|
يموت الأطفال بسرعة في ساحة المعركة ويموت القادة بالشيخوخة البطيئة
نشر بتاريخ: 14/08/2024 ( آخر تحديث: 14/08/2024 الساعة: 10:23 )
حرب غزة أعطت الأشياء والأفكار والأشخاص الاحجام الطبيعية بالقياسات الدقيقة ، وسقط الماكياج عن وجوه الجميع . المؤمنون بالسلام وبالحياة وبالحب وبالعطاء تسفك دماؤهم كل دقيقة منذ 313 يوما . ودعاة الحرب والقتال والغزو لا يصيبهم ضير ، ويواصلون حياتهم بشكل بديع!! وكم من مذيعة تضع اغلى واشهر مساحيق الوجه لكنها مقرفة وبشعة في كلامها وافكارها . وكم من ام ارملة تركض في رمال غزة تبحث عن ولدها وهي اجمل واصدق من كل نساء الأرض . يموت الأطفال في ساحات المعارك وهم لم يبلغوا العاشرة من العمر . بينما يموت زعماء العالم وعلى رأسهم بايدن من فرط الشيخوخة وهم لا يقدرون على الوصول الى الحمام لقضاء حاجتهم . الأطفال يلفظون انفاسهم الأخيرة وهم يتحدثون عن الظلم وعن الحزن وعن الفناء والابادة ، والقادة الموغلون في الشيخوخة يتحدثون عن العدالة وعن السعادة وعن الأبدية . أي عالم حقير هذا . وقد صار الموت الجماعي جوعا ، والموت حزنا ،والموت قهرا ، والموت عطشا ، والموت تعذيبا ، والموت من نقص الدواء ،والموت كمدا ، وتعرية الاسرى واغتصابهم سياسة تتفاخر بها الحكومات والأنظمة . ما شعور القاضي وهو يلبس عباءة القضاء ولا يقضي الا بالظلم ؟ ما شعور الطيار وهو يلقي باشد الصواريخ فتكا على مركز لإيواء النازحين ؟ ما شعور السياسي العربي وهو يكذب على شاشة التلفاز ويعود ليتناول طعامه مع اطفاله وزوجته وهم يعرفون انه كاذب اّشر ومنحط ؟
بصراحة متناهية . المعضلة كانت في الزعماء والسياسيين . وبدلا من تغييرهم بالانتخابات جاءت الحرب وغيرت الشعوب و ابادت خلق الله وسحقت الأجيال . والخازوق انك بعد كل هذا الدمار وكل هذه الدماء تفتح على نشرات الاخبار فتجد ان نفس الزعماء ونفس الأنظمة ونفس السياسيين بقوا هم انفسهم يتحدثون نفس الكلام ونفس الأكاذيب !!! هل هناك ظلم أكبر من هذا ؟ |