وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المستوطنون يسرقون معدات الصيد ويهجّرون الصيادين عن البحر والصيد

نشر بتاريخ: 22/06/2005 ( آخر تحديث: 22/06/2005 الساعة: 17:16 )
غزة- خاص معاً-افاد مرسل معا ان أهالي رفح وخانيونس محرومون من مياه البحر ومن الوصل الى منطقة الشاطئ وهواءه للسنة الخامسة على التوالي، لدرجة أن بعض الناس يملكون بيوتاً هناك وممنوعين من زيارتها ولو كان بها أقارب لهم سوى بالتنسيق والتصاريح ان سمح لهم بذلك، يزداد وضع الصياد الذي اعتاد معانقة البحر سوءاً فالمشكلة تبدو كحصار للقمة العيش، لذا تبدو المشكلة قائمة ولكن دون أي بريق امل أو حتى حل جزئي سوى بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة حيث يتذرع الاحتلال بأن المنع ساري فقط لحماية مستوطنيهم الجاثمين على أراضي المواطنين الفلسطينيين.
معاً حاولت تسليط الضوء على هذه المعاناة والكشف عن آثار منع صيد الأسماك على حياة الصيادين جنوبي قطاع غزة...معاناة لأربع سنوات..ممنوع الصيد، حتى بفترة التهدئة السارية، شرقي حي السلطان في مدينة رفح يمنع الناس من الاقتراب من منازلهم الموازية لشاطئ البحر، ولسكان المواصي مسموح الدخول إلى المنازل وفقط عبر التنسيق والتصاريح .
رئيس نقابة الصيادين في قطاع غزة نزار عياش يؤكد ان الصيادين في كافة أرجاء القطاع وخاصة في جنوبه يمرون خلال السنوات الخمس الماضية بأسوأ ظروفهم الاقتصادية والمعنوية وقال:" لقد تضرر 650 صياد في مدينة خانيونس ومنعوا منعاً باتاً من الصيد في بحرها، وفي رفح منع 300 صياد من مزاولة المهنة".
وعن معدات الصيد والصيادين أكد عياش ان المستوطنين في القطاع عمدوا إلى سرقة معدات الصيد وإتلاف بعضها، فقد سرقوا حسكات ومجاديف الصيد والشباك وأنابيب الغاز التي تستعمل للإنارة في الليل في عرض البحر، واتلفوا بعض الشباك واللنشات، فيما دفنت الرمال واتلفت الرطوبة والأملاح بقية اللنشات والمعدات نتيجة عدم تمكن الصيادين من الوصول الى معداتهم والاعتناء بها.
وعن الجهات التي توجه لها الصيادون للبحث في معاناتهم قال عياش ان كتباً عديدة رفعت للسلطة الفلسطينية لبحث القضية مع الجانب الإسرائيلي إلا ان المزاعم الإسرائيلية تحول دون تقديم أي حل، وتتلخص هذه المزاعم في بند واحد وهو حماية المستوطنين في المستوطنات القريبة من البحر وخاصة تلك في الجنوب مثل تجمع غوش قطيف الاستيطاني، ونفيه دكاليم، وجاني طال .
وأضاف عياش ان الرئيس الفلسطيني الراحل استجاب لاستغاثة الصيادين الذين فقدوا مصدر عيشهم وأصدر مرتين قراراً بصرف 600 و500 شيكل لهم، إلا أن ذلك لم يعد في متناول اليد، وتابع:" ليش نحمّل السلطة اكبر من طاقتها ما هو الخراب بطول كل فئات شعبنا، وفي غزة قصف الاحتلال لنشات ومراكب صيادين بدون أي سبب، ما حدا بقدر يعملنا إشي".
اما عن المهن البديلة التي بحث عنها الصيادون للتخفيف من حدة الحاجة قال عياش ان بعضهم انتقل لشراء السمك من غزة او دير البلح وبيعه في الجنوب من خلال تمريره على حاجز التفاح خلال السنوات الثلاث الأولى للانتفاضة إلا أن جنود الاحتلال تنبهوا لهذه الطريقة فأغلقوا الحاجز بشكل متكرر دون أي سببب وفصلوا شمال القطاع عن جنوبه.
