وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاجهزة الامنية '' نيو لوك ''؟!!

نشر بتاريخ: 16/03/2006 ( آخر تحديث: 16/03/2006 الساعة: 21:53 )
بيت لحم - معـــــا - كتب المحرر السياسي- صاعقة .. مفزعة .. ومهينة ، تلك هي الصورة التي خرج بها افراد اجهزتنا الامنية ، وبثتها القنوات الفضائية على الهواء مباشرة يوم الاثنين الماضي ، في مشهد اعاد الى الاذهان صوراً لا تقل بشاعة مثل تلك التي حدثت في كنيسة المهد والمقاطعة في رام الله عام 2002 ، عندما استباحت الدبابات الاراضي التي كانت خاضعة للسيادة الفلسطينية ، وفق اتفاقية اوسلو .

في عالم الصحافة .. يقولون ان للصورة وقعاً مدوياً يتجاوز ضجيج الكلام ، ويقولون " رب صورة خير من الف كلمة " ... هذا التوصيف معنى ومبنى ، كان حاضراً بكامل دلالاته في تلك الليلة القاسية التي غاب فيها القمر عن المدينة التي سميت باسمه ، ليحل فيها الظلم والظلام ، بعد ان اصبحت المدينة الموغلة في التاريخ ممدة تحت جنازير الدبابات ، وقصف الطائرات ليزداد الليل حلكة بخروج ضباط وجنود الامن الوطني حماة الديار ، ورمز الكبرياء الوطني رافعين ايديهم ، وخالعين ملابسهم الا مما يستر عوراتهم في مشهد يدمي القلوب ، ويهز النفس من اقطارها.

واذا كان الغدر ، ونقض الاتفاقيات ، والغاء الوعود والعهود والمواثيق ، ليس جديداً على السياسات الاسرائيلية في تعاملها "غير المقدس" مع كل كل ما هو مقدس من اتفاقيات ،الا ان تواطؤ الولايات المتحدة وبريطانيا ، مع تلك السياسات على نحو بائن بينونة كبرى ، يشعل اكثر من ضوء احمر امام جدوى الرعاية الدولية لاية اتفاقيات قادمة ان حصلت ، ويرسم بوضوح ملامح الحقبة القادمة من الحلول في المنطقة ، والتي سيطغى عليها الاملاء من جانب واحد ، بعد ان تكون اسرائيل اعلنت عن السلطة القادمة سلطة " ارهاب " ليتسنى لها تبرير سياستها العدوانية القائمة على تطبيق الحل احادي الجانب.

قد يكون من الاجحاف تحميل افراد الاجهزة الامنية المسؤولية عما حل بهم ، اذا ما عرفنا انهم لا يملكون من وسائل الدفاع ما يؤهلهم وفق الاتفاقيات لمواجهة مثل هذا الذي واجهوه في مكان يخضع للحماية الدولية ، لكن احدا لايستطيع اعفاء المستوى السياسي من المسؤولية في عدم توقعه لما حدث.

ومع قساوة المشهد ، وعلى وقع الصدمة والذهول من كأبة المنظر وسوء المنقلب تصاعدت الدعوات المطالبة بحل السلطة وهي دعوات من شأنها ان تخلق جدلاً داخلياً حاداً حول جدوى التمسك بسلطة لم يبق فيها مقدس ، وبات رئيسها غير ذي صلة ، ورئيس وزرائها "ارهابياً" لا يحصنه منصبه الرفيع من الاغتيال ، وبرلمانها لا يستطيع الاجتماع في مكان واحد ومعابرها ومنافذها ، تحت رحمة السجان ، عوضاً عن التجويع لشعب بأكمله عقاباً له على خياراته الديمقراطية ... وهي تحديات صعبة ، ستواجه السلطة في قادم الايام وستتضاعف صعوبتها مع اعلان حماس لحكومتها التي تشير كافة الدلائل انها ستكون حمساوية بالكامل ، الامر الذي سيجعل من مشهد السجن الصغير في اريحا ، مجرد صورة مصغرة لما ستشهده مراكز "السيادة" الفلسطينية من تعديات قد تطرق" الباب العالي" مثلما طرقته من قبل .