اعتبارات اختيار نائب رئيس منظمة التحرير
في ظل التحدّيات السياسية التي تواجه القضية الفلسطينية، يحمل اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، المقرّر انعقاده بعد يومين، أهمية استثنائية، وفي هذا السياق، تتجه الأنظار نحو قرارات المجلس، خاصة تلك المتعلقة بآلية اختيار نائب لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية. قد يتم الاختيار عبر انتخاب اللجنة التنفيذية لأحد أعضائها، أو من خلال تفويض الرئيس لاختيار نائبه.
هناك تكهنات حول أسماء بعض الشخصيات السياسية البارزة والتي قد تكون مرشحة لهذا المنصب، إلّا أنّ هذه التوقعات لا تزال غير مؤكدة. ومع ذلك، فإنّ الآلية التي سيتم من خلالها الاختيار، أو الأسماء المطروحة، ليست هي المحور الأهم. بل الأهم هو الاعتبارات الموضوعية التي يجب أن تتوفر بالشخص الذي سيشغل هذا المنصب؛ والتي منها؛ الخبرة السياسية والدبلوماسية، أيّ أن يتمتع المرشح بسجل حافل بالعمل السياسي ضمن أطر المنظمة أو الفصائل، وأن يكون قادراً على تمثيل القضية الفلسطينية بفعالية على المستويين العربي والدولي.
كما أنه من الضروري أن يحظى المرشح بتأييد واسع من الفصائل المنضوية تحت مظلة المنظمة، وأن يكون قادراً على بناء التوافق بين القوى السياسية المختلفة بروح وحدوية.
على المرشح أن يحظى أيضاً بالقبول العربي والإقليمي والدولي؛ على الرغم من حساسية هذا الاعتبار، إلّا أنّ الواقع السياسي يفرض أهمية أن يتمتع نائب الرئيس بحد أدنى من القبول الدولي، لضمان التعامل معه بإيجابية بما يخدم المصالح الفلسطينية.
أن يكون المرشح متمسكاً بالحقوق الفلسطينية، خاصة بالقضايا الشائكة (كالقدس، واللاجئين، والاستقلال الوطني).
كما يجب أن يكون قادراً على الدفاع عن قرارات المجلسين المركزي والوطني، بما يخدم القضية الفلسطينية.
ونظراً لأهمية الملفات الحساسة؛ كالعلاقات الدولية، المصالحة الوطنية، والملف الاقتصادي، يجب أن يكون المرشح قادراً على إدارتها بكفاءة ووضع سياسات تعزّز مكانة منظمة التحرير، كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
من الضروري أن يمتلك المرشح رؤية واضحة لتطوير عمل المنظمة وتعزيز دورها، الى جانب الكفاءة بإدارة شؤونها بفعالية.
يتعين على الفلسطينيين احترام من سيتم اختياره، بغض النظر عن شخصه، طالما أنّ عملية الاختيار تمت وفقاً للأنظمة الداخلية للمنظمة، وبنيت على توافق وطني يعكس مبدأ المشاركة بالقرار من قبل الفصائل المختلفة.
ويبقى الأمل أن يكون هذا الاختيار المرتقب خطوة نحو تعزيز وحدة الصف الفلسطيني، ودعم القضية الوطنية لمواجهة التحديات.
وفي هذا السياق، تتجه الأنظار نحو قرارات المجلس، خاصة باجراء تعديل على النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، باستحداث منصب نائب الرئيس. وتحديد آلية انتخابه وصلاحياته، وأن يتم الاختيار عبر انتخاب اللجنة التنفيذية لأحد أعضائها، أو تفويض الرئيس لاختيار نائبه.