|
في الوفاء لغزة والأسرى ومرتكز الهوية الوطنية .
نشر بتاريخ: 03/08/2024 ( آخر تحديث: 03/08/2024 الساعة: 08:45 )
واليوم فان المنطقة وقد تكون الأوسع منها ايضا تقف على برميل من البارود كما يقال . فبؤر التوتر قائمة اصلاً والتهديدات والتخوفات متبادلة ، ولا يفترض وفق المنطق ان احدا يتلقى ضربة موجعة ويتجاهلها لأسباب متعددة . فقد جعلت الحركة الصهيونية العالمية بكل مكوناتها وأنظمة الإستعمار الأوضاع امام تصعيد وتفجير اكيد وأمام معادلات قد لا يبدوا التوسط فيها او تجاوزها امراً سهلاً وهو ما قد يؤدي الى انفجار المنطقة أو باتفاق كبير يعتمد المساومات للحفاظ على النفس والذات ، ننتظر الايام او الساعات لتبيان اكثر وضوحا . إن ادراك ما نواجهه على أرض فلسطين بانه مشروع استعماري استيطاني إحلالي مركّب ، يضاف لذلك ممارسة الأحتلال وسياساته المتعددة القائمة على قاعدة المحو والإلغاء والاقصاء لغير اليهود ، ولشعبنا الفلسطيني، ولأهدافه المُعلنة التي يعمل الأحتلال على تحقيقها من خلال ممارستهم لسياسة التطهير العرقي وجريمة النكبة المستمرة حتى الآن والتي تتم بفعل تلك الأيديولوجية الصهيونية الاقصائية العنصرية وصمت الغرب بل وتعاونه في تنفيذ ذلك من خلال حماية دولة الأحتلال من المحاسبة والعقاب وتزويدها بأنواع الأسلحة بل واعطائها مبرر الدفاع عن نفسها او بما يسمى مناهضة العداء للسامية ، الأمر الذي في حقيقته يعني الدفاع عن استدامة استعمارها العنصري وممارساتها التي اعتبرتها محكمة العدل الدولية إبادة جماعية وجرائم بحق الانسانية والقانون الدولي . ونحن اذ نحيي اليوم السبت الوفاء والتضامن لنصرة غزة والأسرى ، فانني أعيد هنا ما نقلته سابقا عن القائد الأسير مروان البرغوثي امام احدى التظاهرات التضامنية باليونان التي يدعوا لها باستمرار اصدقاؤنا هنالك ؛ "إن مُرتكز الهوية الوطنية الفلسطينية يتمثّل في ثنائي المقاومة والتحرير ، وكل انتكاس في أحد المرتكزين، أو كلاهما، يجد ترجماته على صعيد الهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة، ويفتح المجال أمام الهويات الفرعية لأن تتقدَّم، وهذا يجعل وحدة الخيار المتمثّل بالمقاومة ووحدة الهدف ممثّلاً بالحرية والاستقلال الوطني ، مركّبات بنيوية للهوية الوطنية الفلسطينية." ان تعريف مشروعهم الأستعماري يَفتَرض هدف هزيمته وتفكيكه ، فمكوناته ليست ولن تكون شريكاً بالسلام في ظل انحدار مجتمعاتهم المتباينة نحو اليمين العنصري رغم أزماتهم التي تعيشها مجتمعاتهم اليهودية ، ولا جاراً يسعى للتعاون من اجل الأستقرار المنطقة ، ومن الصعب تصوُّر الوصول إلى تسوية سياسية مع هذا المشروع في ظل ايدولوجية النظام العنصري الصهيوني الأستعماري القائم وأحلامه ، لان ذلك يتعارض مع مركّباته ومرجعياته ومنهجيته وثوابته ومصالحه بالتوسع واضطهاد شعبنا التي تمثلها الحركة الصهيونية العالمية وادواتها التي نرى ممارساتها اليوم تتسع بوضوح أمامنا في غزة التي لم يتركوا شيئا بها الا ودمروه ولا عائلة بها الا واثقلوها جراحاً وجعلوها ثكلى بجرائم ابادتهم الجماعية ، وفي مخيمات الضفة والقدس نحو تجسيد مملكة يهودا ، بل وفي كل فلسطين وحتى العابرة للحدود من خلال الأغتيالات وانتهاك سيادة الدول ليس فقط في منطقتنا وانما بكل أرجاء العالم بالتوافق مع قوى اليمين المتطرف والنازية الجديدة التي يتصاعد نفوذها وضررها علينا وعلى كافة القيم الانسانية والسِلم الدولي . إن شعبنا الذي يختزن تجربة غنية وثرية في المقاومة والكفاح والنضال، والذي تمكن من الانبعاث والصمود من تحت رماد التطهير العرقي والنكبة والعدوان والحصار والمجازر والاعتقال والاغتيال التي ما زال الأحتلال يكررها حتى اليوم باغتياله القائد المناضل اسماعيل هنية ، وسجّل خلالها شعبنا أسطورة في الصمود والبقاء والمقاومة، فشعبنا جدير بحركة وطنية واحدة وموحدة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ونظام سياسي فاعل وديمقراطي، يمتلك خطاب التحرر الوطني والتقدم . وسيظل شعبنا الفلسطيني في الوطن ومنافي الشتات حارس وصانع مستقبل المشروع الوطني ، وسيواصل نضاله وكفاحه ومقاومته الشاملة لهزيمة النظام الاستعماري وإنجاز التحرير والحرية والعودة وفق القرار الأممي ١٩٤ والكرامة والعدالة والاستقلال الوطني بعد دحر الاحتلال وهزيمة نظام الابرتهايد الكولنيالي الصهيوني ، فهذا هو الطريق للسلام ، ولا بد من ثمن لذلك يدفعه اليوم شعبنا بالدم والتشريد القسري والنزوح الذي تفرضه عصابات قوات الاحتلال والمستوطنين بمساندة البوارج الحربية الأمريكية في شرق المتوسط والقواعد الأمريكية المنتشرة بالمنطقة اضافة الى القوات الإضافية التي سترسلها الإدارة الامريكية وفق وعد بايدن وهاريس لنتنياهو أمس مجدداً. وهنا وفي وقوفنا الى جانبهم وغضبنا من أجلهم ، لا بد من التذكير بوثيقة الوفاق الوطني التي توصل إليها قادة الأسرى الابطال في معتقلات الأحتلال في أيار 2006 لاهميتها وضروراتها الملحة ، مما يتطلب اليوم تنفيذ ما تم الإتفاق عليه في بكين باللقاء الوطني الأخير ، وفاءً لهم ولكافة الأسرى الذين يتعرضون اليوم لما هو أبشع مما يتصوره العقل البشري من ابتكارات التعذيب الوحشي والقتل العمد بالمعتقلات ، الامر الذي يستدعي تطوير كل اشكال الدعم والمساندة السياسية والحقوقية لهم من الجهات الدولية الرسمية والشعبية من اجل وقف هذه الجرائم بحقهم ومن اجل الحفاظ على حياتهم وحريتهم . |