![]() |
ما بين انعقاد المجلس المركزي ووثيقة أعلان الإستقلال .
نشر بتاريخ: 21/04/2025 ( آخر تحديث: 21/04/2025 الساعة: 13:21 )
![]()
-- وثيقة ليست كغيرها . -- بين النص والواقع . --فهل نعيش اليوم وفق هذه المبادئ ؟ -- لمصلحة من يُغيب النص؟ -- نحو إعادة الإعتبار . وهنا يمكن للنخب الثقافية ، والمؤسسات الرسمية والشعبية والأطر الوطنية ، والجامعات ، والحراكات الشبابية كما للمجلس المركزي ، أن تضع الوثيقة في الواجهة اليوم ، لا كأرشيف من الماضي بل كأفق للمستقبل ، يعيد الإعتبار لمضمونها الوطني التقدمي والإنساني ، ويمنع أي جهة من تجاوز بُعدها التاريخي وروحها المقاومة وتأثيرها على بنية المجتمع الفلسطيني بعيداُ عن الأصولية الفكرية ، الدينية أو الفصائلية التي تهدد أسس الوحدة الوطنية الواسعة ووحدة مجتمعنا . إن سؤال أين نحن من وثيقتنا الوطنية ، لا يجب أن يبقى تساؤلاً إنشائياً ، بل ينبغي أن يتحول إلى مُنبّه وطني ، يدفعنا إلى مراجعات نقدية للذات دون خوف وتردد ، وتجاوز الحالة الراهنة ، والعودة إلى المبادئ التي منحت مشروعنا الوطني التحرري روحه الكفاحية العادلة ، والتي حظيت بتضامن شعوب العالم وقواه التقدمية والتحررية المعادية للإستعمار . ان هذا يستدعي العمل الجاد على أستنهاض منظمة التحرير الفلسطينية والحفاظ على مكانتها خاصة الدولية التي إكتسبتها بفعل مسيرة الكفاح الوطني ، باعتبارها الجبهة الوطنية التي ينبغي أن تعتمد أوسع قاعدة شعبية لا تقتصر على المحاصصة الفصائلية فقط ، بل لتمثيل كافة قطاعات شعبنا من المستقلين الوطنيين والمجتمع الأهلي وخاصة من الشباب والمرأة ، لقيادة مشروع التحرر الوطني . فما جدوى الثورة إن ضاعت بوصلتها ؟ وما قيمة الوطن إن نسينا ما أردناه أن يكون؟ -- أنعقاد المجلس المركزي ، إعادة إنتاج أم مراجعة حقيقية ؟ أم أنها ستكون فعلاً خطوة نحو أستنهاض وطني شامل ، يُعيد ترتيب البيت الفلسطيني ، ويعتمد أستراتيجية ورؤية سياسية واضحة قادرة على تعزيز صمود شعبنا في مواجهة التحديات ومخططات الأحتلال الجارية وبالمقدمة منها وقف المحرقة ، مقرونة ببرنامج نضالي وأدوات فاعلة ؟ من الضروري أن تعكس المؤشرات والتحضيرات الجارية لأنعقاد هذه الدورة للمجلس المركزي نوايا وحدوية صادقة ترتقي لمستوى أعادة بناء المشروع الوطني التحرري وتعريفه ، على أسس المشاركة والشرعية والمساءلة ونقد الذات وموائمته مع المتغيرات الجارية بالنظام الدولي . فأستمرار النهج القائم في إدارة الأزمة دون التوجه لحلها ، سيُكرّس مزيداً من العجز ، ويُبقِي النظام السياسي عرضةً للتآكل والتشكيك ، بدلاً من أن يكون رافعة قادرة على مواجهة التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية وخاصة المشروع الامريكي بالمنطقة . إن الجهد الوطني المسؤول يجب أن يُوجه أساساً إلى معالجة أزمة النظام السياسي ، دون أن يفتح الباب لخلافات داخلية لا طائل منها ، خاصة في ظل تعدد الإجتهادات القانونية المتعلقة بأشكالية تفويض الصلاحيات بين المجلس الوطني والمركزي ، وعلاقة ذلك بالنظام الأساسي لمنظمة التحرير بما له علاقة بأستحداث مواقع أو تعديل نصوص . إن أقتصار جوهر أنعقاد هذه الدورة على هذا الجانب فقط رغم أهميته ، بغض النظر عن الأسماء المتداولة ، سيُبعدنا أكثر عن روح وثيقة أعلان الأستقلال ، ويزيد من أزمة النظام السياسي الذي يفترض ان يقوم على أساس وحدة الأرض والشعب والقضية الوطنية ، وبما يعيد تعريف دور السلطة الوطنية الفلسطينية ومهامها وتعزيز شرعية النظام السياسي بأسس ديمقراطية بما يحمل من ثقافة مقاومة سياسية وشعبية وباعادة تصويب عضوية المجلس الوطني الفلسطيني ودعوته للأنعقاد لحين التمكن من أجراء الأنتخابات اللازمة لتكوينه وفق الأصول، كما وأجراء انتخابات كافة الهيئات الوطنية التمثيلية ، من أجل منع فرض التدخلات الخارجية تحت شعارات "التجديد" و"السلطات المتجددة" أو الترويض السياسي على حساب أستقلالية القرار الوطني ووحدانية التمثيل التي تستدعي التطور والتغيير والأستنهاض لمواجهة تلك المحاولات في تقويض تراكم مكتسبات حركتنا الوطنية منذ نشأتها في هذه المرحلة المفصلية من تاريخنا . |