وهناك من الصيادين من انضم لصفوف المنتظرين فرصة البطالة المؤقتة وبعضهم الاخر توجه لشبابيك الإغاثات الإنسانية في انتظار الكابونات، ومنهم من عمل كسائق أجرة إما على الخطوط الرئيسية بالمدن او داخل المدن والمخيمات.
أهالي مدينتي خانيونس ورفح ممنوعون من الاقتراب من شاطئ البحر أو التصييف أو حتى استعمال منازلهم القريبة من هناك، وحسب المواطن صبحي علوان والذي يقع منزله على بعد 100 متر فقط من شاطئ البحر في مدينة رفح فإنه ممنوع منعاً باتاً من الاقتراب منه أو السكن فيه، وعليه فقد استأجر بيتاً إلى الداخل في مخيم رفح.
وتطال هذه الممنوعات أيضاً الأطفال في جنوبي القطاع فإنهم مع دخولهم الإجازة الصيفية يكثفون المطالبات من ذويهم بالذهاب إلى غزة ودير البلح أو النصيرات لأقارب لهم هناك للاستمتاع بشاطئ البحر الذي يحرمون منه منذ خمس سنوات.
ويضيف الإسرائيليون إلى تخوفات أهل الجنوب ما يدع المجال مفتوحاً لتخوفات أكبر فقد احتل مستوطنو مجمع غوش قطيف الاستيطاني قبل أيام -كبائن شاطئ خانيونس وأطلقوا عليها اسم مستوطنة " أغنية البحر"!
وفي لقاء لنا مع محافظ خانيونس د. أسامة الفرا أكد ان إجراءات المستوطنين منذ بداية الانتفاضة وخاصة قبيل الانسحاب الإسرائيلي المزمع من الأراضي الفلسطينية كلها تقع تحت مسمع وبصر وحماية الجيش الإسرائيلي، وقال لـ معاً " من المتوقع ان تقوم مجموعات المستوطنين بإجراءات وممارسات غوغائية فقد حطمت كبائن الصيادين واستولت على بعضها وحولتها إلى مساكن للمستوطنين على الرغم من انها تعود إلى البلدية قبل عام 1967 وقد اعترفت الإدارة المدينة للاحتلال الإسرائيلي بذلك طوال سنوات الاحتلال".
وعن ميناء خانيونس المغلق منذ بداية الانتفاضة والذي تعود ملكيته كذلك للبلدية قال الفرا أن قوات الاحتلال أصدرت قراراً عنصرياً بمنع الصيادين من صيد السمك في الميناء وطرحت بديلاً لهم بان يتوجهوا إلى ميناء رفح أو دير البلح مشدداً على ان هذا البديل كان تعجيزياً فكافة معدات الصيد راسية في ميناء خانيونس الذي اعلن كمنطقة مغلقة كما دمرت معدات الصيد ومزقت لشباك وأتلفت محركات المراكب وحسكات التجديف واللنشات.
واوضح أن ما يزيد عن 450 صياداً مسجلين لدى البلدية كانوا ملزمين بدفع 3000 شيكل بالسنة للبلدية تراجعت حالياً إلى 30 ألف شيكل فقط مما ألحق عجزاً اقتصادياً في موازنة البلدية ومما يدلل على انحسار مهنة الصيد في المدينة.
وحول منع الأهالي في الجنوب من الاستفادة من البحر قال رئيس البلدية أن أكثر من نصف مليون مواطن ممنوعون من استغلال البحر او التنزه على شاطئه، وخاصة في فصل الصيف الحار مما يزيد من معاناة المواطنين، موضحاً أن البديل الحالي بالقدوم إلى بحر دير البلح او غزة لا يبدو سهلاً أمام الإغلاق المتكرر لحاجز أبو هول الذي يفصل الشمال عن الجنوب بالقطاع، منوهاً على ان اكثر سكان خانيونس هم مالكي أراض زراعية في منطقة المواصي ولكن الاحتلال يمنعهم من الدخول إليها او فلاحتها أو حصاد ثمارها إلا بالتنسيق او من خلال حاجز التفاح دائم الإغلاق، وقال:" كان حوالي 15 ألف مواطن يدخلون إلى منطقة مواصي خانيونس صباحاً يتراجع العدد بالمساء إلى 10 آلاف".
ويبقى السؤال في أذهان أهل الجنوب إلى متى يبقى البحر المفتوح مغلقاً أمام جيرانه...