الجغرافيا وشبكات الطرق ويقدم خارطه تاريخية تعود لعام 1880 لفلسطين التاريخية وهي ما يعرف بصندوق اسكتشاف فلسطين، ويقدم التطبيق، أيضا، خرائط للشراء، ومفتاح خرائط يشير إلى تنوع المسارات التي يمكن اكتشافها وسلوكها في الضفة الغربية، ويفتح المجال للمستوطنين بالتفاعل من خلال اضافة الصور والمعلومات عن المواقع التي يقومون بزيارتها والتي تظهر كدوائر زرقاء ، وهذا يظهر من خلال تجارب وصور المستوطنين اثناء زياتهم لبرك حارس في محافظة سلفيت اضافة الى محاولات التزوير للتاريخ من خلال نافذه فيها معلومات موثقة من مراجع اسرائيلية وصور تسعى لصبغ المواقع التاريخية من خلال اظهارها وكان لها اصول توراتية تشمل الخرب والمطلات وعيون الماء والاحراش والقلاع والشوارع والنباتات الكنعانية، بهدف ربط المستوطنين بالجغرافيا، ويظهر البعد التوراتي في تسمية التطبيق بالعبرية "عامود عنان" والتي تعني عمود السحاب، والتي تعود الى فترة ضياع اليهود في صحراء سيناء، حيث أرسل لهم الله، خلال ساعات النهار، عموداً من السحاب يمتد من الأرض وحتى السماء ليسير معهم ويرشدهم إلى طريقهم.
واشار كميل ان الخطير فيما يظهره التطبيق هو تعامله مع كل فلسطين كفضاء مفتوح للسياحة للمستوطنين كحيز واحد لا يتجزأ، وهو انعكاس للرواية التوراتية القديمة حيث تم تجاهل الخط الاخضر على الخرائط، ويسعى التطبيق وان كان بشكل غير مباشر الى التلميح الى خطر السكان الفلسطينيين من خلال الاشارات والتحذيرات الموجودة التي تشيرالى مناطق مواجهات او مناطق عربية يمنع دخولها كما يظهر على مدخل سلفيت الشمالي ، وعلى الرغم من عدم قدرة الإسرائيليين على الذهاب إلى هذه المنطقة حاليا، فإن الأمر لا يجب أن يعني، من وجهة نظر رواد التطبيق، أن تبقى هذه المناطق خارج الرواية التوراتية التي يتم استدعاؤها لفهم المكان، لذلك نجد علامات دلالية داخل التجمعات الفلسطينية لكي لا تبدو في حال كانت خالية من الإشارات، كمناطق بيضاء، كأنها خارج الرواية التوراتية ولا توجد فيها قصص وحكايات عبرية قديمة،لكن التطبيق لا يفعل ذلك، وإنما يقدم كل أراضي الضفة الغربية باعتبارها مساحات ذات إرث عبري مكثف، وإن كانت بعض المناطق "لا ينصح بدخولها حاليا".
واكد المحافظ ان هذا التطبيق كوسيلة هو انعكاس واضح للعقلية الاسرائيلية المتطرفة التي لا تعترف بالفلسطينين ولا بحل الدولتين وهي عقليه عنصرية احتلاليه احلالية استعمارية تسعى لتسمين الاستيطان على حساب الاراضي الفلسطينية ورفده بطبقة أيديولوجية تعيد تشكيل ذاكرة المكان وتصيغها لتتناسب مع المستوطن الجديد متنكرة لوجود سكان اصليين على هذه الارض، فالمتتبع لتعليقات المستوطنين على التطبيق تظهر الانتقال من تقديم الاستيطان كذريعه "امنية " حسب الرواية الاسرائيلية بعد احتلال عام 1967 الى استيطان ديني توراتي .