وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"حلّاق" على كرسي متحرك بغزة

نشر بتاريخ: 29/03/2023 ( آخر تحديث: 30/03/2023 الساعة: 11:01 )
"حلّاق" على كرسي متحرك بغزة



غزة- معا- داخل محله الصغير يجلس معاوية الوحيدي (43 عاما) على كرسي متحرك في حي الصبرة وهو يقص شعر بعض زبائنه.
معاوية الذي أصبح قعيد كرسي متحرك بعد إصابته في العدوان الإسرائيلي عام 2021.
ويقول لـ معا "أمتلك هذا الصالون منذ 25 سنة، صاحب مهنة حلاقة منذ عام 1995، تخرجت من الثانوي والتحقت بدورة تدريبية للحلاقة ومنذ ذلك الوقت وأنا اعمل بمهنة الحلاقة."
ويضيف "الفاصل الأساسي في حياتي هو إصابتي بتاريخ 12/5/2021 خلال عدوان 2021، يوم وقفة عيد الفطر، فكان يوم حافل بالعمل عند الحلاقين، و كنت داخل المحل حين تم استهداف سيارة على باب المحل، فاستشهد خمسة أشخاص وأنا أصبت بصدري، وأصيب جاري الخياط، اخذته أسعفه، لكن بعد 30 مترا وقع مني، قلت له انطق الشهادتين يا أبو محمد"، وفي هذه الاثناء سقط صاروخ ثان بعد الاستهداف الأول في حضني".
ويتابع، نتيجة لهذه الإصابة بترت قدمي اليمين، وعانيت من تهتك في عظام القدم اليسرى، وأصبحت لا امتلك اي عضلات، وحتى الآن مستمر بمرحلة العلاج.
ويواصل حديثه حول ما خلفته إصابته قائلا :"فقدت السمع بنسبة 80% في اذني اليسار، بينما في أذني اليمين فقدت السمع 100%، إضافة الى إصابة اخرى في ظهري."
وبقي الوحيدي في المشفى بعد إصابته 48 يوميا، خضع خلالها لعمليات كثيرة، حيث كان لديه تسمم بالدم بنسبة 80%، وأيضا فقر دم وصلت نسبته 6، وفق قوله.
ومر الوحيدي بمرحلة علاج عصيبة جدا، حيث كان ممنوع من الزيارة لمدة 48 يوما، لم يرَ فيها عائلته إلا بعد 35 يوما، حسب وصفه.
ويصف الوحيدي ما حصل معه بأنه بمثابة صدمة، "كنت أمشي طبيعي فجأة فقدت قدمي، ومررت بحالة نفسية صعبة أثرت على حياتي وحياة أسرتي."
وحصلت مع الوحيدي مشاكل عائلية كبيرة لدرجة أن زوجته وأبناءه يخشون التحدث معه ويخافون أيضا أن يدخلوا غرفته، يقول الوحيدي:" قبل شهرين قررت أن اعود لمهنتي وافتتح الصالون الخاص بي لأعود لحياتي وأخفف من الضغط النفسي الموجود لدي."
وبنبرة يملؤها الحزن، يقول الوحيدي :"أنا كجريح مش مجبور أشتغل، راجع على شغلي وبدمر بصحتي بزيادة وعندي عجز بسمعي وبأقدامي، ما رجعت للمهنة إلا من قلة الدخل ومن قلة الاهتمام من الجهات المسؤولة، و من الوضع الاقتصادي الصعب في غزة."
ويناشد الوحيدي الرئيس محمود عباس والمسؤولين كافة النظر إلى حالته، وتأمين راتب شهري له ليستطيع من خلاله توفير حياة كريمة لأبنائه.

"حلّاق" على كرسي متحرك بغزة
"حلّاق" على كرسي متحرك بغزة
"حلّاق" على كرسي متحرك بغزة