وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لماذا أغلقوا قناة الميادين ؟!

نشر بتاريخ: 19/11/2023 ( آخر تحديث: 19/11/2023 الساعة: 12:49 )
لماذا أغلقوا قناة الميادين ؟!

بلى أدنى شك فإن المتابع لقناة الميادين يجدها منحازة للحق الفلسطيني ويجدها تقوم بهذا الدور الوطني الهام باحترافية عالية وأداء إبداعي مميّز، توظّف كل قدراتها وكفاءاتها العالية وعلى مدار الساعة بحالة منسجمة تماما مع ما يريد ويأمل الاعلام المقاوم.

وكذلك يجدها الفلسطينيّون والمستضعفون في كل أرجاء المعمورة تصطف في ذات الخندق وذات القواعد المشتبكة مع الاعلام المحتلّ وكل إعلام فاجر يدور في فلك هذا المحتلّ، هم يملكون ماكينة إعلامية ضخمة وتتبنّى مقولاتهم منصّات إعلامية عالمية تتلقّف خطابهم، تتبنّاه على عواهنه وتروّجه بشكل واسع دون ان تمحّصه وتنظر فيه بمنطق صحافي مهنيّ، وقد تجلّى هذا مثلا بأبشع صوره بعد معركة طوفان الأقصى حيث تبنّوا افتراءاتهم ولم تكن لهم عيون يبصرون بها ولا عقول ترى حجم الافتراء والكذب التي غلّفوا بها أخبارهم.

ونجدها أيضا قد قدّمت نورا يشقّ طريقه في زمن هذا الاعلام الظلامي الممتد من تل أبيب إلى واشنطن مرورا بعواصم العهر الاعلامي برلين وباريس وروما ولندن. فلم يقتصر على دور محلّي محدود، بل احتلّت مكانة عالمية وصارت منصّة إعلامية يتابعها أحرار العالم سواء كان ذلك الفضائية أم الموقع الالكتروني أوبقيّة منصّات التواصل الاجتماعي.

وقد حقّقت نبضا عاليا يرفع الهمم ويصنع التعبئة المعنوية العالية باستضافتها لنخبة ذات ثقافة وطنيّة صادقة وبما تقدّم من تقارير وبرامج تعلي من شأن القيم الانسانيّة الحرّة في مواجهة السيل الإعلامي العرم الذي يقتل الروح وينشر الاشاعة الكاذبة المغرضة ويخدم سياسات مجرمة على المستوى المحلّي والعالمي.

نعم هناك قنوات تجدها أقرب إلى رواية المحتلّ الفاجرة من رواية فلسطين. وهناك من تدّعي الموضوعية والتوازن وعدم الحياديّة والتحيّز فتجدها مثلا تفرد على شاشاتها مساحة واسعة لترّهات المجرم الصهيونازي ، وتتيح لهم فرصة ذهبية لعرض بضاعتهم بكلّ أريحية، يذبحون أطفالنا من الوريد إلى الوريد ثم نقدّمهم بصورتهم المخادعة بكلّ صلف وصفاقة ليصدحوا بكذبهم على شاشاتنا المستحمرة. وهل من المهنية الإعلامية أن أترك العنان للمفتري ليبثّ ما يحلو له بحجة عرض الرأي والرأي الاخر؟ وهنا لنا أن نسأل هل أعداؤنا يتيحون لنا مثل هذه الفرصة؟ إعلامهم خاصة هذه الأيام يخضع لرقابة عسكرية صارمة فلا مجال البتّة لعرض الرأي والرأي الاخر كما يتشدّقون، هذا ليس رأيا آخر وإنما هي سموم الأعداء فينا.

لقد شكّلت الميادين نموذجا للإعلام الملتزم وطنيا والخاضع لمعايير لا تمكّن الأعداء في إعلامنا وتبقيه مع كونه حرّا ومنفتحا إلا أنه في ذات الوقت ليس مستباحا لمن لا يرقبون فينا إلا ولا ذمّة ولا مجال فيه للاحتلال أو أعداء الامّة أن يتسلّلوا ويعبثوا ويبثّوا سمومهم. .

لهذا ولغير هذا أغلق المحتلّ الميادين في فلسطين بعد أن صنّفها قناة معادية ومحرّضة وتشكّل خطرا أمنيا عليه .

هو بذلك يغلق مكاتب ولكن أنّى له أن يطفأ نورها من قلوب الجماهير التي جعلت منها شمسا مضيئة في سمائها العالية .