![]() |
نتنياهو... بين تدمير إسرائيل وجرّ العالم إلى الهاوية
نشر بتاريخ: 19/04/2025 ( آخر تحديث: 20/04/2025 الساعة: 00:41 )
![]()
بيت لحم- معا- تحليل إخباري- تأسست إسرائيل في أعقاب وعد بلفور عام 1917، عندما تعهدت بريطانيا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، رغم أن الأغلبية الساحقة من السكان كانوا من العرب الفلسطينيين. وقد ساعدت القوى الدولية، خصوصا بريطانيا والولايات المتحدة، في تمهيد الطريق لإعلان قيام دولة إسرائيل في 14 مايو 1948. في عام 1947، تبنت الأمم المتحدة قرار التقسيم رقم 181 الذي يقضي بإنشاء دولتين يهودية وعربية، إلا أن الدولة الفلسطينية لم تقم حتى اليوم. قُبلت إسرائيل كعضو في الأمم المتحدة عام 1949 بشرط احترام قرارات الشرعية الدولية، بما فيها حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفقًا للقرار 194، وعدم تغيير الوضع القائم في القدس. ومع ذلك، تجاهلت الحكومات الإسرائيلية، تحت قيادة نتنياهو بشكل خاص، هذه الالتزامات، مما أدى إلى تفاقم النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي واهتزاز مكانة إسرائيل على الساحة الدولية. نتنياهو: سيرة ذاتية مشبعة بالإيديولوجيا والتناقضات في واحدة من أكثر الفترات سوداوية في تاريخ إسرائيل الحديث، يقف بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الأطول بقاءً في الحكم، كرمز لانقسام داخلي متزايد، وعزلة دولية متنامية، وتحول إسرائيل من دولة تسعى إلى السلام والأمن، إلى كيان يترنح على حافة الحروب والصراعات الوجودية. خدم في وحدة النخبة العسكرية "سييرت متكال"، ثم درس في الولايات المتحدة، حيث طور أدواته الإعلامية والسياسية، متبنيًا خطابًا موجّهًا للرأي العام الغربي، خصوصًا الأميركي. تأثرت مسيرته السياسية بشكل كبير بمقتل شقيقه يوناتان نتنياهو، الذي لقي حتفه خلال عملية إنقاذ الرهائن في عنتيبي عام 1976. شكل هذا الحدث صدمة عائلية وسياسية لنتنياهو، حيث أصبح يوظف موت شقيقه كأساس لروايته السياسية التي تركز على أن إسرائيل في حالة حصار دائم وتحتاج إلى قيادة أمنية صارمة. ألّف نتنياهو عدة كتب، أبرزها "مكان تحت الشمس" عام 1993، الذي يعد مانيفيستو سياسيا يدافع فيه عن سياسات الاحتلال ويروّج لرؤية متطرفة للصراع العربي-الإسرائيلي. كما نشر كتابًا بعنوان "محاربة الإرهاب" يروج فيه لنظرية أن إسرائيل هي خط الدفاع الأول عن العالم الغربي ضد الإرهاب. ورغم وعوده المتكررة بإحلال الأمن وتحقيق السلام، كانت تلك الوعود غطاء لسياسات أدت إلى المزيد من العنف والعزلة، داخليًا وخارجيًا. منذ صعوده السياسي في التسعينيات، تميّز نتنياهو بذكاء تكتيكي فائق، لكن أيضًا بسياسة مفرطة في البراغماتية، مما جعله يعقد التحالفات مع المتشددين. زعيم مأزوم يهوى افتعال الأزمات شخصيته تميل إلى الشك المفرط والعداء لمن يختلف معه، وقدرته على المناورة السياسية ترتكز على خلق أعداء دائمين. وزير المالية الذي أطلق الرأسمالية المتوحشة تبنّى سياسة "الرأسمالية النيوليبرالية" بشراكة مع الشركات الكبرى، وفرض برنامجًا تقشفيًا غير مسبوق شمل خفض مخصصات الضمان الاجتماعي ورعاية الأطفال، وتقليص دعم البطالة والفقراء، وخصخصة مؤسسات حكومية حيوية. ورغم أن هذه السياسات رفعت مؤشرات الاقتصاد الكلي، فإنها جاءت على حساب الفئات الضعيفة في إسرائيل وزادت الفجوة بين الأغنياء والفقراء، خاصة بين اليهود الشرقيين والمواطنين العرب. النفوذ العائلي: قرارات تحت تأثير سارة ويائير أما يائير، فقد لعب دورًا مثيرًا للجدل عبر منشوراته الاستفزازية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي غالبًا ما تحرج والده سياسيًا. اتهامات بالفساد: سقوط أخلاقي مغلف بالشعبوية قضية التمويل القطري: دعم حماس مقابل مكاسب سياسية قرار المحكمة الجنائية الدولية: ملاحقة قانونية وأوضحت المحكمة حول القرار الذي شكل سابقة في إسرائيل، أن جرائم الحرب المنسوبة إلى نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاحا للحرب، كما تشمل جرائم ضد الإنسانية والمتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية.
دمار عملية السلام: نهاية الحلم الفلسطيني كما ساهم في تطبيع العلاقات مع دول عربية بطريقة تهمّش القضية الفلسطينية. صناعة الأعداء بدل الأصدقاء نشوء موجة انتقادات غير مسبوقة في الجامعات والمؤسسات الإعلامية الأمريكية. حتى في أوروبا، أصبح ينظر إليه كمعرقل للسلام، وشخصية غير موثوق بها دبلوماسيًا. قيادة أمريكا إلى الحروب يقود العالم لحرب عالمية ثالثة
اليوم، يدفع نتنياهو إدارة ترامب كما فعل بإدارة بايدن نحو مواجهة مباشرة مع إيران، من خلال استفزازات متكررة، وضربات تُخرج طهران عن صبرها. وتهديدات نتنياهو بضرب منشآتها النووية قد يشعل شرارة حرب إقليمية واسعة قد تمتد لحرب عالمية ثالثة. الخاتمة: زمن نتنياهو... زمن الدمار |