وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كن بريئا..

نشر بتاريخ: 02/05/2023 ( آخر تحديث: 02/05/2023 الساعة: 09:50 )
كن بريئا..

الكاتب: نافذ الرفاعي

قالت: أريدك بريئا

لم تمسسك الغواية

ولم تلمسك يدا حسناء

وما بادلتها النظرات

أريدك كما ابن طفيل

قادما من جزيرة عذراء

لم تغامر ولم تقامر

ولم تحتس نبيذا

لا أبيض أو أحمر

ولن يجزاك عينا حسناء سواي

ولا نبيذ شفاه عناب إلاي

أريدك بريئا

قال محال

شزرت

ردد :كيف أستعيد طفولتي

وأعيد إنشاء لغتي القديمة

وعباراتي القديمة

ونزواتي القديمة

وكيف انتشي بأحلامي في الحب والانتفاض

وامحو من خيالي حسناء عفراء او خنساء

فردت شعرها

واعتلت مسرح الجامعة

وامتطت عواطفي ومنبري

تنشد لي أشعارا من قاع الجحيم

توقد بركانا وتخمد ثورة

قادمة من زنزانة المسكوبية هيفاء

تحمل رسالة لي

لتهز المسرح ومقاعده الفارغه

وانا الجمهور الوحيد التائه

بين حسنها وصوتها ونغمات شعرها

وأطوي عذوبة المشهد العالق

ويدها تضرب بقوة الإصرار على المنصة

وأعود بريئا إليك بعدما ملأني غبار الحب

الى غير ارتواء

أعجز عن نسيان ارتجافة شفتي

واهتزاز يدي

وكيف شدتني كانما توقظ في

كل الصراخ وتحجب الهواء

تستبدل الحروف ما بين الحب والحرب

كلمات و صور مجرد هباء

قال لها : انا صوفي لا اقرب الخمر ولا القهوة

ضحكت وما يفيدني

وغليلي بلا شفاء

يكبت غيرتي

الا أنني أعدك ساطارد كل ماضيك

أنا الفيحاء

قال لها : جئت متاخرة كثيرا

بعدما رسمت لوحاتي على وجه الزمن

ورميتها مع ريح الشمال بلا رجاء

وبطعم الحب والأحلام

آه لو أبكرت لحظة واحدة

حقبة واحدة

أيام عصري المتيقن

قبل أن يرسم العمر ملامحه

وأعبر تلك السنوات

بعدها تدهمينني

كيف لو أشعلت شموعي الاولى

واشتممت ورودي المورقة فرحا

وتراقصت وظلك المجنون

كيف لو دهمتني وانا في سر نزقي

وتوقي لعطرك الموسوم على جيدك

كنت لحظتها أتذوق اثمي المغامر

وتوبتي المؤجلة

وعذري النقي

وتواتر العواطف

وتكاثر الشوق والتوق

ورقصة الدبكة المحمومة

وسمعت صوت انتظام الرقص على الناي

وضربات الأقدام لتهتز الأرض والأركان

وتريدينني الآن

بلا ماض ولا ذكريات

قالت: لا بل أريد كل ماضيك

ولكن بلا حب بلا نزوات بلا نساء

قلت : كيف لي !

وقلبي ضعيف لا يحتمل

وطيف حسنك تمثل لي في عشرات النساء

قبل أن تأتي أنت يا صغيرة

احتجيت واعترضت : بل قل ناضجة

وتنهدت

وموجة عطرها ودلالها وغيرتها

أسكنتني الصمت

وهززت رأسي لأتيقن أنها ليست طيفا

سحبتني قائلة:هيا بنا الى أرض القمر

أريد أن أنزلك عن جبل التجربة

لم يبق أمامي سوى النهر

ننغمس في المغطس

قلت لها وهل يغسل هذا الماء المالح

ذنبي فيك

أم يوقظ فيا ما يموت في الرهبان

صرخت ويحك ضمني

كي تعلم أنني أنا الإغواء

والإسراء وأيامك القادمة.