وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المغرب.. من سيف طارق بن زياد إلى أسود الأطلس

نشر بتاريخ: 02/05/2023 ( آخر تحديث: 02/05/2023 الساعة: 14:39 )
المغرب.. من سيف طارق بن زياد إلى أسود الأطلس

الكاتب: رجاء بن موسى- تونس

قد أغدقت عليك جنان الحمراء زهورها فتدفقت على بلاط الأطلس قفطانا

ورفرف لك لواء العلويين نجمة برق من خزائن عشتار وخاتم سليمان

قوافل الحضارات قد رقصت على ساحة الفناء قطرات فسيفساء من نفحات الأمازيغيّ والعربيّ والبدويّ و والزّنجيّ والنّصرانيّ والمسلم و اليهوديّ

فامتزجت زبدا على أمواج المتوسّط

مجرًاتك الإهليجيّة فخرا لليونسكو

من مراكش و فاس والرباط وصومعة حسّان

و حفاظاعلى الهويّة و تميّزا بين الحضارات و الثقافات

قد سجدت الحمامة الزرقاء ألوانا ذكرى لشاون عندما أطاعت سيف الله فالبحر أمامها والعدو خلفها

و فضح البهاءحسنها لما التحفت الجبال و البلاط و الجدران بالسماء تهليلا و اشتياقا

فظفرنا بأزقّة الزهراء نجوما من لآلئ البحار وعشقا للمالوف و الموشّح

قد سبق ابن خلدون منابر الحجابة

و سجّل ان تاريخك في ظاهره حسن و في باطنه تداول بين الأمم

وعلى خطى الموحّدين تتهادى السلطانة مريم و قد أضناها الوشاح كبرياء على هودج مراكش الحمراء

لتنتشر أنفاس الجنوب بين قبايل الطوايف حولها من أطراف القاطن طاعة

وقد تمايل على جبينها التّاج الرباطيّ حكمة وقداسة للوطن

ومن بعيد عبر نفقات السّنين يلوح قفطان اسملال طاعة للملوك وقد ابتسم ربيعا بين دلال القرنفل و كبرياء النرجس وموج الجبال

و بقيت أبحث عن أسير بين هياكل المتاحف فهو تطوانيّ نام عنه الدهر

و أخذه أسيرا بين مشاهير العالم ليزهو على خطوات حسناوت افسان لوران و غوتيه و ويتبختر زيّا على ركح سمفونيات بيتهوفن و موزارت

و تغزو نفحات االطّيور جنان ماجوريل رنّاتها لذة لحنين الأجداد

و قعقعة غيرة تشهرها فاطمة القهريّة إيمانا بالشّهادتين

فهي نازحة من القيروان الى قمة صومعة القراويين

وبين هبوب العواصف والفتن توقض الزهرة الوطّاسية نسمات عشق لعشيرتها

و من عنبر الورد والحكمة تبنى مدينة مراكش على ضفائر زينب النفزاويّة

ليخلّد روح المجتمع للّا مريم أميرة المؤمنين

و مشعل الأولمبي من أنفاس المتوّكل منارة لكلّ نوال عربيٌة

و ملوك قد لبسوا الدهر تطلّعا للعلياء واستشرافا للمجد وهذا ما رواه الملك السادس عن أبيه وصيّة الأجداد في الحفاظ على الوطن

* أن تحكموا سروج الزمان فنونا و علما و صولجانا*

و في ساحة الفنا سوار لحكايات الحلايڨيّة

قد وقف لها كلّ سائح ممتطيا

حلم ابن بطوطة بين السند والهند

وبين شباك العالم تهتزّ الجماهير كبرياء للجوهرة السوداء

و اشتياق الحمامة البيضاء و الأفق طلق و مرأى الأرض قد راق لموسم الألفة والألّاف

جداول الحمراء تنبثق من شذاها رقصات البنفسج بين القراقب والكمبري في رحلة روحية على أنغام الكناوة فيتمايل لها حنين الغرب للشرق

بين الدنيويّ والمقدّس و خرافات البخور وانتصار الأساطير لغزوات بني هلال

وعلى قمم الأطلس تتفاخر الجبال لموكب عشتار على الأكتاف من وقع دلال الورد و قد انتخبته نسائم شمس محلة فوق الطيفور

و مولاي السلطان قد امتطى العماريّة ينثر من ظلّها الذّّهب والمرجان رقراقا

و يجرّ صناديق الرّاح مبتسما من الطيافر هديّة من مغارة علاء الدّين لبنا وسكرا وتمرا

و دارك وشاح سلام قد غطّت شباك العالم ورقصت لها أسود الأطلس تحت أقدام الأمهات افتخارا فوق منابر الأقطار

فكان درسا للقيم أمام الأمم