وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

" إحمونا "

نشر بتاريخ: 07/01/2023 ( آخر تحديث: 07/01/2023 الساعة: 12:50 )
" إحمونا "

قبل وصول اليمين المتطرف الى الحكم في تل ابيب . ألقى الرئيس الفلسطيني خطابه في الأمم المتحدة بنيويورك في شهر أيلول الماضي . كرر من خلاله السردية المظلومية الفلسطينية ( التغريبة الفلسطينية ) . واشتهرت عبارته ( إحمونا ) بشكل كبير وسط الشباب. حتى صارت ترند على وسائل التواصل الاجتماعي . تارة " ترند" بكائي ،وتارة " ترند" ساخر وللتندر . ولكن الحقيقة ان خطاب السلطة الفلسطينية يمكن تلخيصه بكلمة واحدة فقط وهي ( احمونا ) .

"إحمونا " .. انقذونا .. إلحقونا .. ساعدونا .. دبّرونا .. أغيثونا .. اردفونا .. أجيبونا .. ولا تتركونا .

ومقابل هذا الخطاب هناك خطاب ثوري شعبي يمكن تلخيصه بصورة كتيبة جنين أو عرين الأسود او بلاطة او باقي المدن . وهو خطاب تحدي يقود الى الاشتباك المسلح مع الاحتلال ويلاقيه على أبواب المدن وفي كل شارع ( طالعلك يا عدوي طالع ) .

وفي الحقيقة انا لا أرى أي خلل في الشعارين مجتمعين معا . فمن ناحية نحن شعب مظلوم منكوب ومكلوم ونطلب الحماية الدولية والعربية من هذا الاحتلال الدموي . ومن جانب اّخر ان الشعب الفلسطيني الجبار يقاوم حتى النهاية ولن يموت بصمت .

ويتفق الجميع الان . أننا دخلنا مرحلة جديدة من عمر النضال الوطني ضد العنصرية وضد الاحتلال . فلا نحن في مرحلة ( ثورة كاملة ) ولا نحن في مرحلة ( دولة قائمة ) . بل نحن في مرحلة الاشتباك الكامل الشامل والاجباري ، فكريا وثقافيا وشعبيا واقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا وفنيا واداريا واعلاميا وكفاحيا . ضد اسوأ جهاز فصل عنصري على وجه الأرض .ضد نوع رديء من العنصرية يحمل غلاف الصراع الديني والصراع العرقي في نفس الوقت .

صراع بين طائفة أقلية وهي مريضة سيكولوجيا أصيبت بالخبل والمس في عقلها، فيعتقد عناصرها واهمين ان الله لهم لوحدهم ، وانهم متفوقون على باقي البشر . مع ان الحقيقة معاكسة تماما فهم يثبتون كل يوم أنهم أردأ أنواع البشر ويحصلون على غضب الله تلقائيا دون منافس لما ارتكبوا من جرائم حقيرة ضد الإنسانية في كل يوم وفي كل مكان .


أبو مازن لا يقود الانتفاضة الراهنة ، ولكنه هو رئيس السلطة . وكذلك

التنظيمات من اليسار ومن اليمين لا تقود الانتفاضة بل تلحق بالغضب الشعبي وتمنح الكتائب الشرعية الشعبية والحماية التنظيمية .

لغاية الان لم تتبلور الصورة بشكل واضح . ولكن من المؤكد ان امامنا أيام صعبة وشهور قاسية وسنوات دامية .

وقد أثبتت التجارب الفردية والجماعية والسياسية وحتى الاقتصادية ان البقاء للأصلح ، وليس البقاء للأقوى . حتى في داخل التنظيم الواحد .