وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل المثالية موجودة؟ بين العالم الافتراضي والواقع سؤالٌ معلّق

نشر بتاريخ: 28/04/2025 ( آخر تحديث: 28/04/2025 الساعة: 09:13 )
هل المثالية موجودة؟ بين العالم الافتراضي والواقع سؤالٌ معلّق

دوماً ما تراودني أسئلة كهذه، هل يوجد إنسان مثالي في هذه الحياة؟ هل هناك من حياته وردية بالكامل؟ لا أعرف بعد، لكن الأمر المتأكدة منه هو أنّ الحياة الافتراضية والسوشل ميديا دعتنا جميعاً نفكر بهذه الطريقة. أناسٌ يوثقون حياتهم بالكامل، والمفاجأة أنّها جميلة في كل تفاصيلها، وتكون أقرب إلى المثالية… أقصد المثالية الكاذبة.

نعم، المثالية الكاذبة. كلّ شخصٍ في هذه الحياة لديه جانب جميل من حياته يريد إظهاره للجميع، وهناك أيضاً جانب غير جميل، يمكنني القول "مظلم" في حياته لا يحب مشاركته مع أحد ويفضل إخفاؤه. وبالتالي تصبح هذه المواقع تعرض اللحظات الجميلة والحياة المثالية فقط، وتجعلك تصدق بأنّ هذه حقيقة الحياة، وأنّك وحدك من يعاني من صعوبات وقلة حظ.

هل شعرتم بذلك من قبل؟ أعتقد أنّها نالت منا جميعاً، بأن أدخلت الشك والقلق إلى عقولنا وقلوبنا، وجعلتنا نصدق الأكاذيب التي لا أساس لها من الصحة، والتي تؤثر على نفسيتنا التي من الأساس لم تعد تحتمل.

وفي بعض الأحيان، تريك بأن رحلة نجاح أحدهم كانت أسهل ما يكون، وبأن القصة بهذه البساطة، لكنك لم تر طريق الوصول إلى هذا النجاح، الذي بالطبع لم يكن سهلاً وكان مليئاً بالصعوبات التي لم يشعر بها أحد غير الشخص الناجح.

وهنا نقع في فخ المقارنة. مقارنة حياتنا ونجاحنا وطريقنا، ونشعر بأننا متأخرون عن الآخرين، وأنّ القطار قد فاتنا.

لكن اسمحوا لي بمداخلة صغيرة، تأخرنا على ماذا بالضبط، نحن لسنا في سباق مع الآخرين أساساً. كلٌّ منا له طريقه في هذه الحياة، ورحلته الخاصة، وإن كنا في سباق أو نريد المقارنة فنحن نقارن أنفسنا في النسخة الحالية مع أنفسنا في الماضي، وهنا نكتشف بأننا نتقدم ونتطور وبأن حياتنا في مسارها الصحيح، وبأنّ الله هو من يدبر هذا الطريق، علينا فقط أن نضع ثقتنا به.

لكن يبقى السؤال، هل يوجد على هذا الكوكب من حياته مثالية، ما رأيكم؟