وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المرابطات في فلسطين انبل ظاهرة عرفها التاريخ

نشر بتاريخ: 06/10/2022 ( آخر تحديث: 06/10/2022 الساعة: 10:43 )
المرابطات في فلسطين انبل ظاهرة عرفها التاريخ


عندما كنت طالبا في برنامج الدكتوراة في الجامعة العبرية في القدس في قسم دراسات الشرق الاوسط سألني " البرفوسور ماير ختينا " ما هو الموضوع الذي ترغب ان تكتب فيه " اطروحة الدكتوراة " فاجابته على الفور " المرابطات في فلسطين ودور الحركة النسوية في النضال الفلسطيني" وكان سؤاله التالي: ولماذا اخترت موضوع المرابطات في فلسطين؟ وربما هذا السؤال يقودنا الى مجموعة من الاسئلة التي تقدم اجابة واضحة وقوية حول مبررات اختيار موضوع المرابطات في فلسطين اطروحة للدكتوراة ، وكان السؤال الثاني متى بدأن المرابطات في النضال الفلسطيني؟ وما هي صفات المرابطات ممن يشاركن في النضال الفلسطيني؟ وما هي نظرة المجتمع الفلسطيني الى نضال المرأة الفلسطينية؟

ربما كانت المفاجأة عندما قادت مجموعة من النساء الفلسطينيات موكبا من السيارات واغلقن الطريق المؤدي الى مقر المندوب السامي البريطاني في عام 1920 في بدايات القرن الماضي وقدمت احدى النساء الفلسطينيات بيانا الى المندوب السامي وقالت : " نحن المرابطات نرفض وبشدة وعد بلفور المشؤوم ونرفض الهجرة اليهودية الى فلسطين "

ان استخدام مصطلح المرابطات كان يعني الانتماء لفلسطين و النضال الوطني من اجل فلسطين في بدايات القرن الماضي وبعد ذلك تطور مصطلح المرابطات ليحمل الهوية الدينية و الوطنية في النضال الوطني الفلسطيني وكانت الشهيدة دلال المغربي نموذجا على دور المرأة الفلسطينية في النضال الوطني وكذلك المناضلة ليلى خالد واسيرات فلسطينيات قدمن زهرة حياتهن في السجون الاسرائيلية وهناك من امهات الشهداء ممن شجعن ابنائهن على النضال الوطني و الالتحاق بصفوف الحركة الوطنية و الاسلامية في فلسطين ضد الاحتلال الاسرائيلي.

ومن خلال مجموعة من المقابلات على مدى اربع سنوات تعرفت على عدد كبير من نماذج النضال للامهات و الاخوات الفلسطينيات في القدس ورام الله والخليل ونابلس وغزة وفي كل ارجاء فلسطين كانت المراة الفلسطينية المرابطة تؤمن بالنضال الوطني الفلسطيني وكانت اهم ما تميزن من صفات لدى المرابطات في فلسطين ، عفيفات ، مفكرات، متعلمات ، مثقفات ، مؤمنات بالله وبالقدس و بالوطن و المسجد الاقصى المبارك وكن يتميزن بروح الانتماء الى فلسطين .

ربما كتبت اطروحة الدكتوراة عن المرابطات في فلسطين باللغة الانجليزية لتصل رسالتي للعالم الاوروبي و الامريكي ان المرأة الفلسطينية هي انبل ظاهرة عرفها التاريخ الانساني في النضال الوطني الفلسطيني وصدر كتابي الذي يحمل صور ونماذج رائعة للمرابطات في فلسطين ولكني اشعر ان كتابي يحتاج في الطبعة الثانية اضافة كلمات وزغاريد " ام الشهيد ابراهيم النابلسي " التي كانت تمثل اضافة رائعة الى مشاعر واحاسيس الام الفلسطينية الثكلى بابنها ولكنها في نفس الوقت كانت تهتف وتقول" ابراهيم فداء الوطن وكل الشباب هم ابراهيم "

واليوم عندما نكتب لاولادنا في كتاب اللغة العربية في المرحلة الابتدائية صورة ادبية رائعة للشهيدة دلال المغربي تقوم الدنيا ولا تقعد على اعتبار ان هذه " الصورة الادبية " تمثل تحريض على الاحتلال .. اين كنا وكيف اصبحنا؟

واخيرا اود ان اقدم الى قيادات الشعب الفلسطيني صورة مقابلة من الادب العبري " في كل عام في ذكرى الهولوكوست عندما تعرض اليهود الى الابادة و المحرقة على يد النازية " يقدمون صورة رائعة عن فتاة مناضلة يهودية " ايتي هيلسوم ( 1914-1943 ) كانت في سجون النازية ماذا قالت وهي تواجه الموت وقتلت عام 1943 على يد النازية في معسكر اوشفيز " قالت جملتها المشهورة" انا على استعداد للشهادة وهي تعرف طريقها للموت وكانت مصدر الهام للايمان بالانسانية و الخير و المحبة ومصدر الهام للشجاعة و الايمان بالله "